الوقت- ان الحملة الامنية الاخيرة التي شنتها القوات الامنية التركية على تنظيم داعش الإرهابي بعيد التفجير الاخير الانتحاري الذي وقع في مدينة سوروتش منذ ايام والذي راح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح أدت وحسب مصادر امنية تركية الى القاء القبض على المئات (يصل العدد الى اكثر من 700 شخص) من العناصر الارهابية المنتمية الى داعش بينهم عرب وأجانب. هذا الخبر وان دل على شيء فهو يؤكد المزاعم التي تتحدث عن وجود دعم من تركيا وعلى رأسها الرئيس اردوغان لتنظيم داعش الارهابي، أو على الاقل وجود ود متبادل بين الطرفين جعل الاتراك يغضون الطرف عن وجود داعش داخل تركيا. فالعدد الكبير من المعتقلين يؤكد على أن هؤلاء كانوا تحت انظار الاستخبارات التركية ان لم يكونوا في رعايتها.
مؤشرات الدعم التركي لداعش..
خلال السنوات الماضية برزت مؤشرات ومعطيات كثيرة تشير الى وجود تنسيق وتعاون بين تركيا والتنظيمات الارهابية المسلحة والتي تقاتل في سوريا والعراق بما في ذلك داعش. وتتحدث المصادر عن تورط الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشكل مباشر في دعم تنظيم داعش الارهابي. ومن تلك المؤشرات مصادر التمويل المشبوه للتنظيم والتي تشير تقارير كثيرة الى ان جزءاً كبيراً منه يأتي من خلال بيع النفط العراقي والسوري (المسروق) عبر وسطاء اتراك. وقد برز في هذا المجال اسم "بلال اردوغان" وهو الابن الثالث للرئيس التركي وصاحب اكثر من شركة تجارية. وتؤكد التقارير أن الاخير يحصل على حصة الاسد من النفط السوري والعراقي المسروق وقد وقع في الآونة الاخيرة اكثر من عقد مع شركات اوروبية لنقل هذا النفط الى دول آسيوية وأوروبية.
وفي نفس السياق نشر موقع "global research" الكندي تقريرا عن الحياة السياسية للرئيس التركي "اردوغان" يذكر فيه أن له علاقات قوية مع التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق ويشير التقرير وبناءا على شهادات الى أن "سمية اردوغان" ابنة الرئيس التركي مسؤولة عن المراكز التي تقدم الخدمات الطبية لجرحى داعش ضمن اتفاق داعشي اردوغاني لمعالجة جرحى التنظيم داخل الاراضي التركية. وقد ذكر التقرير وجود مستشفى عسكري في مدينة "شانلي اورفا" جنوب شرقي تركيا وعلى بعد 150 كم من مدينة غازي عنتاب الحدودية مهمته معالجة جرحى داعش.
كما انه من الجدير بالذكر أن حي السلطان محمد الفاتح في اسطنبول والذي يعتبر حي العرب القاطنين والمسافرين الى اسطنبول وخلال السنوات الماضية تحول الى محطة اساسية للمهاجرين من كافة دول العالم الذين ينوون الالتحاق بالتنظيمات الارهابية بسوريا والعراق. وجولة لدقائق في احيائه تجعل الفرد يظن نفسه وسط معسكر لتنظيم القاعدة أو داعش. وهذا الواقع ينعكس ايضا على فنادق في اسطنبول تقول بعض الشهادات بانها تحولت الى ما يشبه مقر عمليات للحركات التكفيرية.
هذا في وقت تشير الكثير من التقارير الى الدعم الذي يقدمه جهاز الاستخبارات التركية للتنظيمات الارهابية المسلحة في العراق وسوريا وعلى رأس الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" الرجل المقرب جداً من اردوغان، والذي يعتبر مهندس الارتباط بالتنظيمات الارهابية في سوريا والعراق بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش. وقد صرح مسؤول بارز سابق في المخابرات العسكرية التركية الجنرال المتقاعد حقي بكين في وقت سابق ان المخابرات التركية تقدم الدعم اللوجستي والمعلومات للتنظيمات الارهابية وترسل شحنات السلاح لهم عبر مرتزقة وبغطاء اسماء مستعارة لشركات قطرية. ونشير هنا الى الصور التي نشرتها صحيفة "جمهورييت" التركية لشحنات سلاح تركي ارسلت الى التنظيمات الارهابية في سوريا مطلع عام 2014 م والتي اثارت بلبلة كبيرة في تركيا.
وفي نفس السياق أرسل ممثل حزب الشعب الجمهوري "اورهان ساليبال" في البرلمان التركي رسالة الى وزير الخارجية "احمد داوود اوغلو" يسأل فيها عن ارتباط المخابرات التركية وعلى رأسها "هاكان فيدان" بتنظيم داعش الارهابي، وعن اسباب المواجهات الاخيرة على الحدود التركية بين داعش وافراد من الجيش التركي، ويضيف ساليبال في استجوابه لماذا قام التنظيم الذي وإلى الامس كان يتودد الينا بمهاجمة عسكريين أتراك؟ وكم من الدواعش قد عولجوا في تركيا وهل هناك اتفاق تركي داعشي يقضي بمعالجة المجروحين في تركيا؟ وما عدد المعتقلين من هؤلاء وما اسباب اعتقالهم؟ كلها أسئلة تأتي لاحراج الحكومة ولفضح المستور من علاقة بينها وبين تنظيم داعش الارهابي.
خلاصة
ما تقدم كان مؤشرات تحتمل التأويل رغم قوتها. وطبعا تحاول الحكومة التركية والماكينة الاعلامية التابعة لاردوغان نفي هذه التهم عنها وعن عائلة اردوغان، متهمة المعارضة الداخلية بتأليف هذه الاخبار لاستثمارها في الداخل التركي. الا أن الصور الاخيرة التي ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي لبلال اردوغان برفقة قياديين تركيين في داعش تقطع الشك باليقين حول الدعم التركي الاكيد للتنظيم الارهابي، والروابط القوية لبلال اردوغان بقياديي التنظيم. ولأهداف كثيرة قد تكون احداها استخدام التنظيم كورقة ضغط من قبل اردوغان على اعداء تركيا بمن فيهم النظام السوري بهدف اسقاطه واضعاف الدولة السورية. ولمواجهة واضعاف الاكراد عبر داعش وذلك وأداً لفكرة اقامة دولتهم المنشودة. ناهيك عن المنافع المالية التي يحققها اردوغان ومن معه من خلال تدمير الاقتصاد السوري والعراقي والحصول على النفط المسروق من البلدين بمبالغ زهيدة تصل الى 10 دولارات مقابل البرميل الواحد.