الوقت_ في سابقة هي الأولى من نوعها في سوريا، حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يقوده الرئيس السوري بشار الأسد، يقرر انتخاب ممثليه لمجلس الشعب عبر مؤتمرات موسعة، بما يعني انتهاء المرحلة التقليدية السابقة في طريقة اختيار ممثلي الحزب، أو ما يسمى بـ "طريقة التعيين" التي تتولاها قيادته، و ذكرت القيادة القطرية للحزب، عبر صفحتها على فيسبوك، أنَّ الأمين العام المساعد، "هلال الهلال"، ناقش مع قياديي فروع الحزب، قرار القيادة الناظم لعملية الاستئناس المتعلقة باختيار البعثيين للدور التشريعي الثالث لمجلس الشعب السوري.
خطوة غير مسبوقة
اجتمعت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، في ٦ يونيو/حزيران المنصرم، مع أمناء الفروع الحزبية ورؤساء مكاتب التنظيم الفرعية، في مبنى القيادة المركزية للحزب في العاصمة دمشق.
وفي هذا الصدد؛ قال الأمين العام المساعد للحزب، "هلال الهلال"، أنَّ البعثيين في سورية و للمرة الأولى في البلاد، سيختارون ممثليهم إلى مجلس الشعب من خلال مؤتمرات موسعة لفروع الحزب في المحافظات السورية.
وأوضح الهلال أنَّ سورية تعيش مرحلة استثنائية وحساسة، تحت سطوة وبائين، الوباء الأول والأخطر يتمثل في الإرهاب التكفيري الذي تصدى له الشعب السوري بالتفافه حول الجيش العربي السوري، بقيادة الرئيس بشار الأسد، معبراً عن فخره واعتزازه بما قدمه الأسد لسورية والمنطقة والعالم، والوباء الثاني هو جائحة كورونا التي تميّز البعثيون في مكافحتها وانبروا ليكونوا في عون أبناء بلدهم، لتخطي الأزمة في القريب العاجل.
كذلك، ناقش الاجتماع مواعيد الاستئناس الحزبي وطرائق تنفيذه في الفروع الحزبية وتحديد الأوقات بدقة، ليتسنى التحضير للحملات الدعائية الانتخابية للمرشحين واستصدار البيان الانتخابي لكتلة البعث، وأشارت القيادة إلى أنَّ هذه الانتخابات غير مسبوقة في تاريخ الحزب، لأن اختيار الممثلين فيها سيكون من خلال عدد كبير من البعثيين وبشفافية عالية.
رؤية الأسد
شدد رئيس مجلس الشعب السوري، "حموده الصباغ"، على ضرورة انتقاء المرشحين البعثيين وفقاً لرؤية الرئيس الأسد، لتكون كتلة حزب البعث العربي الاشتراكي قدوة في خدمة الجماهير وتحقيق تطلعاتهم تحت قبة مجلس الشعب.
يشار إلى أنَّ إلى عدداً من فروع الحزبية بدأت بفرز الأسماء التي يحق لها الترشح للانتخابات وشطب الأسماء الأخرى التي لا تنطبق عليها الشروط، على أن تتوالى العملية في مختلف الفروع، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الوطن" السورية.
ومما ينبغي ذكره أنَّ الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، الرئيس السوري بشار الأسد، أجّل انتخابات الدور التشريعي الثالث إلى منتصف الشهر القادم، في وقت سابق، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد في سوريا.
ومن الجدير بالذكر؛ أنَّ الطريقة السابقة لاختيار ممثلي حزب البعث إلى المجلس، كانت تتم بطريقة التعيين التي تتولاها قيادة الحزب، وجرت العادة في الانتخابات التشريعية السورية، أن تفوز "قائمة الجبهة"، أي قائمة الوحدة الوطنية منذ 2011، بكامل أعضائها الذين يتم اختيارهم من مرشحي البعث، إضافة إلى مرشحين من الأحزاب الحليفة في "الجبهة الوطنية التقدمية".
إذن؛ يخلق حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، والذي تأسس في 7 أبريل/نيسان 1947، حياة سياسية جديدة لنفسه، بعد أن منح الاختيار لممثليه عوضاً عن قيادته، بالإضافة إلى أنَّ الحزب بعد سنوات طويلة من الحرب على سورية بات يفكر ملياً في نهضة جديدة تعيد أمجاده وتقربه من جماهيره أكثر فأكثر، بعد الحملة الإعلامية المعادية التي تلت العدوان على البلاد.