الوقت- تشهد المحاور الشمالية الغربية والغربية والجنوبية الغربية لمحافظة مارب (مناطق رغوان ومدغل وصرواح وحريب) وسط اليمن قتالات ومعارك عنيفة، حيث يسعى المقاتلون لقهر عناصر التحالف السعودي الى الوراء وللتقدم خطوة جديدة نحو مدينة مارب ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة.
ووفق آخر المعلومات التي تم الحصول عليها، فقد نفذت القوات اليمنية، في سياق استمرار العمليات في الجزء الجنوبي من رغوان، هجمات واسعة النطاق من محور "الفتيخة" ونجحت في إخراج منطقة "السمرة" من تحت وطأة احتلال التحالف السعودي.
وأفادت مصادر ميدانية بأن المقاتلين اليمنيين يحاولون تعزيز مواقعهم في منطقة السمرة المحررة حديثاً جنوب رغوان. ومع تحرير هذه المنطقة، إضافة إلى الجزء الجنوبي من رغوان، سيتم ضمان أمن المناطق الشمالية من مديرية مدغل.
وبالتزامن مع عمليات القوات اليمنية، شنت عناصر التحالف السعودي من المحور الغربي لمنطقة الفتيخة شمال مديرية مدغل، هجمات من الأجزاء الشمالية إلى الجنوب في محاولة للسيطرة على منطقة "الخريبة" والتي باءت جميع محاولاتهم بالفشل حتى الآن.
يعتزم التحالف السعودي من خلال إعادة احتلال منطقة الخريبة، الاقتراب من منطقة الكمب وسط مديرية مدغل، ومن ناحية أخرى ترغب في الوصول إلى مفترق طرق هيلان، الذي يصل قاعدة ماس العسكرية بمدينة مارب. الأمر الذي زاد من أهمية هذه القضية.
تعد مديرية رغوان أحد المحاور الرئيسة الاخرى للتقدم نحو مدينة مارب، حيث يعتبر هذا الأمر مصدر قلق كبير للنظام السعودي، وفي حال سيطر المقاتلون اليمنيون على مركز هذه المديرية فسوف تنهار خطوط قوات التحالف السعودي بالتاكيد.
تمكن المقاتلون اليمنيون خلال العملية التي تم تنفيذها في الأسابيع القليلة الماضية من السيطرة على 60٪ من مديرية رغوان (المناطق الغربية والوسطى)، ولا تزال المناطق الشرقية (أسداس، شعفان، أبو سرة، ال ناجي، وغيرها) تحت احتلال عناصر التحالف.
في الوقت الراهن تبعد القوات اليمنية عن مناطق وسط مديرية رغوان في مدينة مارب نحو 40 كيلومتراً. ومع التحرير الكامل لهذه المديرية، سيتم فتح الطريق الرئيسي (صنعاء - مرب) للتقدم نحو مدينة مارب، وسيكون المحاربون على بعد 20 كم فقط من مدينة مارب عبر المحور الشمالي.
ووفق آخر المعلومات فإن الاشتباكات تدور مع قوات التحالف السعودي شمال شرق مديرية مدغل وشرق مديرية صرواح (المحور الثاني والثالث للتقدم باتجاه مدينة مرب). حيث يبعد المقاتلون اليمنيون عن مدينة مأرب 14 و 15 كيلومترا على التوالي.
ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة مع عناصر التحالف السعودي في منطقتي حيد ال أحمد والرحوم بالقرب من جبل مراد في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة مأرب في مديرية حريب، ويحاول المقاتلون اليمنيون التقدم في هذه المحاور.
ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، فإن هدف القوات اليمنية من فتح المحور الجديد (مديرية الحريب أو المحور الرابع) هو زيادة الضغط على التحالف السعودي لتمهيد الطريق للتقدم نحو مدينة مارب (أهم قاعدة للرياض في وسط اليمن).
ارتفعت معنويات المقاتلين اليمنيين عقب الانتصارات الأخيرة وهم الان في موقع القوة ولهم اليد العليا في الميدان، وهم يعتزمون من خلال تفعيل جبهة جديدة وإشراك عناصر التحالف السعودي في عدة محاور لتشويش تركيزهم من أجل اضعافهم في المعارك الميدانية.
كما إن تقدم القوات اليمنية على المحور الجنوبي الغربي لمديرية "حريب" ووصولها إلى مناطق مهمة مثل "جبل مراد ومفترق طرق حريب الثلاث" يشكل هزيمة كبيرة للتحالف. لأن هذه هي بداية تحرير قطع الدومينو في المناطق الجنوبية والوسطى من محافظة مارب، الأمر الذي سيؤدي بدوره في النهاية إلى دخول المقاتلين إلى مدينة مارب من المحور الجنوبي.