الوقت-أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان على أن مأساة منى تعبّر عن مدى استكبار الحكّام السعوديين واستعلائهم على شراء الذمم والضمائر واستهتارهم بعقول المسلمين، معرباً عن دعمه المطلق للانتفاضة القائمة في الاراضي المحتلة، متوقعاً استمرار الحركة الشعبية المتصاعدة في فلسطين.
أشار السيد نصر الله في كلمة له خلال الإحياء العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، الى أن مايحصل في الاراضي الفلسطينية المحتلة من حراكاً شعبياً قوياً هو بداية انتفاضة بكل معنى الكلمة، مجددأً تأييد حزب الله المطلق لمقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم وإنتفاضته وحقوقه، ودعا لمواكبة ودعم هذا الشعب بكل الوسائل المتاحة، والتعامل بواقعية وعدم المزايدة على الفلسطينيين الذين يختارون بأنفسهم أسقفهم وخياراتهم، مؤكداً أن القلق هو الوضعية السائدة في بعض الدول التي تعتبر نفسها معنية بموضوع فلسطين .
لفت إلى أن الأميركيين والإسرائيليين يفترضون أنه من المنطقي أن يعيش فلسطينيو الداخل حالة يأس وإحباط بما يمنع أي حركة إيجابية في الميدان، فإستغلوا هذه الأوضاع لزيادة الإستفزازات لاسيما في ما يخص تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، بينما أثبت الشعب الفلسطيني أنه الأقدر على مواجهة هذا الإستفزاز وحماية المسجد الأقصى، مؤكداً أن شعوب منطقتنا معنية بتحمل المسؤولية وتحديد مصائرها بالدماء والدموع من دون انتظار مساعدة أحد مشدداً على أنه لا يوجد خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا خيار المقاومة والإنتفاضة ليفرض إرادته على محتليه .
وفي ما يتعلق بكارثة منى، أكد السيد نصرالله أن هذه المأساة تعبر عن قمة إستهتار حكام السعودية بكل المقدسات الإسلامية وشعائر الإسلام وعن مدى إستكبارهم وإستعلائهم وإستهتارهم بعقول ودماء المسلمين، مشيراً إلى أن هذه الفاجعة لا يجوز أن تنسى. ورأى أن الأسوء مما حصل، هو انه ممنوع على احد ان يتحدث عما حصل، وممنوع المطالبة بتحقيق واعتبار المطالبة بذلك بانه تسييس، مشيراً في الوقت ذاته الى انه سيكون لهذه النفوس الزكية التي ازهقت في منى بسبب التقاعس والتقصير والفشل، وبعد ذلك الاستعلاء، سيكون لها الاثر العظيم على انتهاء هذا الظلم التاريخي الذي يلحق بالامة وبالحرمين الشريفين الذي يمثله هؤلاء الحكام .
وفي الملف السوري، أكد سماحته أن الحرب الكونية لا تزال مستمرة على سوريا، مشيراً إلى أن "اعمال القمع بحق الشعب في البحرين ومنعه من ابسط حقوقه الانسانية وسد الافق امام اي حل سياسي لائق لا تزال مستمرة " ، لافتاً الى "استمرار معركة العراقيين بوجه تنظيم "داعش" والارهاب واصفا هذه المعركة بانها مصيرية للشعب العراقي .
كما تطرق الى تصاعد حالة الاضطراب في عموم دول المنطقة وصولا لتركيا" مشددا على أن "منطقتنا تدخل عامها الهجري الجديد بعنوان الحرب المسيطرة ".
وحول الوضع الداخلي في لبنان، قال السيد نصر الله إنه في لبنان انتهى العام الهجري مع إفشال كل محاولات التوصل إلى حلول سياسية، معتبراً أن لدينا إيجابيتان هما الاستقرار الأمني والحوار القائم بين القوى السياسية، لافتاً في الوقت عينه إلى أن من أفشل مساعي الحلول في لبنان سيكتشفون أنهم أخطأوا كثيراً، مؤكداً ان "الوضع في لبنان انتهى بإفشال كل الحلول التي تعيد الحياة الى الحكومة اللبنانية لأسباب نكدية، مما يعني بوضوح الانتقال الى وضع أشد تعقيدا".
وأكد السيد نصر الله ان من عرقلوا مساعي الحلول في الداخل اللبناني سيكتشفون لاحقاً انهم اخطأوا في هذا المجال.
وبشأن المناسبة العاشورائية، رأى السيد نصرالله أنه من خلال إحياء الليالي العاشورائية نحاول أن نؤدي جزءاً من حق النبي (ص) وآل بيته (ع) على هذه الأمة منوها الى انه علينا أن نعلم بأن اهتمامنا بالمناسبة العظيمة فيها الكثير من بركات الدنيا والآخرة، وبالتالي علينا أن نحرص على إظهار الحزن والأسى والابتعاد عن مظاهر البهجة والسرور، داعياً الجميع إلى الحضور المباشر في المجالس العاشورائية، مؤكداً أن الحسين (ع) وزينب(ع) أعز علينا من أي عزيز ولذلك يجب أن نعبر هذه الايام والليالي عن تاثرنا في هذه الحادثة التاريخية .