الوقت-اكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن واشنطن تريد اشغال المنطقة بتنظيم داعش الارهابي من أجل تقسيمها خدمة للكيان الاسرائيلي، مشيراً في الوقت ذاته الى موقف المقاومة الثابت من جهة الوقوف الى جانب الحلفاء وجهوزيتها لهذه القضية، ومشدداً على أنه لن تكون هناك استراتيجية ناجحة لجيش الاحتلال في لبنان.
وأضاف السيد حسن نصر الله خلال مهرجان "نصركم دائم" الذي أقامه حزب الله في وادي الحجير بمناسبة الذكرى التاسعة لإنتصار تموز 2006، الى تطورات المنطقة ولا سيما مشاركة مجاهدي المقاومة في تحرير القلمون وتطهير الحدود الللبنانية من العصابات الارهابية، داعياً الى تثبيت يوم 14 آب يوماً للنصر الالهي في حرب تموز لأنه اليوم الذي توقف فيه العدوان وفشل العدو في تحقيق اهدافه واليوم الذي عاد فيه اهلنا الاوفياء من الاماكن التي هجروا اليها بكل ثقة ويقين واطمئنان دون خوف لأنهم امنوا بمعادلة الردع، وكانت عودة اهلنا اقوى رد شعبي وسياسي واعلامي وميداني وجهادي على العدوان وكانت عودتهم تعبيرا بليغا عن تمسكهم بأرض الآباء والاجداد مهما كانت التضحيات ويوما للنصر الالهي لأنه كذلك بحق، لنثبت من خلال هذا العنوان السياسي والاعلامي ما نؤمن به اننا في الرابع عشر من اب كنا امام نصر الهي اعطاه الله لنا جميعا .
وأشار السيد الى أن اختيار المكان (وادي حجير)، لاحياء ذكرى الانتصار، نتيجة ماضيه القريب من المقاومة وموقعه الخاص في حرب تموز "وذلك لننطلق من هذا التاريخ لمقاربة الحاضر"، لافتاً إلى أنه في وادي الحجير عقد المؤتمر التاريخي المعروف وكان الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين خطيب هذا المنبر ومرشده الأول وإمام العقل والحكمة والحماسة والجهاد فيه، أسس هذا المؤتمر من خلال العلماء الذين جاءوا من كل لبنان وقادته وزعماؤه لنهج ساروا عليه وجاهدوا من خلاله، هذا النهج الذي انتقلت أمانة قيادته الى الامام المغيب السيد موسى الصدر وهو الذي رسخه وثبته وطوره واعطاه أبعاد جديدة ومازال أبنائهما يواصلون الإلتزام بهذا النهج ويسيرون عليها الى اليوم ويفون ببيعتهم لهؤلاء القادة العظماء بالصدق والجهاد والحضور في الميادين.
وأكد السيد نصر الله ان كل بقعة من الاراضي اللبنانية ستكون حفرة محصنة لتدمر دبابات جيش الاحتلال وقتل جنوده وهزيمة جيشه، اذا فكر في خوض حرب جديدة على لبنان، واعلن في هذا الاطار انه لن تكون هناك استراتيجية ناجحة للجيش الاسرائيلي بعد اليوم في لبنان، هذا التزام وفعل وجهوزية وعمل يومي وفاعل بمعزل عن كل التطورات التي تحصل في المنطقة، مضيفاً ان العدو الاسرائيلي عجز برا وبحرا وجوا في حرب تموز ففي هذه الارض لا سبيل لكم للوصول او للبقاء وما جرى في حرب تموز يدرّس كنظريات عسكرية جديدة.
وفي قرأته لمستجدات المنطقة، اكد السيد نصر الله على ضرورة مواجهة مخاطر التقسيم وقال:" اننا اليوم يجب ان نرفض تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وهذا ما تعمل عليه الولايات المتحدة واسرائيل ومعها بعض القوى الاقليمية من حيث تعلم او لا تعلم ومنها السعودية، اميركا اليوم تستخدم داعش من اجل تقسيم المنطقة من حيث تعلم داعش او لا تعلم، مضيفاً ان اميركا تريد ان تستغل داعش لاعادة تركيب المنطقة من جديد واسقاط حكومات وانظمة ورسم خرائط جديدة، وهي لا تريد ضرب داعش في سوريا لانها تريد استغلال التنظيم لتقسيمها، اميركا ومن معها توظف "داعش" لاسقاط النظام في سوريا، متسائلاً هل من هم غير "داعش" يستطيعون مقاتلة هذا التنظيم.
وتابع في العراق قالوا لهم غيروا حكومتكم وستحصلون على كل الدعم لمواجهة الارهاب، فهل هذا ما جرى؟ وفي اليمن يتحالفون مع داعش لمواجهة القوى الوطنية، اميركا توظف الارهاب لتحقيق مشروعها وهو التقسيم .
وفي الموضع اليمني جدد ساحته استكار المقاومة الاسلامية لهذه الاستباحة الخطرة التي تؤسس لاستباحات خطيرة من قبل اميركا واسرائيل، مشددا على انه مادام هناك قضية وايمان وصمود وطلب للعيش بكرامة لا يمكن لهذا العدوان ان ينتصر .
وفي الشأن الداخلي اللبناني اكد سماحته على تمسك المقاومة بخيار الدولة والوحدة الوطنية، مضيفاً اننا يجب ان نقتنع جميعا بقيام الدولة التي يشارك فيها جميع مكونات الشعب والوطن ويشعر فيها الجميع وتخدم جميع مكونات الشعب اللبناني، هذه الدولة هي التي نحتاج اليها وهي الضمانة في كل شيء"، منوّها الى أن الوصول الى الدولة القوية القادرة هو الشراكة الحقيقية بين كل المكونات اللبنانية، "فنحن نواجه ازمات كبيرة في لبنان على مختلف الصعد، من هذه الازمات ان شريحة كبيرة من المسيحيين تشعر بالغبن وتعبر عن ذلك وهي التيار الوطني الحر ومن معه."
وأكد السيد ان حزب الله لن يقبل ان يكسر او يعزل اي من حلفائنا خصوصا من وقف معنا في حرب تموز وهذا الموضوع يستحق التضحيات وادعو الجميع ان لا يحسبوا بشكل خاطئ في هذا الموضوع، مشدداً على أن الجنرال ميشال عون ممر إلزامي لاستحقاق الرئاسة، مؤكداً ان الحكومة حتى تكون منتجة وفاعلة يجب ان لا يتجاوز العماد ميشال عون لذلك فلا يمكن عزل العماد عون وتياره.
وأكد السيد على ان الشارع اللبناني والاحتجاجات لن تقتصر على مشاركة التيار الوطني الحر، مشيرا الى ان خيارات المقاومة مفتوحة في الداخل رغم ارتباطها بمواجه اسرائيل والقتال في سوريا .