الوقت- أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس الماضي قرارين يدينان السعودية، حيث وجه القرار الأول أصابع الاتهام لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" وحمّله مسؤولية قتل الصحفي السعودي المعارض "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية في اسطنبول قبل عدة أسابيع ولقد تمت الموافقة على هذا القرار بعد أن أبلغت رئيسة وكالة المخابرات المركزية "جينا هاسل"، أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عن كل المعلومات التي توصلت إليها هذه الوكالة فيما يخص جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض "خاشقجي"، حيث تذكر العديد من المصادر الإخبارية بأن الصحفي "خاشقجي"، يُعدّ أحد أبرز المعارضين لسياسات السعودية وهو أيضاً كاتب في صحيفة الواشنطن بوست، قد قتل في 2 تشرين الأول الماضي، في مقرّ قنصلية بلاده باسطنبول على يد فريق أمني سعودي، حيث أقرت الرياض بمقتله بسبب "عراك بالأيدي" إلا أنها لم تكشف حتى الآن عن مكان جثته وتواجه السعودية ضغوطات دولية، حيث فرضت واشنطن وألمانيا وفرنسا عقوبات على الرياض بسبب دورها في مقتل "خاشقجي"، يذكر أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حاول جاهداً خلال الأسابيع القليلة الماضية وبطرق مختلفة للتستر على تورّط "محمد بن سلمان" في جريمة قتل الصحفي "خاشقجي"، ولكن الآن ومع الموافقة على هذا القرار، فإنه يبدو أن الرئيس "ترامب" يتعرّض لضغوط كثيرة وأن المستقبل السياسي لولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" أصبح على المحك.
وفيما يتعلق بالقرار الثاني، فلقد طالب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بإنهاء مساعدة الحكومة الأمريكية للتحالف السعودي في حربهم العبثية في اليمن وهنا تجدر الإشارة بأن السعودية شنّت حرب عبثية في مارس 2015، بقيادة ولي عهدها الأمير "محمد بن سلمان"، ولقد تسبب هذا الغزو العسكري لدول العدوان إلى حدوث أزمة إنسانية في اليمن، تسببت في وفاة الآلاف من النساء والأطفال، وفي تعرّض أكثر من 14 مليون يمني إلى مجاعة، ووفقاً لـ "هيومن رايتس ووتش"، فلقد توفي أكثر من 85 ألف طفل يمني بسبب تلك الحرب البربرية.
لقد صوت 11 من أعضاء الحزب الجمهوري، الذي ينتمي له الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بالإضافة إلى الديمقراطيين ليحصل القرار على 60 صوتاً، وهو ما يمهد الطريق لنقاش والتحقيق فيما يخص مشاركة أمريكا في صراع طال أمده وسبّب واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم وعقب التصويت على هذا القرار، قال السيناتور "بيرني ساندرز" إن الدعم الأمريكي لحرب اليمن سيكون عائقاً أمام التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة اليمنية، مضيفاً إن الكونغرس لم يصادق على المشاركة الأمريكية في حرب اليمن، ما يجعلها غير دستورية.
إن هذا القرار وهذا التصويت أكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن أمريكا كان لها دور مباشر في العدوان العسكري السعودي ضد اليمن، وهي المسؤولة عن تدمير البنى التحتية الاقتصادية والمستشفيات والمدارس والمجمعات السكنية والتجارية والقتل الجماعي للمدنيين اليمنيين وهذا ما يؤكده البيان الذي أصدره "البنتاغون" والذي أعلن فيه بأن السعودية والإمارات ستدفعان 331 مليون دولار لواشنطن كقيمة للوقود التي قامت القوات الأمريكية بتزويده لمقاتلات تحالف العدوان السعودي أثناء حربهم في اليمن.
وهنا قال المتحدث باسم البنتاغون في بيان له يوم الخميس إن القيادة المركزية الأمريكية وبعد مراجعة وثائقها، خلصت إلى أن بعض الحسابات المتعلقة بتكلفة وقود المقاتلات الحربية لقوات تحالف العدوان السعودي لم تكن صحيحة ودقيقة وأنه تم أخذ أموال أقل من الإمارات والسعودية وهذا الأمر يكشف الستار عن الدور الأمريكي الخبيث الذي لعبته في الحرب على المدنيين في اليمن وتقديمها للكثير من المساعدة العسكرية واللوجستية لقوات تحالف العدوان السعودي.
وهنا ذكرت العديد من المصادر الاخبارية، بأن العديد من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين تعهدوا بمواصلة الضغط بعد تولي الكونغرس الجديد المسؤولية في الشهر القادم من أجل اتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة ضد السعودية، بما فيها سنّ تشريع لفرض عقوبات تتصل بحقوق الإنسان ورفض مبيعات الأسلحة للسعودية ومن شأن هذا الأمر أن يمثّل انتكاسة أخرى للرئيس "ترامب" الذي يشكك في احتمال أن يكون ولي العهد ضالعاً في الجريمة، والذي أكد طوال أسابيع على الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للتحالف مع الرياض.