الوقت-قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها تحت عنوان "إعلان انتصار ترامب أمام إيران قصير النظر وسابق لأوانه"، إن مؤيدي ترامب سارعوا إلى اعلان انتصاره في القضاء على قائد قوة القدس الفريق سليماني مع تجنّبه الرد الأكثر ضرراً، معتبرة أن "هذا التقييم قصير النظر وسابق لأوانه".
وأضافت الصحيفة أنه من شبه المؤكد أن الضربات الإيرانية على المصالح الأميركية وحلفائها سوف تستمر في الأشهر المقبلة ما لم تسرّع إدارة ترامب سريعاً المسار الدبلوماسي، فإن "ما أطلقه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي من هدف نهائي بإزالة الولايات المتحدة من الشرق الأوسط يمكن أن يتحقق قريباً في العراق وسوريا".
وتابعت الصحيفة، إن ترامب في خطابه بالبيت الأبيض أكد أنه "لن يسمح أبداً لإيران بحيازة سلاح نووي"، ولكن بعد انسحابه من الاتفاق النووي لم يوضح أي استراتيجية متماسكة من شأنها دفع إيران إلى وقف أي تخصيب إضافي لليورانيوم.
"واشنطن بوست" أشارت إلى أنه "يجب على ترامب أن يوقف الأعمال العدائية كفرصة لبدء مفاوضات جادة مع الجمهورية الإسلامية"، مشيرة إلى أن "هذا المسار الذي لا تفضله أغلبية الأميركيين فحسب، بل وأيضاً حلفاء الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية وقطر الذين يضغطون من أجل ضبط النفس".
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من إشارة ترامب إلى أن الولايات المتحدة "مستعدة للسلام"، إلا أنه قال إنه سيشدد العقوبات المفروضة بالفعل على إيران، علماً أن حملة "الضغط الأقصى" فشلت في اجراء مفاوضات نووية جديدة يريدها ترامب، ناهيك عن انهيار النظام أو الاستسلام، وفق ما يأمل مستشاروه الأكثر تشدداً، لكنها في المقابل ستؤدي إلى استمرار ردود الفعل الإيرانية على غرار هجمات العام الماضي على الملاحة في الخليج وحقول النفط السعودية.
في خطابه بالأمس بدا ترامب كأنه يناقش مسألة الانسحاب الأميركي من خلال قوله إنه "يريد أن يضطلع حلف الناتو بدور أكبر في المنطقة، وإننا لم نعد بحاجة إلى نفط الشرق الأوسط".
"واشنطن بوست" أشارت إلى أنه كان هناك سبب يدعو إلى الارتياح يوم الأربعاء لأن الولايات المتحدة وإيران تجنبتا الانزلاق إلى حرب واسعة النطاق. لكن افتقار ترامب لأهداف أو إستراتيجية واضحة في الشرق الأوسط، إضافة إلى استعداده لشنّ ضربات وامر قواته بالتحرك على نحو متهور كل ذلك هو سبب لاستمرار القلق.