الوقت- حول الابعاد العسكرية للتطورات الميدانية في سوريا وحلب بشكل خاص وتزامنها مع عملية ادلب، قال الخبير العسكري واللواء المتقاعد في الجيش السوري محمد عباس في تصريح لموقع الوقت التحليلي، ان فكرة الدفاع الاستراتيجي للقوات المسلحة السورية كانت مبنية على اساس تنفيذ عملية دفاعية استراتيجية على كل الاتجاهات الخطيرة التي شكلت تهديداً لكيان الدولة السورية ولذلك نُفذت عبر سنوات الحرب الطويلة عمليات دفاعية استراتيجية على كل اتجاه وفي كل منطقة عسكرية والمناطق التي كان يهددها خطر وجود الارهاب بكل مكوناته سواء أكانت من داعش ومن جبهة النصرة أم فيلق الاسلام أم غيرها من المجموعات الإرهابية ذات التسميات التي تجاوز عددها المئات.
وأضاف، حوصرت المجموعات الإرهابية المسلحة بعملية كنس باتجاه الشمال حيث الحدود مع لواء اسكندرون المحتل. حوصرت المجموعات في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا وتم التحضير للعملية الدفاعية الاخيرة او ما قبل الاخيرة بما يرتبط بتجفيف الوجود الارهابي وجبهة النصرة في منطقة ادلب.
التركي لم يقم بتنفيذ مضمون سوتشي
وتابع، لا شك ان العملية كانت مغمورة بالكثير من العناصر وأهمها البعد السياسي بين الدول الضامنة لاتفاق أستانا وسوتشي وهي روسيا وايران وتركيا التي كانت ضامنة للمجموعات الإرهابية المسلحة. التركي لم يقم بتنفيذ هذه المهام وتنفيذ مضمون سوتشي المتضمن فصل المعارضة السورية المسلحة المعتدلة عن المعارضة السورية المتطرفة بمعنى ان التركي لم يكن قادرا على فصل بين جبهة النصرة وحراس الدين وبين الجيش الاوزبكي و الشيشاني والتركمنستاني وبعض السوريين الذين حملوا السلاح ضد الدولة السورية. التركي كان يستطيع ان يضبط جيوشه البديلة بسوريا لكن لم يقم بهذا البلد. لذلك قامت الدولة السورية بناءً على طبيعة التهديد الذي شكله وجود جبهة النصرة ومشتقاتها في محافظة ادلب بمتابعة تنفيذ عملية الدفاع الاستراتيجية باتجاه الجنوب الشمالي الغربي وباتجاه منطقة محافظة ادلب.
واردف قائلا، ومن أجل تحقيق هذا الهدف انتشرت القوات السورية على مساحة 250 كلم بمحيط الشمال والشمال الشرقي للاذقية الى شمال غرب حماه وشمال حماه وشمال شرق حماة وصولاً الى جنوب شرق ادلب وجنوب غرب حلب الى غرب وشمال غرب حلب. كان لا بدّ من اختيار المكان المناسب والاتجاه الاكثر ملائمة لأعمال القوات ومن اجل ذلك نفذت القوات السورية في الشهر الرابع عام 2019 بداية عملية الدفاع الاستراتيجية باستعادة مناطق متعددة في شمال وشمال غرب مدينة حماه ولكن نفذت مناورة مفاجئة للعدو التركي بانها انتقلت بتنفيذ العملية بتغيير الاتجاه العملية من الجنوب باتجاه الشمال الى عملية اخرى من الجنوب الشرقي باتجاه الشمال الغربي من محافظة إدلب وبدأت العملية باستعادة منطقة خان شيخون ووصولاًَ إلى معرة النعمان واستلام الطريق الدولي ام 5 . ونفذت المهام بشكل متزامن مع عملية باتجاه آخر- الاتجاه الاول كان الاتجاه الجنوب الشرقي لمحافظة ادلب والاتجاه الثاني كان الجنوب الغربي لمحافظة حلب – في كلا الاتجاهين كان الهدف الرئيسي للأعمال القتالية هو محافظة ادلب والاهداف المرحلية التي تمثلت في استعادة الطريق الدولي.
التركي يزعم أنه يقاتل من أجل البعد الإنساني
وحول الابعاد السياسية والامنية والاقتصادية للانتصار الذي تم في حلب، قال اللواء عباس، مع تحقيق الهدف العسكري الاستراتيجي باستعادة الطريق الدولي وفي ضمان أمن الطريق الدولي لأن القوات باتت على عمق كيلومترات عديدة باتجاه الغرب والشمال الغربي من محور طريق حلب –دمشق. هذا النجاح أدّى الآن إلى زعزعة دفاع المجموعات المسلحة جبهة النصرة ومشتقاتها وارغام الجيش التركي على زج قواته والتحضير لعملية عسكرية لحماية جبهة النصرة وذلك سوف ينتج صداماً عسكرياً بين الجيش السوري والتركي الذي يحاول حماية جيوشه البديلة المسماة جبهة النصرة تحت مزاعم انه يقاتل من اجل البعد الانساني ويقول انه سوف يقاتل لحماية ادلب يبدو انه قد بات مطمئناً ان مدينة ادلب قد باتت تركية وتتبع لنظام الاحتلال.
عودة الأعصاب الحيوية والسيادة الوطنية الى المناطق الشمالية
واضاف، نحن الان امام عنصر جديد وهو استعادة محور طريق حلب –دمشق. هذا يعني ان السيادة الوطنية السورية قد ربطت بين الشمال السوري والعاصمة ووسطها وجنوبها وبين شمال سوريا وغربها بعد تحرير ام 4 وشرقها باتجاه دير الزور الحسكة هذا يعني عودة الاعصاب والشريان الحيوية للعمل هذا يعني ان الجسد سوف يبدأ بالقدرة على اعادة تنشيط خلاياه واعادة الحياة من جديد وهناك عجلة اقتصادية ودوران للهوية السيادية الوطنية في المناطق الشمالية.
وتابع، اليوم نستطيع القول بهذا المشهد الجماهيري في محافظة حلب الذي تجسد في فرحة كبيرة وعارمة لكل مواطن سوري في محافظة حلب هذه الفرحة تعكس ارتباط المواطن في محافظة حلب بالعاصمة والدولة والتاريخ ووطنه ويؤكد على ان الدولة السورية لكل السوريين.
تركيا فشلت في تقسيم سوريا
وأشار الخبير العسكري السوري إلى أن عودة طريق ام 5 تؤكد ان القدرة العسكرية للقوات المسلحة في الشمال قد ارتفع مستوى جاهزيتها وقدرة المناورة واستخدام محاور الطرق بشكل افضل. والقدرة على تحريك القوات بكل الاتجاهات ووضع الاسفين الاخير في نعش مخطط اردوغان بتقسيم الشمال السوري.
وعن خطط الجيش السوري للتقدم في ادلب في ظل المفاوضات الروسية - التركية، قال اللواء عباس: ان اي مباحثات بين الاصدقاء والحلفاء مع الجانب التركي لا تنتج طرداً للإرهابيين، بل على الجيش السوري طرد الارهابيين.
واكد اللواء عباس ان عودة مطار حلب الى الحياة وعودة الشريانات الحيوية للطرق والمواصلات وعودة الإنسان إلى الوطن هي هزيمة للمشروع الصهيوأمريكي التركي في المنطقة. محور المقاومة يؤكد اليوم الانتصارات المتواصلة وقدرته على تفتيت المشاريع الموجودة في المنطقة، القدرة القتالية لمحور المقاومة تتبلور كل يوم وتنتج هزيمة للمشروع الأمريكي من خلال انتصار حلب.