الوقت- دخل العدوان السعودي على اليمن شهره السادس حيث يرتفع عدد ضحايا هذا العدوان يوما بعد يوم وبات 21 مليون يمني من اصل 25 مليون بحاجة الى المساعدات الغذائية لكن حركة انصارالله وحلفاؤها لايزالوا يؤكدون على مقاومة العدوان وعدم شرعية منصور هادي ووسط هذه الاجواء اجرت الاطراف السياسية اليمنية حوارا فيما بينها في العاصمة العمانية مسقط وتوصلت الى تفاهمات لانهاء الازمة، فما هي فرص نجاح الحلول السياسية بعد توصل انصارالله والمبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ الى وثيقة تفاهم؟
تتضمن هذه الوثيقة عشرة بنود أبدت فيها أنصار الله استعدادها للتعاطي الإيجابي مع قرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2216، والدعوة إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الأطراف، وانسحاب كل الجماعات المسلحة من المدن، ورفع الحصار البري والبحري والجوي عن اليمن، وتضمنت الوثيقة ايضا ضرورة الاتفاق على رقابة محايدة تتابع آلية تنفيذ الاتفاق، وشددت الوثيقة على احترام القانون الانساني الدولي، لاسيما ما يتعلق باطلاق المعتقلين، وتسهيل أعمال الإغاثة .
وتؤكد الوثيقة على قيام مؤسسات الدولة بوظائفها، والتزام الأطراف بتسهيل مهامها، كما تدعو إلى استئناف وتسريع المفاوضات بين الأطراف اليمنية بوساطة الأمم المتحدة ووفق القرار 2216، وفي الوثيقة أيضاً بند حول وضع خطة وطنية لمواجهة التنظيمات الارهابية بمساعدة المجتمع الدولي .
وتشمل الوثيقة أيضاً الاتفاق على آلية تحفظ أمن حدود اليمن والسعودية وسيادتهما الكاملة، وبحسب الوثيقة يتعهد المجتمع الدولي والإقليمي بمعالجة مخلفات الحرب وإعادة الاعمار، على أن تلتزم كل الأطراف بتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة، وفقاً لمخرجات الحوار الوطني .
وقد يظن البعض ان حركة انصارالله قد قبلت بالهزيمة حينما وافقت على بنود هذه الوثيقة لكن الحقيقة ان انصارالله قد ابدت مرونة سياسية لتحقيق اهداف كبرى بدلا من المصالح الآنية وهنا يجب القول ان انصارالله لم تسع منذ البداية الى السيطرة على جنوب اليمن كما ان هذه الحركة باتت الان لاعبا شرعيا معترفا به في اليمن وستكون لها حصة في تقاسم السلطة في هذا البلد وبالاضافة الى ذلك يحول هذا الاتفاق دون تدهور الاوضاع الاقتصادية والامنية في اليمن بشكل اكبر وهكذا تثبت انصارالله من خلال قبولها بتنفيذ القرار الدولي رقم 2216 انها لاتسعى وراء السلطة والعنف ابدا.
ويعتبر التوصل الى حل سلمي في اليمن امرا ضروريا نظرا لارتفاع عدد ضحايا العدوان السعودي حيث اعلنت اليونيسف ان 8 اطفال يمنيين يقتلون ويجرحون في كل يوم بسبب هذا العدوان وقد قتل نحو 400 طفل يمني منذ بداية العدوان وجرح 600 آخرين في وقت يحتاج 10 ملايين طفل يمني الى المساعدات الانسانية.
وهناك قضية أخرى يجب أخذها في الحسبان وهي قيام معظم القبائل اليمنية بدعم حركة انصارالله في الأزمة الحالية ووقوف هذه القبائل في وجه السعودية لكن هذا الدعم والتأييد يمكن ان يتقلص اذا استمر العدوان السعودي واستمر الضغط على الشعب اليمني وعلى القبائل والعشائر وحينها لاتستطيع حركة انصارالله ان تلبي مطالب هذه القبائل نظرا للظروف الراهنة ولذلك يمكن القول ان القبائل اليمنية التي دعمت موقف انصارالله في الحرب يمكن ان تنقلب على هذه الحركة اذا استمرت الاوضاع في التدهور واذا استغلت السعودية الاوضاع المتردية في اليمن وضخت اموالها من اجل تأليب الاطراف السياسية المؤثرة في اليمن ضد حركة انصارالله.
ان الحرب السعودية على اليمن المستمرة منذ أشهر لم يكن فيها انجاز للسعوديين غير استهدافهم لآلاف المواطنين اليمنيين الابرياء وقتلهم وجرحهم وتشريد مليون ونصف مليون يمني والتسبب بأزمة غذائية لـ 21 مليون يمني وتدمير البنى التحتية في هذا البلد وفي هذه الظروف قررت حركة انصارالله ابداء المرونة والتفاهم مع المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ من اجل تهيئة الظروف للتوصل الى حل سياسي للأزمة وبذلك باتت الكرة الان في ملعب اعداء انصارالله وآل سعود لكي يضعوا انانيتهم جانبا ويهربوا من المستنقع اليمني وينهوا الأزمة التي اوجدوها في اليمن واذا لم يحصل ذلك فاليمن هو على ابواب كارثة انسانية كما حذرت الامم المتحدة مرارا وتكرارا.