الوقت- تدحرجت الأوضاع الأمنية في فلسطين المحتلة بشكل متسارع بعد تواتر الاعتداءات الصهيونية و استباحة المسجد الأقصى في ظل سكوت عربي مريب، و يخشى المراقبون توسع رقعة الاعتداءات الاسرائيلية بعد اجتماع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع قادة الأجهزة الأمنية ليل أمس و اجتماعه المرتقب اليوم مع الحكومة المصغرة، و الحديث عن نيته فتح الجبهة بشكل موسع في الضفة الغربية.
اذا ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عقد ليل الأحد اجتماعاً طارئا ضم رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لبحث آخر التطورات في القدس المحتلة.
وأوضحت الإذاعة أن اليوم سيجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) لبحث الأوضاع المتوترة في الأراضي الفلسطينية. و قد نقل موقع "المصدر" الإسرائيلي عن مصادر مقربة من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، أن "إسرائيل في طريقها إلى عملية واسعة في الضفة الغربية". وأوضحت القناة أنه من القرارات التي اتخذها المجتمعون، تسريع هدم بيوت منفذي العمليات ضد الجنود الاسرائيليين والمستوطنين، تكثيف الاعتقالات الإدارية بحق الفلسطينيين، تعزيزات القوات بالقدس والضفة الغربية، وإبعاد المرابطين عن المسجد الاقصى والسماح للمتطرفين بزيارة الأقصى.
و تدور منذ صباح الأمس مواجهات بين الفلسطينيين و جنود الاحتلال و المستوطنين حيث أسفرت المواجهات عن مئتينِ وثلاثين جريحا فلسطينيا على الاقل أصيبوا اثناء المواجهات مع قوات الاحتلال في عددٍ من مناطقِ الضفة الغربية والقدسِ المحتلة .
واشار شهود الى انَ مِن بينِ هؤلاء نحوَ اثنين وثمانين مصاباً بالرصاصِ الحي والمطاطي ، اضافة الى حالاتِ اختناق بالغاز المسيلِ للدموع. وعمت المواجهات معظمَ مناطقِ القدسِ المحتلة والضفة الغربية بعد الاعتداءاتِ التي مارستها قوات الاحتلال والمستوطنون ضد الفلسطينيين على مدى الساعاتِ الماضية . و استشهد الشاب فادي سمير علون (١٩ عاماً)، فجر اليوم الأحد، برصاص الاحتلال قرب منطقة المصرارة في محيط باب العامود بمدينة القدس المحتلة، قبل أن يقدم الاحتلال الصهيوني على اعتقال والده وعمه، وفق ما أفاد مراسل قناة المنار في الضفة الغربية. ونقلت شبكة "فلسطين اليوم" عن شهود عيان بإطلاق جنود الاحتلال أكثر من عشرة رصاصات تجاه الشاب ما أرداه قتيلا. وتسرب مقطع فيديو يظهر تلفظ المستوطنين بكلمات معادية عنصرية منها "عربي عربي" أثناء مرورهم ودوسهم على الجثمان الملقى على الأرض. و قد أدى استشهاد علون الى ارتفاع حدة المواجهات مع جنود الاحتلال و خصوصا في الصباح.
و استشهد شاب فلسطيني آخر هو حذيفة عثمان سليمان "18 عاما" متأثرا بجروح أصيب بها بمدينة طولكرم في شمال غرب الضفة الغربية المحتلة، بعد أن أطلق جيش الاحتلال الرصاص والقنابل الغازية والمسيلة للدموع على الفلسطينيين. مصادر طبية فلسطينية، أكدت أن الفتى سليمان ، من قرية بلعا في طولكرم استشهد جراء اصابته برصاص حي في البطن، اطلقه جيش الاحتلال خلال مواجهات وقعت عصر الاحد على اطراف مدينة طولكرم. واكد الهلال الاحمر الفلسطيني استشهاد الفتى الفلسطيني، مشيرا الى انه نقل ثلاثة مصابين الى المستشفى بينهم اثنان اصيبا بالرصاص الحي.
و كرد فعل رسمي، توعدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي الاحتلال الاسرائيلي باستئناف العمليات الاستشهادية في حالِ واصلَ انتهاكاتِه للمسجدِ الاقصى واعتداءاتِه بحقِ الفِلَسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة. ونشر الاعلام الحربي التابع للسرايا مقطعَ فيديو حمل عنوان " رسالة رقم واحد " مكتوبا بالعربية والعبرية وتظهَر فيه مشاهد من الاعتداءات الصِهيونيةِ على النساءِ المَقدِسيات ، ومن بَعدِها لقطاتٌ اخرى لشابٍ يتحضرُ لتنفيذِ عمليةٍ استشهاديةٍ في احدِ الباصات الصِهيونية.
و في غزة فقد أطلق صاروخ فلسطيني نحو الأراضي المحتلة من دون وقوع اصابات و أشار موقع "واللا" الإسرائيلي إلى أنّ الصاروخ الذي أطلق سقط موقع في منطقة مفتوحة بأشكول دون وقوع إصابات.
يذكر أنه ليلة السبت الماضي نفذ الشهيدان مهند حلبي وفادي علون عمليتي طعن في مدينة القدس. الأولى أسفرت عن مقتل إسرائيليين، والثانية عن إصابة مستوطن بجراح متوسطة. العملیة حركت أبناء الضفة الغربية، فاندلعت المواجهات على كل نقاط التماس مع الاحتلال ومستوطنيه فاشتعل الشارع الفلسطيني وخصوصاً في مدينة البيرة وأحياء الخليل وبيت لحم والقدس، كما اندلعت المواجهات مع المستوطنين الذين حاولوا اقتحام القرى الفلسطينية المحاذية لمستوطناتهم في بيت أمر وسردا وبيت إيل. و لا تزال المواجهات مستمرة اليوم حيث أعلنت بعض الفضائيات بأن مجموعة من المستوطنين الاسرائيليين تقتحم بهذه الأثناء باحات الحرم القدسي.