الوقت- أكد عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي في حوار خاص مع موقع الوقت، أن الائتلاف السعودي فشل فشلا ذريعا في السیطرة علی مدينة عدن رغم الغارات المكثفة التي تقوم بها الطائرات السعودية والإماراتية منذ عدة أيام. وأكد البخيتي أن الجيش واللجان الشعبية مستمرون بالدفاع عن عدن ومقاتلة الغزاة حتی تطهير هذه المدينة بالكامل دون أن توقفهم المجازر التي ترتكبها القوات المعتدية. كما نفی البخيتي إدعاءات وسائل الإعلام السعودية التي تحدثت عن سيطرة القوات الموالیة لمنصور هادي بالكامل علی مدينة عدن، موضحا أن الجيش واللجان الشعبية مستمرون بمقاتلة المرتزقة والجماعات التكفيرية في مدينة عدن ولازالت المناطق المهمة في هذه المدينة بيد قوات الجيش واللجان الشعبية، بالرغم من سيطرة قوات المرتزقة والجماعات التكفيرية علی أجزاء من المدينة، بفضل الدعم الجوي الذي تقدمه الطائرات السعودية والإماراتية لهذه القوات.
ونظرا لخطورة الاوضاع الإنسانية في الیمن بسبب المجازر التي نفذها الائتلاف السعودي بعد أربعة أشهر من الحرب علی الشعب الیمني والحصار الذي تفرضه القوات السعودية علی الیمنيين، وکذلك لمعرفة أهداف الحملة الإعلامیة التي تدعي من خلالها وسائل الإعلام السعودیة أن أنصار الله فقدت سیطرتها بالکامل علی مدینة عدن وأنها تقوم بمجازر ضد المدنیین في هذه المدینة، أجری موقع الوقت الإخباري التحليلي حوارا خاصا مع محمد البخيتي القيادي في حركة أنصارالله الیمنية وعضو المكتب السياسي في هذه الحركة لمعرفة آخر المستجدات ومن أجل تسلیط الأضواء علی هذه القضایا خاصة الأحداث الجاریة في مدینة عدن، وإليکم نص الحوار فيما یلي:
الوقت: تدعي السعودية ووسائل اعلامها مثل قناة العربية، أن قوات الائتلاف السعودي والقوات الموالیة لمنصور هادي قد سيطروا بشكل كامل علی مدينة عدن، هل تؤكدون هذه الإدعاءات أم لا؟
محمد البخيتي: هذا غير صحيح وهم يكذبون من خلال هذا الإعلام والان إتضح لكل العالم أنهم لم يسيطروا بشكل كامل علی مدينة عدن، بالرغم من أن بعض مناطقها تحولت الی مسرح للعمليات العسكرية ولكنهم لم يحرزوا أي تقدم كامل علی الارض وقد تكبدت القوات الغازية والمرتزقة الكثير من الخسائر البشرية وفي المعدات. وإدعوا قبل أيام أن هادي سيصلي (صلاة عيد الفطر) في عدن وبعد ذلك إدعوا أن وزراء هادي سيعودون الی عدن لكن لم يتحقق اي من هذه الوعود علی أرض الواقع لأن الوضع في عدن لم يسمح بذلك. وكما راهنوا في السابق علی عاصفة الحزم وبعد ذلك راهنوا علی عملية إعادة الأمل والیوم يراهنون علی العملية الجوية ودعم الإمارات الجوي وكل هذه العمليات لم تحقق أياً من أهدافها.
الوقت: إذن أنتم في أنصارالله تنفون سقوط عدن بشكل كامل بيد القوات الموالیة لمنصور هادي؟
البخيتي: نعم عدن لازالت صامدة في وجه الغزاة والمرتزقين ومقاومة الجيش واللجان الشعبية مستمرة.
الوقت: كم في المئة من مناطق عدن لازالت بيد قوات الجيش واللجان الشعبية الیمنية؟
البخیتي: المناطق الحساسة والمهمة في عدن التي تتواجد فيها المؤسسات الحكومية هي بيد الجيش واللجان الشعبية بالاضافة الی المطار الذي تحول الآن الی منطقة حرب بين القوات الغازية وبين الجيش واللجان الشعبية، کل هذه المناطق بید الجیش واللجان الشعبیة، وهنالك إشتباكات بين اللجان والقوات التكفيرية في مختلف الاحياء مثل منطقة اكريتر وخور مكسر ولكن بشكل عام فشلت القوات السعودية حتی من خلال عمليات قصفها الكثيف للسيطرة علی عدن بشكل كامل وأصبحت الطائرات السعودية والإماراتية تقصف المناطق السكنية، وكذلك البوارج الحربية بشكل عشوائي مما تسبب في تدمير الكثير من الاحياء والمنشآت الحيوية. ومن تكتيكات العدوان أنه يقوم بإستهداف جميع المنشآت الحيوية التي تقع خارج منطقة سيطرة الغزاة والمرتزقة مثل الطرق ومحطات الماء والكهرباء والجسور ليزيد من معاناة المدنيين ويضغط علیهم للوقوف بوجه الجيش الیمني واللجان الشعبية وفيما يخص المساحة فان 50% من مساحة عدن هي بيد الجيش واللجان الشعبية و50% الاخری، بيد الغزاة والمرتزقة.
الوقت: هنالك حرب نفسية من قبل وسائل الإعلام السعودية لإضعاف معنويات اللجان الشعبية والجيش الیمني من ضمنها إدعاء نايف البكري (ما يسمی بـ محافظ عدن الجديد كما زعمت وسائل الإعلام السعودية)، يقول إنه لدينا أسری من أنصار الله ولعله قد يكون من بين هؤلاء الأسری شقيق السيد عبدالملك الحوثي، ما هو ردكم علی مثل هذه الإدعاءات؟
البخيتي: في حال وقع بعض من عناصرنا أسری بيد المعتدين فهذا من الطبيعي حينما تكون الحرب دائرة علی بلدنا ومن المحتمل أن يقع بعض الناس أسری بيد الأعداء حینما یدافعون عن بلدهم، لكن لم يتم أسر اي من قياداتنا.
الوقت: كيف تنظرون الی زيارة خالد مشعل الی السعودية وما هي معلوماتكم حول الاخبار التي تحدثت عن طلب السعودية من خالد مشعل تزويدها بالمئات من المقاتلين لإرسالهم الی السعودية لمقاتلة الشعب الیمني؟
البخیتی: سمعنا أخباراً حول طلب السعودية من خالد مشعل مساعدتها في الحرب الیمنية لكن لم توجد لدينا معلومات مؤكدة بخصوص هذه القضیة ونستبعد أن تقوم حماس بمثل هذه الخطوة، أما ما يخص السعودية فاننا لا نستبعد أنها تستجدي بكل من يمكن أن يساعدها علی الیمن كما فعلت تجاه سوريا لكن نحن نقول للجميع ومن ضمنهم الاخوة في حماس إن الحرب التي تشن علینا هي حرب أمريكية وإسرائيلية بتنفيذ من قبل السعودية. نحن نشجع كل الدول والحكومات العربية أن تقوي علاقاتها مع حماس كمقاومة فلسطينية ضد إسرائيل وأن تسعی لتقوية المقاومة في مواجهة إسرائيل لا أن تستفيد منها في تصفية حساباتها السياسية مع خصومها، وأن تسمح للمقاومة الفلسطينية أن تبقی مقاومتها في إطارها الصحيح لمواجهة إسرائيل ونحن ندعمها في ذلك. لكن وللأسف الشديد إن بعض الحكومات العربية ومن ضمنها الحكومة السعودية تسعی الی تغيير بوصلة المقاومة التي يجب أن تكون مستعدة لمواجهة إسرائيل وتسعی ان تستفيد منها للوصول الی مصالحها الخاصة. نحن سنظل ندعم مواقف حركة حماس التي تواجه الإحتلال الإسرائيلي. وسنبقی نحن والشعب الفلسطيني ندافع عن القضية الفلسطينية ولم نسمح للسعودية ان تغیر مواقفنا تجاه مقاومة الشعب الفلسطيني.