الوقت- منذ اعتراف الرئيس الامريكي دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2017، بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب، لم تتوقف عملية الضغوط المتعمدة على الفلسطينيين بشتى الوسائل الممكنة ومن قبل عشرات الدول لجر الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات واجبارهم على القبول بالشروط الامريكية والاسرائيلية المجحفة بحق القضية الفلسطينية، وجاءت هذه الضغوط عبر قطع تمويل المنظمات الانسانية للفلسطينيين وتدمير الاقتصاد الفلسطيني وحصار قطاع غزة وتأليب الراي العام العالمي ضد الفلسطينيين واجبار ترامب بعض الدول العربية على ان تحذو حذوه في هذا المجال، واليوم الأمريكيون يهددون الفلسطينيين بالموافقة على ضم إسرائيل لأراض في الضفة إذا لم يعودوا إلى المفاوضات.
عند الحديث عن عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ، فإن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة كانت ولا زالت واحدة من أصعب القضايا التي يجب حلها. وتعتبرها معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "غير قانونية لأنها تخالف القوانين الدولية التي تحكم الأراضي المحتلة، أما إسرائيل فلا توافقها الرأي.
وفي الوقت الراهن يعود المسؤولون الأمريكيون إلى أسلوب التهديد والوعيد لإرغام الفلسطينيين على القبول بما تسمى "صفقة القرن" التي طرحها دونالد ترامب في البيت الأبيض في28 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وقالت القناة الإسرائيلية "13" إن مسؤولين في البيت الأبيض وصفتهم برفيعي المستوى، لم تُسمّهم، قالوا إنه على الرغم من الوضع السياسي في إسرائيل بسبب النتائج غير الحاسمة في الانتخابات الأخيرة، فإنهم يعتزمون الموافقة على الضم الإسرائيلي في غضون أشهر، إذا لم يعُد الفلسطينيون إلى المفاوضات.
وذكر هؤلاء أن "البيت الأبيض سيواصل دفع خطة السلام" المزعوم، مُوضحين أنهم "سوف يوافقون على المزيد من الحلول الوسط، إذا عاد الفلسطينيون للمفاوضات".
وقال المسؤولون إنهم يعتزمون "المضي قدما في تنفيذ خطة السلام"، مؤكدين أنه "حتى لو كانت هناك انتخابات رابعة، فإن حزبي الليكود و«كاحول لافان (أزرق أبيض)" يعلمان" أن رئاسة ترامب هي فرصة فريدة"، حسب ما نقله موقع عرب 48.
وأوضح المسؤولون أن ترامب ومستشاريه يأملون بأن تؤدي الانتخابات الأخيرة إلى تشكيل حكومة مستقرة في إسرائيل، غير أنهم لفتوا إلى أن "البيت الأبيض قرر قبل بضعة أشهر، وتحديدا بعد قرار الذهاب لانتخابات ثالثة، التعامل مع الأزمة السياسية في إسرائيل كوضع يمكن أن يستمر لفترة طويلة".
وذكرت القناة أن المسؤولين يرون أن "القضية الرئيسية التي ما تزال قيد النقاش في هذه المرحلة هي "عمل اللجنة الإسرائيلية الأمريكية المشتركة، التي من المُقرَّر أن تحدد بدقة مناطق الضفة الغربية التي ستعترف بها الولايات المتحدة كجزء من إسرائيل بموجب خطة ترامب، التي يمكن لإسرائيل ضمها إذا رغبت في ذلك".
وكان مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، قد قال يوم الأربعاء، إن"صفقة القرن" "لا تهدف لإحراز تقدم نحو حل الصراع" العربي الفلسطيني الإسرائيلي"، وذلك في تصريحات أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي. وذكر أن الولايات المتحدة قد تعطي الضوء الأخضر لضم مستوطنات في الضفة، في غضون أشهر إذا لم يعد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات.
وجاءت تصريحات مهندس خطة الإملاءات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، خلافا لما كان يدعيه في جولاته الخارجية التي نظمها للترويج لخطة الإملاءات الأمريكية الإسرائيلية، بأنها وضعت للتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.
وعرض كوشنر خلال إحاطة أمام لجنة في مجلس الشيوخ هدفي الخطة الأمريكية، وأوضح أنها تهدف أساسا لـ"وقف تدفق المليارات التي تقدمها دول العالم إلى الفلسطينيين، ومنع إسرائيل من مواصلة التوسع الاستيطاني، دون أي تقدم نحو حل النزاع".
وعلى الرغم من مزاعم كوشنر، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تلوح منذ الإعلان عن الخطة الأمريكية بضم مناطق في الضفة، بما في ذلك منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، وذلك استنادا إلى "صفقة القرن".
لماذا يريد الإسرائيليون العيش في الضفة الغربية؟
ينتقل بعض الإسرائيليين إلى المستوطنات لأن الإعانات المقدمة من الحكومة الإسرائيلية توفر لهم سكناً بأقل كلفة، وبالتالي التمتع بمستوى معيشي أفضل.
كما ينتقل البعض إلى هناك للعيش في مجتمعات دينية متشددة، ويعتقدون أن الله منح اليهود هذه الأرض وعليهم الاستقرار فيها بحسب ما جاء في كتابهم المقدس (التوراة).
ثلث المستوطنين في الضفة الغربية هم من الأرثوذكس المتشددين. وغالباً ما يكون حجم الأسر فيها كبيراً وأكثر فقراً. لذلك فإن مستوى المعيشة يعد عاملاً أساسياً أيضاً.
لكن بعض المستوطنين يرون أن الإقامة في الضفة الغربية مهمة عقائدية، بمعنى أنهم يعتبرونها أرض أجدادهم اليهود.
على الرغم من أن الرئيس ترامب يعرض على الفلسطسنيين دولة، إلا أنها ستكون دولة مقطوعة الأوصال. لن يتم طرد المستوطنين اليهود منها، ومن الواضح أن السيادة الإسرائيلية ستمتد لتشمل الأبنية الاستيطانية ووادي الأردن.
قد يكون للفلسطينيين عاصمة في ضواحي القدس الشرقية. إلا أن هذا العرض هو " إما أن تقبل بها أو ترفضها" سيخيب آمال الكثير من الطلاب القدامى في المنطقة. والسؤال المطروح الآن هو، ليس ما الفائدة التي قد تجلبها هذه الصفقة، ولكن مقدار الضرر الذي قد يحدثه عن طريق التغلب على تطلعات الفلسطينيين.
قطع الفلسطينيون التواصل مع إدارة ترامب منذ ديسمبر/كانون الأول 2017 ، في أعقاب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.
ومنذ ذلك الحين، أنهت الولايات المتحدة مساعداتها للفلسطينيين ومساهماتها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية مايك بومبيو إن الولايات المتحدة تخلت عن موقفها المستمر منذ أربعة عقود، وهو أن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لا تتفق مع القانون الدولي.
وتصر إسرائيل على أن أي اتفاق سلام يجب أن يشمل الاعتراف الفلسطيني على اعتبار إسرائيل "دولة قومية للشعب اليهودي" ، بذريعة أنه بدون هذا، سيستمر الفلسطينيون في الضغط على مطالبهم الوطنية بالأرض ، مما سيتسبب في استمرار النزاع.
ويقول الفلسطينيون إن ما تطلقه إسرائيل على نفسها أمر يخصها، لكن الاعتراف بها كدولة يهودية سيكون تمييزاً ضد السكان العرب من أصل فلسطيني في إسرائيل ، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو دروز.