الوقت- في آخر جدل جديد له ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رسالة أنه أمر القوات العسكرية الأمريكية بمهاجمة قوات البحرية الإيرانية في الخليج الفارسي. حيث كتب ترامب في تغريدة على موقع تويتر: "لقد أمرت البحرية الأمريكية بإطلاق النار وتدمير الزوارق الإيرانية السريعة التي تضايق سفننا".
جاء نشر هذه التغريدة في حين ان قوات البحرية الأمريكية ادعت في 15 أبريل الجاري أنه ثمة 11 زورقًا بحريًا إيرانيًا في شمال الخليج الفارسي قد "أزعجت" مرارًا ست سفن حربية أمريكية واقتربت منها لمسافة خطيرة ، وأثار هذا الموقف رد فعل من قبل إيران ، وهذه المرة ألقت طهران باللوم على سلوك السفن الأمريكية غير القانوني ، الان وبعد هذه التطورات ، كان هناك الكثير من التكهنات حول تصريحات دونالد ترامب من قبل المراقبين السياسيين ، وفي هذا الصدد ، التمس موقع "الوقت" آراء "حسن بهشتي بور" الخبير في الشؤون الدولية لمتابعة خطورة التهديد الذي أعلنه رئيس الولايات المتحدة الامريكية ، وماهي التداعيات المحتملة.
ترامب يريد التستر على فشل خططه في مواجهة كورونا
يعتقد حسن بهشتي بور ، في تحليله لتغريدة دونالد ترامب الجديدة ، أنه في البداية يجب الإشارة إلى أن تغريدة ترامب الجديدة لا ينبغي اعتبارها "خدعة" أو "ورقة لعب سياسية" ، ويمكن اعتبار تغريدة ترامب بمثابة تحذير ، وعلى الرغم من ذلك ، يجب تقييم السبب الرئيسي لمثل هذا التهديد في هذا الوقت فيما يتعلق بالوضع داخل الولايات المتحدة الامريكية.
تعتبر حكومة الولايات المتحدة الامريكية حتى الآن خاسرة تمامًا في مواجهة وباء كورونا حيث انها فشلت في تقديم أداء إيجابي ، مما أدى إلى ظهور موجة انتقادات شديدة لأداء ترامب وقراراته ، حيث يعتزم ترامب الآن ادخال عامل خارجي على المظهر العام للتعويض والتستر عن ضعفه في إدارة الأزمات ، وفي هذا الصدد ، يكرر ترامب قضية الصراع مع إيران وتهديد طهران على أنها قضية يومية لتحويل وتشتيت انتباه الرأي العام الامريكي عن نقده.
يجب أن تؤخذ مغامرة ترامب على محمل الجد
وأضاف الخبير الاستراتيجي قائلاً: "وعلى صعيد آخر ، تجدر الإشارة إلى أن فيروس كورونا لم يستهدف فقط المستوى المحلي للولايات المتحدة ، ولكن استهدف أيضًا قوات الجيش الأمريكي في منطقة غرب آسيا ، وهناك قرارات تقضي برعاية الجنود داخل السفن الحربية الامريكية المسافة الاجتماعية وإجمالا ، يجب الملاحظة انه أصيب أكثر من 800 ألف شخص في الولايات المتحدة بالفيروس التاجي وتوفي أكثر من 37 ألف شخص حتى الان ، وبالإضافة إلى ذلك ، وصل سعر النفط في هذه البلاد إلى مستوى سلبي قدره 39 دولارًا ، فعندما نجمع كل هذه العوامل معًا ، يبدو أن ترامب يحاول الخروج من الأزمة ، ويجب أخذ مغامرته على محمل الجد ، ففي ظل هذه الظروف ، فإن العدو أو التهديد الأجنبي هو حل ترامب لترميم مكانته".
الإعلان على تويتر عن هجوم على الزوارق السريعة الإيرانية هو استمرار لدبلوماسية ترامب
وقال الخبير في الشؤون الدولية: "على مستوى آخر ، فإن سبب استخدام ترامب لموقع تويتر للإبلاغ عن مثل هذه الأخبار المهمة يجب اعتباره طبيعيًا ، لان تغريدات ترامب هي دبلوماسيته الخاصة ، حيث انه قد أعلن عن جميع القضايا والقرارات المحلية والدولية الرئيسية على تويتر منذ توليه منصبه في البيت الابيض ، ونتيجة لذلك ، ليس الإعلان عن قرار الهجوم على الزوارق السريعة الإيرانية أمر غير عادي".
يمكن أن تمثل مغامرة ترامب ضد إيران نهاية رئاسته لامريكا
وأضاف بهشتي بور: "إن احتمال قيام مواجهة بين القوات العسكرية الإيرانية والأمريكية ليس شيئًا محددًا للسنوات القليلة الماضية ، وهذا الاحتمال كان دائمًا ممكنًا ، وفي بعض الحالات ، كان هذا الاحتمال أقل وفي بعض الحالات أكثر ، ومع ذلك ، فقد زاد الوضع الحالي من احتمالية حدوث صراع ومواجهة ؛ لذلك ، تجدر الإشارة إلى أن الجانبين يجب أن يكون أكثر تقييدًا ، لأن وضع أزمة كورونا قد شمل الجميع ، وللتعامل معها ، يجب الحد من الأزمات والمغامرات العسكرية ، وتجدر الإشارة إلى أن أي مغامرة من قبل ترامب لن تضر الولايات المتحدة أو إيران فحسب ، بل ستؤذي منطقة غرب آسيا بأكملها.
ومن ناحية أخرى ، لا يمكن أن تكون مواجهة الولايات المتحدة مع إيران محدودة بأي شكل من الأشكال لترامب وبدون خسائر بشرية ، لأنه من الممكن أن يحدث الصراع على نطاق جاد وواسع النطاق ، وهذا الامر لا يتماشى فقط مع إعادة انتخاب ترامب ، ولكن يمكن أن يكون بمثابة كعب أخيل لانتخابه الرئاسي."