الوقت - أكدت عائلة الأسير الفلسطيني المحرر ماهر الأخرس، يوم الأحد 20 ديسمبر، أن تدهوراً مفاجئاً طرأ على حالته الصحية، ما استدعى إدخاله للمستشفى بشكل عاجل.
وأضافت العائلة لمؤسسة مهجة القدس: إن الأطباء في مستشفى جامعة النجاح الوطنية، أوضحوا أن التشخيص الطبي الأولي للحالة الصحية للمحرر الأخرس، يإلى إصابته بالتهاب رئوي حاد.
ووفق العائلة، فإن الأطباء أشاروا إلى أنه تم استبعاد إصابة الأخرس بفيروس كورونا، وفق الفحص الطبي الذي خضع له.
تدهور الحالة الصحية لماهر الأخرس ناجم عن ظروف اعتقاله في السجون الإسرائيلية. حيث ترك الاعتقال غير القانوني لـ "الأخرس" والإضراب عن الطعام احتجاجا على الأعمال العدائية للصهاينة وسياسة الإهمال الطبي للكيان الصهيوني، تأثيراً كبيراً على الحالة الجسدية للأخرس. وقد حذر الأطباء الفلسطينيون من أن صحة الأسير الفلسطيني المحرر في خطر.
هذا الأسير الفلسطيني الذي أصبح رمزا للمقاومة في الأشهر الأخيرة، تمكن من الخروج منتصراً من سجون الاحتلال ونال حريته، في الـ 26 من تشرين الثاني الماضي، بعد إضراب عن الطعام استمر 104 أيام، احتجاجاً على اعتقاله إدارياً.
معركة الأمعاء الخاوية
في الـ 27 من تموز 2020، اعتقل الاحتلال الإسرائيلي ماهر الأخرس (49 عاماً) من منزله في سيلة الظهر قضاء جنين، وأصدر قرار بتحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر من دون توجيه تهمة إليه.
لم يرضخ الأخرس لإرادة السجان. وفي آب، قرر خوض إضراب عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله، مر خلاله بمحطات عديدة. من سجن "حوارة"، إلى "عوفر"، إلى سجن "عيادة الرملة"، إلى مستشفى "كابلان"، خاض معركة الأمعاء الخاوية حتى نهايتها.
واجه تدهوراً صحياً خطيراً ومتسارعاً، ولامس خطر الموت، ولكنه رفض أن يعلّق إضرابه. أعلن موقفه ومضى به: "منذ أول يوم في إضرابي، رفضت الاعتقال ليوم واحد، إما حراً طليقاً وإما أن يبقوا علي في سجونهم ومستشفياتهم حتى يقضوا عليَّ بالإعدام بقراراتهم هذه". كان هدفه واضحاً: "أريد أن أعيش بحريّة وكرامة، ورسالتي فقط أنني لا أريد أن أعيش مهدّداً في بيتي"، وكان له ما أراد.
خرج الأخرس في تاريخ الـ 26 من تشرين الأول إلى الحرية. بعد 104 أيام من الإضراب عن الطعام، أرغم الاحتلال على إطلاق سراحه، لأن "الحرية تنتزع انتزاعاً من الاحتلال، وليس عبر استجدائها من مجلس الأمن. وعلى كل أسير وتنظيم أن يقف وقفة عز، وألا يقبل الخضوع"، كما كان يقول.
الأخرس يحاصر الاحتلال بجوعه وينال الحرية
قال الأسير المحرر ماهر الأخرس خلال حفل استقباله في بلدته "سيلة الضهر"، في جنين، إنّ "التحرير لا يأتي بالتفاوض لأن التفاوض خذلان". وتوجه الأسير المحرر الأخرس للسلطة الفلسطينية بالقول "أرجو من السلطة التراجع عن خط أوسلو".
وأضاف الأخرس: إنّ هدف الاحتلال هو ضرب الفلسطينيين بعضهم ببعض "ولن نسمح له بتحقيق ذلك". وتابع الأسير المحرر: "ثابتون حتى نصل إلى النصر وإضرابي كان باسم الشعب الفلسطيني وأهدي النصر إليه".
الأخرس يشدد على تاريخه المقاوم القديم، ويؤكد تعلمه من حزب الله، المقاومة ورفض التفاوض مع من يحتل الأرض، فنوه في تصريح يوم حصوله على الحرية بأنه تعلم من حزب الله وأمينه العام كيف يتمسك بحقه ولا يفاوض الاحتلال على حريته. وقال: "عندما طلب الاحتلال من السيد حسن نصرالله التفاوض والخروج والانسحاب عام 2000 قال لهم كما أتيتم إلى لبنان من دون تفاوض وحاربتم ودمرتم ستخرجون دون تفاوض ولن تتمكن اي ضغوطات في العالم ان تجبر حزب الله على التفاوض وأنا تعلمت منهم هذا الدرس أن لا تفاوض مع الاحتلال".
الأخرس يرسم الطريق
كم من الأجيال الفلسطينية ستبقى تذكر ماهر الأخرس الذي اخرس الاحتلال الإسرائيلي واجبره ان يعيده الى اهله وذويه مرفوع الرأس، من أراد ان ينظر الى النصر الفلسطيني الحقيقي فعليه ان يذهب الى بلدة سيلة الظهر.
ماهر الأخرس رسم الطريق، ليقول لكل أحرار العالم إن الاحتلال ضعيف وخاوٍ من داخله، وغير قادر بكل جبروته وسطوته وأسلحته النووية على إجباره على الخضوع أو الاستسلام لقراراته الظالمة.
هذه هي الطريق التي على الجميع، كل في موقعه، أن يسلكها، لكي لا يتعود الاحتلال على اتخاذ ما يحلو له من إجراءات وقرارات عنصرية، فإذا لم تتوافر الأسلحة، فإن هناك أسلحة أقوى، تتمثل بالأقلام والكلمات والأمعاء الخاوية، فالجوع يرهق العدو الذي يظن أنه يحقق الانتصارات على الأمة عبر التطبيع، لكنه لن يستطيع فرض إرادته على الجائع والمحاصر.