الوقت- لقد فشل اليمينيون المتشددون في إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، القابعون تحت تأثير اليمين الصهيوني المتشدد في تشكيل تحالفهم البحري المزعوم لحماية ومراقبة حركة الملاحة في منطقة الخليج الفارسي، بل إن تحالفهم الذي دخل فيه حديثاً بعض القادة الجدد من الإمارات والسعودية، بقيادة "محمد بن زايد" و"محمد بن سلمان" على وشك الانهيار.
يذكر أن المجموعة "ب"، تتألف من مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض "جون بولتون"، ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، وولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد".
وبالنظر إلى التطورات الميدانية والخطوات الأخيرة التي قامت بها أبوظبي وانسحابها التدريجي من اليمن بعدما أيقن العديد من شيوخ الإمارات بأنهم تكبّدوا الكثير من الخسائر المالية والإنسانية والعسكرية في هذه الحرب العبثية التي شنّتها دول تحالف العدوان عام 2015 بقيادة السعودية والإمارات، وهنا يرى العديد من الخبراء السياسيين بأن هذه التغييرات الإماراتية جاءت بموافقة السعودية، ولذا يمكن القول أن انسحاب القاعدتين الإقليميتين العضوتين في المجموعة "ب" قد يؤدي إلى انهيار تلك المجموعة وذلك التحالف.
وكما يتضح من الأدلة المتوافرة، فإن هذه المجموعة بذلت الكثير من الجهود للمضي قدماً في مسير تنفيذ "صفقة القرن" ورسم خريطة جديدة للشرق الأوسط عن طريق إزالة دولة فلسطين من الخريطة القديمة وإنشاء حدود جديدة لمصلحة الكيان الصهيوني، وفي هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن الدول الغربية ولا سيما أمريكا قامت بإعطاء بعض القادة العرب الكثير من الوعود ومن المقرر أن تسمح تلك الدول الغربية لبعض الدول العربية وعلى رأسها الامارات باحتلال أجزاء من مناطق اليمن الجنوبية وبالإضافة إلى ذلك سيتم السماح لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بتنفيذ خططه الطموحة والموسومة بمشروع "نيوم 2030" واحتلال أجزاء من مناطق اليمن الشمالية.
لقد غيّرت الإمارات والسعودية في وقتنا الحالي من نهجهما تجاه هذه الأهداف الطموحة والاستعمارية وهنا يمكن القول بأن هذا التغيير قد يصبّ في مصلحة هاتين الدولتين وقد يساعدهما على العودة إلى أحضان المنطقة العربية، وهذا الأمر في نهاية المطاف سوف يصبّ في مصلحة منطقة الشرق الأوسط كلها وعلى العكس من ذلك، يمكن لهذا التغيير أن يقّض أحلام اليمين الصهيوني والأمريكي ومن الممكن أن يقضي على إنجازاتهم التي حققوها خلال السنوات القليلة الماضية في المنطقة.
وعلى هذا الأساس، يبدو أن أمريكا و"إسرائيل" الأعضاء في المجموعة "ب"، لن يسمحوا لـ"ابن زايد" و"ابن سلمان" بالخروج من هذه المجموعة وسوف يمارسون الكثير من الضغوط عليهما لثنيهما عن الخروج من هذا المجموعة.
ومع ذلك، إذا كان هذين الرجلين جادين في الخروج من المجموعة "ب" وجادين في إصلاح نهجهما السابق بصدق، فإن ذلك سوف يؤثر إيجاباً على الضغوط التي يمارسها القادة في تل أبيب والبيت الأبيض على محور المقاومة في المنطقة، ولا سيما إيران وسيؤدي ذلك أيضاً زيادة مستوى الأمن والأمان في منطقة الخليج الفارسي.
ولكن إذا استسلموا لهذه الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، فإنهما سوف يستمران في المضي قدماً داخل النفق المظلم، وستظل مفاتيح خزائنهم لفترة غير معلومة في أيدي القادة الأمريكيين والإسرائيليين. لذلك يمكن القول إن الإمارات والسعودية، وخاصة "محمد بن زايد" و"محمد بن سلمان"، قد واجها خيارات تاريخية وحاسمة، لكن النقطة المهمة هنا هي أن هذا التحوّل في النهج يتم عكسه من خلال عملية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، إلا أنه سيصبح أكثر تصديقاً عند الرأي العام في المنطقة.