الوقت-فور وقوع الانفجار الضخم في مرفأ بيروت عصر يوم أمس الثلاثاء، تسارع الناس إلى الاطمئنان على ذويهم وأصدقائهم، وذلك بعدما انتشرت صوراً لحجم الدمار الهائل الذي أحدثه الانفجار.
حالة من الهلع عمّت أرجاء المدينة، رعب جماعي من قوة الانفجار غير المسبوق الذي هز العاصمة ومحيطها، وذلك في اللحظات التي سبقت الإعلان من قبل السلطات اللبنانية، صراخ في الشوارع المتضررة بعدما هبطت مبانٍ سكنية على أهلها، وتحطمت بعض البيوت جراء الانفجار والهزّة التي سبقته.
تنظر إلى المشاهد التي يعرضها التلفزيون والصور المتناقلة على مواقع التواصل، هلع يهبط على الوجوه، عيون شاخصة، كما وكأنهم يهربون من الموت الماكث أمام أعينهم. كل شخص ينظر إلى الآخر ليتأكد من أنه لا زال حياً. ضحايا على الطرقات وجرحى ترفعهم حاملات الإسعاف لنقلهم إلى المستشفيات.
ليس ذلك وحسب، بل زجاج البيوت، واجهات الأبنية، القوالب الاسمنتية، السيارات والطرقات، طالها كلها الخراب.
مشهد يعيد إلى سنوات منصرمة منذ العام 2013، حين سقط شهداء وجرحى كثر جراء التفجيرات المفخخة التي زرعها الإرهابيون في بيروت وضاحيتها الجنوبية.
غير أنهم وكما عادتهم في مثل هذه اللحظات الحرجة، تسارع اللبنانيون إلى تقديم المعونة للذين تضررت بيوتهم وأيضاً للجرحى الذين يحتاجون إلى الدم.
حملات مساعدات واسعة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، منهم من تبرع بتقديم غرف في بيته، وآخرون عرضوا بيوتاً فارغة يملكونها ليستقبلوا فيها الناس. وأيضاً انتقلت حملات مناشدة للبحث عن المفقودين جراء الانفجار.
ولم تقتصر حملات المساعدة على البيوت، بل أيضاً انتشرت حملات مكثفة تدعو الناس للتبرع بالدم من كل الفئات للمستشفيات القريبة من مكان الانفجار ولتلك التي نُقل إليها الجرحى بعيداً عن محيط مرفأ بيروت.
وزير الصحة اللبناني حمد حسن أعلن مساء أمس عن سقوط 50 شهيداً و2750 جريحاً جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.
وسائل إعلامية لبنانية كانت قد أفادت أن انفجاراً كبيراً وقع في مرفأ بيروت، سمع صوته في أنحاء العاصمة والمناطق المحيطة، مشدداً على أنه ليس عملاً إرهابياً، وفق المعلومات الأولية.
ولفتت إلى أن الانفجار وقع في العنبر رقم 12 في المرفأ، وأن المستودع الذي وقع فيه الانفجار يحتوي على مادة البنزين.
بدوره، كشف مرجع أمني للميادين، أن "مواداً شديدة الانفجار، تمت مصادرتها منذ أكثر من 9 سنوات، هي التي انفجرت في مرفأ بيروت".
وأضاف المرجع الأمني أن حجم المواد المصادرة يبلغ حوالي الـ50 طناً، موضحاً أن أحد التقرير المعدة منذ 4 أشهر، أشار إلى "خطورة بقاء هذه المواد في مرفأ بيروت"، لكن دون أن يلقى التقرير استجابةً.