الوقت- ذكرت مجلة "أمريكان كانزروتيو" في تقرير كتبه "دانييل لاريسون"، إن الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" هدد إيران الأسبوع الماضي في تغريدة وقال بانه سوف يأمر البحرية الأمريكية بإطلاق وتدمير زوارق الحرس الثوري السريعة إذا قامت باعمال استفزازية لسفنه الحربية التي تجوب مياه الخليج الفارسي. الجدير بالذكر أنه لا يحق لأي بلد في العالم اطلاق تهديدات بالحرب ضد بلد آخر بسبب أشياء سخيفة وهذه الصدامات في مياه الخليج الفارسي بين القوات العسكرية الامريكية ونظيرتها الإيرانية مستمرة منذ سنوات دون وقوع ضحايا ولا يوجد سبب لتصعيد هذا النزاع في الوقت الحالي حتى لا تكون هناك ردود فعل مفرطة، قد تؤدي إلى نشوب حرب عبثية مما قد تتسبب في قتل الآلاف من الأبرياء.
سلوك "ترامب" غير المسؤول وغير المدروس
على صعيد متصل، أشارت صحيفة "أمريكان كانزروتيو" إلى تصريحات "ترامب" الغبية والمستفزة وكتبت: "مرة أخرى يقوم ترامب بتصعيد الصراع في الوقت الذي ينبغي عليه التركيز على قضايا أخرى ولا سيما أزمة تفشي فيروس كورونا في البلاد. وعند اقتراب القوات البحرية الامريكية من القوات البحرية الإيرانية فإن هذا يشكل تهديداً، ولكن هذا التهديد ليس خطيراً لينتهي بشن حرب بسبب مثل هذه القضايا السخيفة وغير المفيدة". ولفتت تلك الصحيفة إلى أن "ترامب" أعطى الضوء الاخضر لتصعيد النزاع مع إيران، على الرغم من أنه ليس لديه سلطة قانونية للقيام بذلك وهذا يجعل الصدام بين الولايات المتحدة وإيران أكثر احتمالا. وأكدت هذه الصحيفة الامريكية على أن الرئيس "ترامب" يود أن يسخر من تحرك "أوباما" المتهور عند قيامه بتعيين "خط أحمر" لسوريا، لكن هذا الإجراء الذي ينوي "ترامب" القيام به في حد ذاته إجراء غير مسؤول، لأن السلوك الذي يسميه "خط أحمر" سوف يشكل تهديداً خطيراً.
وحول هذا السياق، ذكرت بعض المصادر الاخبارية أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، أكد على أن سفن البحرية الأمريكية، ستطلق النار على الزوارق الإيرانية من الماء إذا اقتربوا من السفن الأمريكية. وقال ترامب "لن ندافع عن ذلك. إذا فعلوا ذلك فإن ذلك يعرض سفننا وبحارتنا للخطر، لن أدع ذلك يحدث. سوف يطلقون النار عليهم من الماء". وأضاف، "هذا تهديد. عندما يقتربون هكذا من سفننا وهم مسلحون ويضعون أسلحة لا يستهان بها على تلك السفن". ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن الحرس الثوري الإيراني، أكد بدوره أنه سيرد بشكل حاسم على أي خطأ حسابي للأسطول الأمريكي في الخليج"، قائلا إن "ادعاءات من وصفهم بـ"الإرهابيين الأمريكيين" حول حادث 15 أبريل بأنها مزورة وعلى غرار أفلام هوليوود". ومن جهته، رد وزیر الخارجیة الإیراني "محمد جواد ظریف" علی تهدیدات الرئیس الأمریکي ضد القوات الإیرانیة في میاه الخلیج الفارسي، واشار إلى وجود القوات الأمریکیة علی بعد 7 الاف میل من الأراضي الأمریکیة وعلی شواطئ الخلیج الفارسي المتعلق بایران، وکتب : "إنهم یستفزون بحارتنا هناك". واشار "ظريف" في حسابه على تويتر يوم الخميس الماضي الى المشاكل التي تعاني منها امريكا والناجمة من كورونا وقال، "أن 5 الاف عنصر في الجيش الأمريكي مصابون بمرض"كورونا"، ويجب على ترامب أن ينظر في وضعهم، وليس اطلاق التهديدات التي تسر الإرهابيين. ولفت "ظريف" إلى أن "ترامب" بهذه الافتراءات اراد التغطية على الانتقادات الموجهة الى ادارته في موضوع مواجهة كورونا وحرف الانظار باتجاه سلوكيات قواته البحرية في الخليج الفارسي".
وعلى صعيد متصل، نوهت تلك الصحيفة إلى أنه في أحسن الأحوال، تعتبر هذه التهديدات محاولة من الرئيس الامريكي "ترامب" لتحويل أنظار الرأي العام الامريكي عن فشل الحكومة الفيدرالية الامريكية في التعامل مع أزمة تفشي فيروس "كورونا" في العديد من المدن والولايات الامريكية. ولفتت هذه الصحيفة الامريكية إلى أنه في أسوأ السيناريوهات، سوف يحاول "ترامب" إثارة فتنة أو حادثة وذلك لكي يجد عذرًا لبدء حرب منحرفة ضد إيران.
ضرورة وجود قناة اتصال عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران
وفي سياق متصل، ذكرت هذه الصحيفة الامريكية، أنه لو كانت الولايات المتحدة وإيران تربطهما علاقات دبلوماسية طبيعية، لكانت حكومة الولايات المتحدة قد اعترضت على تصرفات إيران، التي تعتبرها غير مقبولة، من دون دفع البلدين إلى حافة الحرب للمرة الثالثة هذا العام. وحتى إذا لم يكن "ترامب" رئيسًا، فإن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن تُحل بسهولة عن طريق القنوات الدبلوماسية، ولكن للاسف الشديد لا توجد قناة اتصال مناسبة لتجنب أي حوادث ولتقليل التوترات في حالة وقوع توترات بين البلدين. ولهذا فإنه من الضروري إنشاء قناة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران حتى يتم منع وقوع حوادث او صدامات او مواجهات في المستقبل. ولكن طالما لدى الولايات المتحدة رئيس يتحدث عن تهديد الحرب، فمن غير المحتمل أنه سوف يكون لدى واشنطن مثل هذه القناة في أي وقت قريب.
لم يعد مرحباً بالوجود الامريكي في منطقة الخليج الفارسي
ويخلص التقرير إلى أن "الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج الفارسي لم يكن بهذا القدر من الأهمية القليلة وذلك بسبب أن أسعار النفط منخفضة للغاية في الوقت الحالي، لذلك لا داعي للقلق من أن يؤدي التوقف المؤقت في إمدادات النفط في المنطقة إلى حدوث مشاكل خطيرة. ولفت هذا التقرير إلى أن وجود القوات البحرية الأمريكية غير مستقر أيضًا في منطقة الخليج الفارسي، ولكن هناك احتكاكات وصدامات مستمرة بين الولايات المتحدة وإيران. وفي وقتنا الحالي وبعد تفشي فيروس "كورونا" في الكثير من بلدان العالم وانخفاض اسعار النفط لم تعد منطقة الشرق الأوسط ذو أهمية كبيرة لمصالح أمريكا الحيوية، لذا فمن الحماقة ارتكاب خطأ وبدء حرب أخرى عندما لا يستطيع "ترامب" تحمل نفقات حرب أخرى.