الوقت- حاملة معها زخماً غير مسبوق في عدد المشاركات الدولية، تنطلق غداً الجمعة، فعّاليات الدورة الــ 27 من "مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي".
واستقبل المهرجان (13 - 22 حزيران/يونيو) هذا العام أكثر من 2,800 فيلم من 119 دولة، وشهدت هذه الدورة ارتفاعاً لافتاً في عدد المشاركات من أفريقيا والأميركيتين، وازدياداً بنسبة 18% في الأفلام القصيرة مقارنة بالعام الماضي.
وتتضمّن المسابقة الرسمية للكأس الذهبية 12 فيلماً، من أبرزها: "After the Fog" (تشيلي - المملكة المتحدة - فرنسا)،
و"Black Red Yellow" (قيرغيزستان)، و"Cyclone" (البرازيل)، بالإضافة إلى 4 أفلام صينية هي: My Father’s Son، One Wacky Summer، وWild Nights, Tamed Beasts. كما تشارك في المسابقة أفلام من اليابان، وألمانيا، وبولندا، والأرجنتين، والبرتغال.
أما قسم "مواهب آسيا الجديدة"، فيضمّ 12 فيلماً لمخرجين صاعدين من الصين، واليابان، والهند، وتركيا، وإيران، وسريلانكا، إلى جانب عمل مشترك بين إيطاليا والفلبين.
ويحظى الوثائقي بمكانة بارزة في دورة هذا العام، حيث تتنافس 5 أفلام من إيران، والمكسيك، والصين، وإسبانيا، ولاوس، وتقدّم رؤى عميقة لقضايا إنسانية واجتماعية معاصرة. كما تتألّق الرسوم المتحركة في هذه الدورة من خلال أعمال مثل Edge of Time (تعاون دولي)، Magic Beach (أستراليا)، وTom and Jerry: Forbidden Compass (الصين - الولايات المتحدة).
وفي مجال الأفلام القصيرة، تُعرض أعمال من الصين، وفرنسا، وإيران، وإسبانيا، والمكسيك، من بينها أفلام متحركة لافتة مثل I Am Not Here Anymore (بولندا - فرنسا) وTriassic Cuddle (رومانيا).
وتشهد هذه الدورة مشاركة متميّزة للسينما الإيرانية التي تقدّم 3 أعمال سينمائية هي: "جزء من الأرض" (وثائقي) للمخرج نيما مهدیان أصل، ويروي قصة حياة امرأة إيرانية، وقد نال الفيلم جوائز عديدة منها جائزة خاصة في "مهرجان سينما الحقيقة" عام 2024، وجائزة أفضل إخراج وثائقي في "مهرجان فجر السينمائي الدولي" هذا العام.
ثم فيلم "ميت في الماء" (فيلم قصير روائي) للمخرجة ليلى حكمت نيا، ويتناول قضايا اجتماعية في سياق قروي يعاني من الجفاف، ويجسّد صراع امرأة مع ظروف اقتصادية قاسية تتطلّب منها اتخاذ قرار مصيري.
وكذلك فيلم "الابنة" للمخرج بوريا كاكافند، الذي يشارك ضمن قسم مواهب آسيا الجديدة، الذي يكرّس الضوء على التجارب الأولى للمخرجين في الساحة الآسيوية.
ويرأس لجنة التحكيم لهذا العام المخرج الإيطالي، جوزيبي تورناتوري، الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم Cinema Paradiso.
وفي تعليقه على المهرجان، قال تورناتوري إن: "المهرجان هو مساحة حوار ثقافي عالمي، وهو المكان الذي تلتقي فيه شعوب العالم عبر لغة السينما".
ومن المستجدّات الهامّة لهذه الدورة، دمج سوق الأفلام مع مهرجان شنغهاي التلفزيوني لتشكيل "السوق الدولية للسينما والتلفزيون"، ما يعزّز التفاعل بين الصناعتين. كما أُطلق قسم جديد بعنوان "آسيا الآن"، يسلّط الضوء على السينما الإقليمية الحديثة، مما يعكس التزام المهرجان بتعزيز الأصوات الآسيوية المعاصرة.
وتأسس "مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي" عام 1993، وهو المهرجان السينمائي الوحيد في الصين المعتمد من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF). ويُعدّ من أبرز المهرجانات في القارة الآسيوية، إلى جانب "مهرجان طوكيو السينمائي"، ويشكّل منصة محورية لتعزيز التعاون الدولي، وتقديم جوائز مرموقة في فئات: المسابقة الرئيسية، مواهب آسيا الجديدة، الوثائقي، الرسوم المتحركة، والفيلم القصير.