الوقت- السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان، وبثقته وهدوئه الدائمين في لقاء مع قناة الميادين بمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد الفريق "الحاج قاسم سليماني" و"الحاج أبو مهدي المهندس"، وإذ أشار إلى علاقاته الوثيقة والعاطفية بهذين الشهيدين العظيمين ومسيرتهما الطويلة والمثمرة في مواجهة المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة، تناول الواقع الحالي للصراع مع العدو ومعادلة الردع والاستراتيجية الرئيسية للمقاومة في الحرب المستقبلية المحتملة.
أشار السيد حسن نصرالله إلى المحاور الجديدة لمعادلة الردع ضد العدو، مبيِّناً أن العناصر القديمة لهذه المعادلة ما زالت مثمرةً، وقد أضيفت إليها محاور جديدة ستصاحبها تطورات جديدة.
ولكن ما هي هذه المحاور وهل يمكن ربطها بالذكرى الأولى لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس؟ وإلى أي مدى يمكن أن تخلق هذه المحاور مستوى مختلفًا من المواجهة وخاصةً ضد الصهاينة؟
النقطة الأولى التي يمكن استنتاجها من كلام الأمين العام لحزب الله اللبناني، في إطار تطوير معادلة الردع، هي تضاعف عدد صواريخ المقاومة منذ العام الماضي.
ويعتبر هذا تحدياً كبيراً للکيان الصهيوني، حيث إن العدو لم يجد حلاً بعد لمنع حزب الله من التزوُّد بهذه الصواريخ خلال العام الماضي.
وإضافة الى ذلك، يشكل مستوى تطور وتجهيز مجموعات المقاومة الأخرى، وخاصةً في اليمن، سببًا آخر للارتباك والعجز لدى العدو، ما يجبر الأمريكيين والصهاينة على ارتكاب إجراءات غير مخطط لها وجرائم خطيرة.
تصريحات السيد حسن نصرالله الدقيقة والتحذيرية حول مضاعفة عدد صواريخ المقاومة، وكما يتضح من رد فعل الإعلام الصهيوني، أثارت مخاوف متزايدة بين الصهاينة وزيادةً في التوترات بين المسؤولين العسكريين والأمنيين للکيان الصهيوني.
كما شکلت هذه التصريحات صفعةً كبيرةً على وجه المتورطين في اغتيال شهداء المقاومة، أو الذين كانوا يحاولون منع حزب الله من الوصول إلى هذه الصواريخ، إلا أن النقطة المهمة في تصريحات الأمين العام لحزب الله حول هذه الصواريخ، هي تأکيده علی أن "المقاومة ضاعفت عدد صواريخها منذ العام الماضي، أي منذ استشهاد الفريق الحاج قاسم سليماني". وتقييم هذه الجملة يظهر ان السيد حسن نصرالله وجَّه تحذيراً كبيراً للعدو.
والنقطة الثانية في تصريحات السيد حسن نصرالله، هي تأكيده على فاعلية الصواريخ الدقيقة وقدرة حزب الله على الوصول إلی أي هدف يقصده بشكل لا يستطيع العدو مواجهته.
كذلك وكما اعترفت وسائل الإعلام الصهيونية فإنه وفق الأمين العام لحزب الله، لا تقتصر الأهداف الاستراتيجية في الکيان الإسرائيلي الموجودة في مرمی صواريخ المقاومة، على المطارات أو القواعد الجوية أو البرية أو منشآت الطاقة أو المنشآت النووية، بل تشمل مراكز صنع القرار السياسي والعسكري التابعة للکيان الصهيوني.
وإضافة إلى ذلك، يدرك المسؤولون في تل أبيب جيدًا أن كلام السيد حسن نصرالله لم يكن أبدًا في إطار حرب نفسية فحسب، بل يتجاوز ذلك بکثير.
إن تصريحات الأمين العام لحزب الله نبَّهت العدو الأمريكي والصهيوني بشكل دقيق وحاسم بقدرات المقاومة في المرحلة الحالية، وأظهرت للأعداء دور الشهيد سليماني في إدارة وتنسيق نظام توفير هذه القدرات، وهو ما اعترف به العدو أيضًا، وما زالت تتطور يومًا بعد يوم بعد استشهاد هذا القائد العظيم.
أما النقطة الثالثة في تصريحات السيد حسن نصرالله، والتي أشار إليها مباشرةً، فهي قدرة المقاومة على استهداف طائرات العدو المسيرة في أي وقت، کما أشار بشكل غير مباشر إلى القدرات الحديثة للمقاومة في هذا المجال، والتي لا يمكن شرحها بالتفصيل اليوم، لكن هذه القدرات ستصدم العدو بالتأكيد في أي صراع محتمل في المستقبل.
بتقييم هذه النقاط الثلاث من تصريحات الأمين العام لحزب الله في لبنان، فإن ما قاله سيد المقاومة في هذه المحاور الثلاثة حول تطوير معادلة الردع، يتعلق بالرد الحاسم والصادم على اغتيال الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس العام الماضي، ويمكن اعتبار معادلة السيد حسن نصرالله هذه هديةً ثمينةً للروح الطاهرة للشهيدين سليماني والمهندس.