الوقت- بعد ظهر يوم الخميس الموافق لـ 25 يوليو 2019، أعلنت الرئاسة التونسية وفاة الرئيس "الباجي قايد السبسي" عن عمر ناهز 92 عاماً في المستشفى العسكري بالعاصمة تونس، وذلك بعد تعرّضه لوعكة صحية، حيث نقل للمستشفى مساء الأربعاء وهو بحالة حرجة.
ويأتي رحيل الرئيس التونسي قبل أربعة أشهر من انتخابات الرئاسة، التي قال إنه لن يترشح لها.
الجدير بالذكر أن وفاة "السبسي" تسببت بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في تونس، وبالفعل بدأت الحملات الانتخابية رسمياً للترشح يوم السبت الأول من سبتمبر الحالي.
وفي هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن مرشحي الرئاسة في تونس بدؤوا يوم الاثنين الماضي بحملاتهم الانتخابية بالإعلان عن برامجهم وإطلاق حملات الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحشد الناخبين للتصويت لهم في الانتخابات المقررة يوم 15 سبتمبر والتي تمثل اختباراً جديداً للديمقراطية الناشئة في مهد انتفاضات "الربيع العربي".
ولفتت تلك المصادر إلى أن القائمة النهائية للمرشحين ضمّت 26 مرشحاً بينهم امرأتان ومن بين المرشحين يأتي اسم "نبيل القروي" رجل الأعمال وصاحب قناة "نسمة" الخاصة والمسجون حالياً حيث تم إيقافه قبل نحو أسبوعين بسبب شبهات غسل الأموال والتهرب الضريبي.
ويتوّقع الكثير من الخبراء السياسيين بأن تكون المنافسة على منصب الرئيس محتدمة بين رئيس الوزراء "يوسف الشاهد" ووزير الدفاع "عبد الكريم الزبيدي" ورئيس الوزراء السابق "مهدي جمعة" وكذلك الرئيس السابق "المنصف المرزوقي".
ومن بين المرشحين البارزين يأتي أيضاً اسم "عبد الفتاح مورو" نائب رئيس حزب النهضة الإسلامية وهو أول مرشح لانتخابات الرئاسة في تاريخ النهضة.
ومع حلول منتصف الليل خرج أغلب المرشحين لإلصاق صورهم وبرامجهم الانتخابية برفقة أنصار لهم في شوارع العاصمة وعدة مدن أخرى.
وقال المرشح "مورو" عندما كان برفقة أنصاره في العاصمة التونسية: "نحن نريد النجاح بهدف أن نغيّر حياة التونسيين للأفضل ولتعزيز المسار الديمقراطي".
وأما "الشاهد" فاختار أن يبدأ حملته في حي الكبارية الشعبي المهمش بالعاصمة وسط مئات من أنصاره بعد دقائق من بدأ الحملة الانتخابية.
وبدأ أنصار "القروي" في تعليق صوره وبرامجه الانتخابية في تحدٍّ لقرار قضائي بسجنه قائلين إن حملتهم ستبدأ بحشد كبير في "قفصة" بجنوب البلاد.
وأضافت تلك المصادر الإخبارية بأنه من بين من قبلت أوراق ترشّحهم أيضاً "ناجي جلول" وزير التربية الأسبق والأمين العام السابق لحزب نداء تونس، والذي ترشّح كمستقل، و"محسن مرزوق" رئيس حزب " مشروع تونس" ، و"حما الهمامي" المتحدث باسم ائتلاف الجبهة الشعبية، و"حمادي الجبالي" الذي كان رئيساً لحركة النهضة.
كما ضمّت القائمة امرأتين هما، "عبير موسى" رئيس حزب الدستوري الحر، و"سلمى بنت محمد اللومي" والتي كانت قيادية بحزب "نداء تونس" والتي ترشّحت في تلك الانتخابات عن حزب "الأمل".
مناظرات تلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في تونس
للمرة الأولى في تاريخ تونس، ينظّم التلفزيون الحكومي والهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، بالاشتراك مع منظمة "مبادرة مناظرة" ثلاث مناظرات تلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية التونسية المقررة في 15 سبتمبر/أيلول.
وحلّ رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي في المجموعة الأولى التي ستبث يوم 7 سبتمبر 2019 وفيها كل من المترشحين عبد الفتاح مورو عمر منصور محمد عبو عبير موسى ناجي جلول مهدي جمعة منصف المرزوقي وعبيد البريكي.
أما المجموعة الثانية تتكون من 9 أفراد تبثّ يوم 8 سبتمبر 2019 وفيها كل من محسن مرزوق منجي الرحوي الياس الفخفاخ محمد الهاشمي الحامدي عبد الكريم الزبيدي محمد الصغير النوري حمادي الجبالي محمد لطفي مرايحي حاتم بولبيار.
وأما المجموعة الثالثة وتتكون من 8 مرشحين يوسف الشاهد قيس سعيد حمة الهمامي سليم الرياحي صافي سعيد سيف الدين مخلوف سعيد العايدي سلمى اللومي.
العنف السياسي يهدّد الانتخابات الرئاسية في تونس
كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن بوادر التشنج والشحن الانتخابي بين الأطراف السياسية وأنصارهم بدأت مبكّراً، وزادت من مخاوف المراقبين للمشهد الانتخابي، من أن يتطوّر هذا التوتر إلى موجة عنف سياسي مخيف مع قرب موعد التصويت.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي "فريد العليبي"، أن إمكانية حدوث عنف سياسي وانتخابي وارد جداً، موضحاً أن ما حدث حتى الآن في الساحة السياسية بتونس، يشير إلى أن المعركة الانتخابية ستكون حامية، وهي ناتجة عن تراكمات أزمة سياسية قديمة، يحاول كل طرف الخروج منها على حساب الطرف المقابل، بالقول إنه الأنسب لتسيير دواليب الدول، وعندما يحدث انحباس على هذا الصعيد، تكون تصفية الحسابات، لأن الكل يرى أنه الأجدر بالكرسي.
وأضاف "العليبي": إن هذا الصراع السياسي يمكن أن يتحوّل بسهولة إلى عنف، لافتاً إلى أن بوادره الأولى ظهرت فعلياً، منذ أن تمّ سجن غريم رئيس الحكومة "يوسف الشاهد"، المرشح "نبيل القروي"، وإهانة خصمه الآخر "حافظ قايد السبسي" في المطار، وقبلهما نفي منافسه "سليم الرياحي" خارج البلاد، مشيراً إلى أن "لهؤلاء أوراقاً يمكن استعمالها، ويمكن أن تخرج الصراع عن السيطرة ليتحوّل إلى تصفيات متبادلة معلنة.
وعلى عكس "العليبي"، الذي حذّر من مرحلة خطيرة تنتظر العملية الانتخابية، قلل الكاتب المختص في الشؤون السياسية "سرحان الشيخاوي" من ذلك، واعتبر أن مظاهر التشنج الحالية في الساحة السياسية التونسية ظاهرة صحية تدل على شدة التنافس الانتخابي، ولا يمكن أن تتطوّر إلى مستويات أخرى من العنف السياسي.