الوقت- في إطار التأكيد على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وبحث التطورات الأخيرة في الملف السوري والمنطقة وغيرها من الملفات الأخرى، قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة إلى العاصمة السورية "دمشق" ووصل إلى هناك صباح اليوم على رأس وفد سياسي رفيع المستوى.
وفور وصوله إلى دمشق قال ظريف: إنّ زيارته تهدف إلى متابعة الانتصارات الميدانية في سوريا وتنسيق سياسات دول المنطقة فضلاً عن وضع خطة لتعزيز المحادثات في سوريا بهدف التوصل إلى حل سياسي بعد الانتصارات الميدانية.
وأضاف نظراً إلى التطورات التي شهدناها في المنطقة ولا سيما سياسات أمريكا العدائية على وقع إخفاقاتها الميدانية المتتالية في سوريا وفشل سياساتها وسياسات الكيان الصهيوني والإجراءات اللاشرعية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتمثلة في الاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وكذلك الإجراء الأمريكي في إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب الذي يتصف بالحماقة ولا سابق له كله يتطلب متابعة الانتصارات الميدانية في سوريا ووضع خطة لتعزيز الحوار هناك من أجل التوصل إلى حل سياسي.
وتابع قائلاً: إنه سيزور أيضاً تركيا في إطار العلاقات الدولية.
وأكد سنتابع كذلك المحادثات التي كانت قد جرت بين كبار المسؤولين الإيرانيين والسوريين في إطار التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما فيها الاقتصادية.
وأعلن أنّه سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء ووزير خارجية سوريا ومسؤولين آخرين هناك ليجري محادثات معهم حول هذه القضايا.
ربيع العلاقات السورية - الإيرانية
إن الزيارات المتلاحقة بين المسؤولين السوريين والإيرانيين والتعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية أصبحت شائعة في السنوات الأخيرة، وبشكل متوسط في كل شهر، إما أن يقوم أحد المسؤولين السياسيين والعسكريين في إيران بزيارة سوريا، أو تستضيف طهران وزير خارجية أو مسؤول آخر من الحكومة السورية.
في حين أن اللاعبين الدوليين والاقليميين قد شقوا طريقهم إلى سوريا في الأعوام السبعة الماضية من أجل لعب الأدوار في الشؤون السياسية للبلاد، نجد أن قلة قليلة من هؤلاء اللاعبين استطاعوا الاستمرار والتأثير في الأحداث السورية ولاسيما السياسية منها، ونذكر منهم إيران وروسيا وتركيا على الرغم من اختلاف مصالحهم ووجهات نظرهم بالنسبة لما يجري في سوريا إلا أنهم لا يزالون يجتمعون عبر منصة استانة للوصول لأنجع طريق يمكن من خلالها للسوريين أن يصلوا إلى حلول مشتركة على اختلاف انتماءاتهم.
اليوم اجتماعات استانا هي الأكثر نجاعة للسوريين وأكثر الاجتماعات جدية في إطار الحوار السياسي بين الأفرقاء السوريين، وستعقد جولة جديدة من هذه المحادثات يومي 25 و 26 أبريل وفقاً لوزارة الخارجية الكازاخستانية وحتى الآن ، عقدت 11 جولة من المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة بحضور الدول الضامنة "إيران وروسيا وتركيا " في أستانا.
سوريا والتعاون المستمر الثلاثي
الوضع في سوريا خارج قليلاً عن حالة الاحتياجات العسكرية والأمنية والدولة تدخل حالياً فترة إعادة بناء اقتصادي وسياسي في وقت واحد.
في المجال السياسي، تستمر الجهود الثلاثية لإيران وروسيا وتركيا عبر استانا للدخول في حوار سياسي تصالحي بين ممثلي الحكومة والمعارضة.
رغم أنه لا تزال هناك بعض التساؤلات حول تفاصيل الدستور السوري وتفسير البنية السياسية السورية خلال الفترة الانتقالية، ولكن يمكن القول أن المناقشات تسير في جو مريح، حتى ولو بوتيرة بطيئة.
في الملف العسكري مع تقدم الجيش والسيطرة على المزيد من الأراضي، تعرض "داعش" لهزيمة استراتيجية، ويمكن القول أن دول مبادرة أستانا تخطط لتوسيع مناطق تخفيف التوتر ولقد شاهدنا هدوء نسبياً في أجزاء كبيرة من سوريا.
نتيجة لذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي على الشراكة الثلاثية المستمرة، قائلاً إن روسيا وتركيا ستواصلان العمل مع إيران في إطار المحادثات الثلاثية حول سوريا.
الآن وبعد الفشل الذريع للجماعات الإرهابية في المنطقة، من المهم التركيز على الاستقرار الكامل للوضع في المنطقة وعملية التسوية السياسية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
الرد على القرار الأمريكي
إيران لا تعير أهمية كثيراً لقرارات ترامب وهي تعلم جيداً أن الرئيس الأمريكي يحاول قدر المستطاع ابتزاز إيران وجرّها إلى حروب لا تريدها، لكن ترامب نفسه لا يعلم أن الدخول في هذه المتاهة سيعرّض المصالح الأمريكية في المنطقة للخطر، وقد تنتهي مصالحها إلى أجل غير مسمى في حال بالغت في ابتزاز طهران.
إيران حالياً تعزز علاقاتها مع أصدقائها وتساعد حلفاءها في استئصال الارهاب وهذا ما لا تريده واشنطن التي ربطت بقاءها في الشرق الأوسط بوجود الارهاب، وبعد أن استطاعت إيران وحلفاؤها القضاء على الإرهاب واستئصاله بدأت واشنطن تبحث عن حلول أخرى للبقاء، ولم يبقَ أمامها سوى استفزاز إيران بشكل مباشر وتصنيف "الحرس الثوري" الذي ساهم في القضاء على الإرهاب كمنظمة إرهابية، إلا أن المفاجأة جاءت من الشعب الإيراني الذي دافع عن "الحرس الثوري" وانتفض في وجه الأمريكي وهذه ليست المرة الأولى التي يتكاتف فيها الشعب الإيراني إلى جانب القيادة، حيث حصل ذلك في العام 2017 عندما حاول ترامب تحريض الشعب إلا أنه تعرّض للصدمة وسيتعرّض لها مراراً وتكراراً، لطالما أن إيران تدافع عن شعبها وشعوب المنطقة وأمنها.