الوقت- لقد ارتكب الجيش العراقي البعثي جرائم كبرى خلال الحرب المفروضة على إيران، بعضها مرعب للغاية لدرجة أن الناس سمعوا الكثير عنها، وبعضها لا يزال غير مسموع أو سمع الناس بها قليلاً.
كارثة حلبجة الكيميائية
هذه المأساة كانت الأولى في سلسلة الإبادة الجماعية المروعة التي ارتکبها صدام في كردستان العراق فور انتهاء الحرب. مأساة حلبجة الدموية هي أخطر هجوم كيماوي على المدنيين في التاريخ مع أكثر من 5 آلاف ضحية.
إن مأساة حلبجة خلال الحرب المفروضة، هي واحدة من أكثر المشاهد المأساوية والحزينة في هذه الحقبة، والتي ستبقی في الأذهان إلى الأبد.
القصف الكيميائي على المدن الإيرانية
بالإضافة إلى استخدام الأسلحة المحظورة ضد القوات العسكرية الإيرانية، استهدف الجيش البعثي مرارًا وتكرارًا المدن الإيرانية بقنابل كيميائية لإلحاق أضرار بالغة بالمدنيين.
ويعد القصف الكيميائي لمدينتي "سردشت" و"نودشة" من بين أكثر الحوادث وحشيةً.
استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب
لقد استخدم الجيش العراقي البعثي بشكل متكرر الأسلحة المحظورة خلال الحرب، لمنع تقدم ومقاومة القوات المسلحة الإيرانية.
كان حجم ونطاق استخدام الأسلحة الكيميائية كبيرين جداً، لدرجة أنه دمر الكثير من النظام البيئي للمناطق الحربية والمناطق المعرضة للهجوم. ولا يزال العديد من الجنود يعانون من آثار هذه الأسلحة بعد أربعة عقود من الحرب المفروضة.
دعم الإرهابيين
مع نقل قاعدة منظمة "خلق" الإرهابية (المنافقين) إلى العراق وتشكيل وحدتها العسكرية، بدأ فصل جديد من جرائم صدام ضد إيران.
وكان تجهيز وتدريب ودعم تنظيم اغتال آلاف المواطنين الإيرانيين، حجر الزاوية للجرائم الكبرى التي بلغت ذروتها في وقت لاحق في صيف عام 1988.
الهجمات على المدن والمناطق المدنية
في استراتيجيته اللاإنسانية خلال سنوات الحرب، قصف الجيش البعثي مرارًا وتكرارًا العديد من المناطق السكنية والمدنية، لاستخدام هذا الضغط لإجبار القوات المسلحة الإيرانية على الاستسلام.
کما قصف الجيش البعثي مرارًا جميع المدن التي کانت في مرمی صواريخه، ما أدى إلى إصابة آلاف المدنيين واستشهاد بعضهم في بعض الهجمات.
الهجوم على المدارس
الصواريخ أرض - أرض والقنابل وقذائف الهاون لدی الجيش العراقي، ضربت بشكل متكرر المدارس والمراكز التعليمية، ما أدى إلى استشهاد الأطفال والمدنيين.
علی سبيل المثال، في هجوم العدو البعثي على المدارس الإيرانية، استشهد في مدرسة "الشهيد حمد الله بيروز" بمدينة "بهبهان" 69 تلميذاً، وفي مدرسة "الزينبية" بمدينة "ميانة" 33 تلميذة.
ستشهاد الأسرى الإيرانيين
هنالك عشرات الجنود الإيرانيين الذي استشهدوا على يد جيش صدام بعد أسرهم، أثناء الاعتقال وأثناء النقل وأثناء الاستجواب في المراکز الاستخبارية وتحت التعذيب وفي الحبس الانفرادي، وهي من أكبر جرائم الجيش البعثي ضد إيران في الحرب المفروضة، والتي كانت انتهاكًا واضحًا لاتفاقية جنيف، ولم تدينها المؤسسات الدولية أبدًا.
الهجوم على المراكز الطبية
على الرغم من جميع قوانين حقوق الإنسان، لم تكن المستشفيات والمراكز الطبية في مأمن من هجمات النظام البعثي في العراق. حيث تم استهداف أكثر من 200 مركز إغاثة و150 مركز طوارئ و5 مستشفيات إيرانية خلال الحرب المفروضة.
حتى أن العدو البعثي هاجم مستشفى "السيدة فاطمة(عليها السلام)، الذي كان بجوار نهر "بهمنشير".
استهداف الطائرات المدنية
بالإضافة إلى مهاجمة مطارات مدنية واستهداف طائرات ركاب إيرانية، أسقط جيش صدام طائرات مدنية مرتين على الأقل.
أول طائرة أسقطها الجيش البعثي كانت الطائرة التي كانت تقل وزير الخارجية الجزائري فوق تركيا، وبعد ثلاث سنوات أسقط النظام البعثي الطائرة التي كانت تحمل "آية الله محلاتي" ومرافقيه في محافظة "خوزستان".
نهب الأراضي المحتلة في إيران
لقد صادر الجيش البعثي العراقي ممتلكات مدنية بعد احتلال البلدات والقرى. على سبيل المثال، بعد احتلال مدينة "خرمشهر" التي كانت واحدة من أغنى المدن في الخليج الفارسي، جمع جنود صدام جميع الأموال المهجورة للناس ونقلوها إلى قواعدهم.
کما لم تكن البضائع الموجودة في الجمارك والقوارب والسفن الراسية في الميناء وحتى مواشي الناس آمنةً من هذا النهب.
وختاماً نقول هذه ليست سوى عدد قليل من الجرائم التي ارتكبها صدام حسين والنظام البعثي العراقي البائد خلال الحرب ضد إيران، والتي لا يمكن سرد الكثير منها لشدة وحشيتها. ولکن لا يمکن أن ننسی أن كل هذه الجرائم قد ارتكبت بدعم من الدول الغربية.