الوقت- محاولات زرع بذور الفتنة بين "حركة أمل" و"حزب الله" ليست بالأمر الجديد، حيث يسعى بعض الأفرقاء داخل لبنان وخارجها لإشعال فتنة بين الحزب والحركة لفك التحالف بينهما، خاصة وانهما أصبحا يشكلان قوة كبيرة داخل لبنان وخارجه، بعد أن نجح تحالفهما خلال العقود الماضية، وتكلل بالنصر في حرب تموز التي كانت حركة "أمل: شريكة بهذا النصر باعتراف قيادة حزب الله، وبالتالي فإن العلاقة متجذرة ولا يمكن المساس بها، ومحاولات بعض المندسين عبر شبكات التواصل لرمي الفتنة بين جمهور الطرفين لن تمر على احد، وسيبقى المندسون مندسين والحزب والحركة صانعو الاستقرار والامن والعزة والكرامة والسيادة للبنان.
ونظراً لمحاولات رمي الفتنة بكثرة خلال الفترة الماضية بين "حزب الله" و"حركة أمل" أكدت اللجنة المشتركة لشبكات التواصل الاجتماعي بين حزب الله وحركة أمل ان "سلامة الأخ الكبير دولة الرئيس نبيه بري سلامة للوحدة وللوطن، وهي فوق كل اعتبارات أو تعبيرات متسرعة أو حتى مشبوهة".
وشددت اللجنة في بيان لها السبت على أن "كل من يسعى بشكل مباشر أو غير مباشر للتأثير على التوجه الواحد والمصير الواحد للحركة والحزب، هو متفلت يتحمل مسؤولية أقواله وأفعاله"، وتابعت ان "حزب الله وحركة امل بريئان منه وهو خارج عباءة الوحدة بين حزب الله وحركة أمل".
لا يجب أن نغفل التأثير الخارجي على هؤلاء المندسين، فمن المؤكد ان دولا اجنبية على رأسها أمريكا وكيان العدو يحاولان بشتى الوسائل من خلال الذباب الالكتروني نشر الفوضى والفتنة في لبنان، وكان "حزب الله" صمام الأمان للبنان خلال الفترة الماضية، وهذا ما ازعج الاسرائيليين الذين يحاولون جر الحزب الى اتون فوضى داخلية تشغله عن ما يحصل خارج لبنان وعلى الحدود مع اسرائيل، ولكن الحزب يعي جيداً ما يفعل، وما الرعب الذي يعيشه الصهاينة اليوم بعد اغتيال احد قادة الحزب في سوريا الا خير دليل على ذلك، فحزب الله لا ينسى مقاوميه ولا يغفل عن أخذ حقهم وفي نفس الوقت لا ينجر الى حرب داخلية خبيثة يتمناها العدو الصهيوني لكي يدمر لبنان ويضعف قوة الحزب، وما أكثر ما يغضب العدو الاسرائيلي التحالف القائم بين حزب الله وحركة الامل.
عن هذا التحالف يقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي حسن خليل، في حديث تلفزيوني، انه "اذا نظرنا الى الرأي الإسرائيلي عن حرب تموز 2006، الذي تجلى بتقرير فينوغراد يتبيّن لنا وجود مأزق اسرائيلي كبير، فهناك الكثير من التفاصيل التي رافقت العمليات الحربية منذ البداية وحتى النهاية، وكان من المفترض ان تنتهي الحرب بوقف فعلي لإطلاق النار ولكنها انتهت بوقف العمليات العسكرية فقط لا غير".
وشدد خليل على انه "منذ اللحظة الاولى كان هناك تنسيق مشترك بين حزب الله وحركة امل، وخلال حرب تموز التقيت بالسيد حسين الخليل عند رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، واعتبرنا اننا امام عملية هي لمصلحة لبنان وبدأت العمليات العسكرية وبدأت التصعيد الاسرائيلي ومعه تصعيد سياسي وانخرط رئيس مجلس النواب نبيه بري على مستوى تحصين الساحة الداخلية من خلال الحفاظ على موقف الحكومة ومحاولة فتح خطوط تواصل خارجي، ولكن كان هناك بداية تشكيل لجبهة مضادة انخرط بها جزء من العرب والغرب لحماية اسرائيل، وفي اليوم الثالث للعمليات العسكرية كان قرار بري واضحاً منذ اللحظة الاولى، وابلغ حزب الله اننا بنفس المعركة ضد العدو، وهذا وعد اطلقته حركة امل لإمامها وقلنا للسيد حسن نصر الله يومها انه ربما حركة امل لا تمتلك قدرات صاروخية ولكن في اي مواجهة برية ستكون الحركة الى جانب الحزب والمواجهة البطولية التي خاضها هاني علوية اكبر دليل على هذا الكلام”، مشدداً على ان “حركة امل هي من المكونات الاساسية للمقاومة وهي مستعدة لممارسة هذا الالتزام دون تردد على الإطلاق".
الرد على الفتنة الأخيرة جاء أيضا على لسان رئيس مكتب حركة امل في طهران، الذي أكد على ان المقاومة قوية جداً بوحدتها وتعاونها بين حركة امل وحزب الله.
وأعلن ممثل حركة "أمل" اللبنانية في طهران عن وجود تنسيق واتصالات مباشرة بين حركة "أمل" و"حزب الله" لحل مشكلات البلاد، وقال: "نحن حركة امل وحزب الله على تواصل دائم ومشترك في كل المجالات وفي كل الامور ونحن دائماً على تواصل يومي وبشكل كبير لمتابعة كل ما يجري في لبنان بصغيره وكبيره وعلى مستوى المنطقة، وكما انتصرنا في حرب الـ 33 يوماً سوف ننتصر في الامور الاقتصادية والحرب الاقتصادية وفي اي حرب قد يشنها العدوان الاسرائيلي. ونحن نعتقد أن أي حرب تشنها أمريكا هي قطعاً بهدف حماية اسرائيل والعدو الصهيوني، فإسرائيل دائماً تسعى لإقامة دولة يهودية لها وتريد اضعاف وتقسيم المنطقة الى مذاهب وطوائف ودويلات صغيرة حتى تستطيع القول اننا نريد لليهود دولة يهودية، هذه الدولة على غرار الدول المجاورة مسيحية، شيعية، درزية، سنية وهذا هدف اسرائيل الاول لإخراج كل الفلسطينيين غير اليهود من فلسطين المحتلة".
كما أكد ممثل حركة "أمل" اللبنانية في طهران على أن جميع المؤامرات التي يحيكها الاعداء لمحور المقاومة سوف يكون مصيرها الفشل، حيث قال: "إن الإسرائيليين يبذلون الكثير من الجهود لإقامة دولتهم اليهودية التي يحلمون بها وهذا ما لن يتحقق بإذنه تعالى بجهد الخط المقاوم من لبنان الى ايران، ومهما كبرت الازمة سوف تفرج انشاء الله وسوف تحل بوعي قياداتنا ومسؤوليتهم تجاه المخاطر الموجودة في المنطقة. نحن نامل دائماً بما قاله الله عز وجل (واصبروا ان الله مع الصابرين)، لذلك نحن دائما نقول اننا قادرون على هزم العدو بمختلف الحروب مهما كانت انواعها واشكالها بما في ذلك العسكرية ام الاجتماعية او الاقتصادية، فإننا سوف نقف في وجههم واننا كما قال الامام الصدر، (ان اسرائيل شر مطلق)، وكما قال الامام الخميني (قدس سره) اسرائيل غدة سرطانية يجب ان تزال من هذه المنطقة وبإذن الله هي سوف تزيل نفسها وتقضي على نفسها بنفسها والتاريخ أثبت ذلك، وان غداً لناظره لقريب".