الوقت- بالتزامن مع احتدام المنافسات الأولية بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي المشاركين في الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي في مناطق مختلفة من البلاد، أظهرت نتائج إحدى استطلاعات الرأي العام الذي أجرته مؤسسة "راسموسن ريبورت"، بأن ثلثي الناخبين يرفضون الإدلاء بأصواتهم لممثلي الكونغرس الحاليين وتشير نتائج هذا الاستطلاع إلى أن 65 في المئة من الناخبين الذين سيشاركون في انتخابات الـ"6 من نوفمبر" النصفية، قالوا بأنه من المرجح أن يصوتوا لأشخاص غير الأشخاص الحاليين الموجودين داخل الكونغرس الأمريكي وفي سياق متصل أفاد معهد "راسموسن ريبورت" أن 28 بالمئة فقط صوتوا في انتخابات عام 2016 النصفية، ضد ممثلي الكونغرس.
من جهته أعرب مراسل وكالة "سبوتنيك"، بأن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر بأن الديمقراطيين لديهم فرصة جيدة للسيطرة على الكونغرس وطرد أغلبية الجمهوريين من هذا المجلس"، يذكر أن الجمهوريون يمتلكون 236 مقعداً حالياً ويمتلك الحزب الديموقراطي 193مقعداً في الكونغرس الأمريكي ولقد أكدت نتائج ذلك الاستطلاع بأن هذا الوضع جاء نتيجة لتوسع رقعة عدم الرضا من تصرفات وسياسات الرئيس الحالي "دونالد ترامب" في الشارع الأمريكي وكذلك بسبب الاستفزازات والتهديدات التي أطلقها أعضاء الحزب الجمهوري للناخبين الأمريكيين الذين سيشاركون في الانتخابات النصفية التي ستجرى بعد أقل من ثمانية أسابيع ولذا يبدو أن الجمهوريين هم الذين سيسيطرون على الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين ولفتت تلك النتائج أيضاً إلى أن حروب "ترامب" التجارية مع الدول الأخرى لا تحظى بشعبية كبيرة في الغرب الأوسط لأمريكا، وذلك بسبب تأثر الرسوم الجمركية المفروضة على واردات السيارات والصلب وغيرها من المنتجات بتلك الحرب العبثية التي أثّرت سلباً أيضاً بشكل كبير على عدد من الأنشطة الإنتاجية والزراعية.
وتشير العديد من المصادر الإخبارية بأن مخاوف الجمهوريين من الهزيمة قد ازدادت إلى درجة أن "ميتش ماكونيل" زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي وصف جهود حزبه للحفاظ على مقاعدهم في مجلس الشيوخ بأنها تشبه كثيراً حروب الشوارع ومن أجل الحفاظ على تلك المقاعد تعهد أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي بتقديم خطة لخفض الضرائب، لكن وفقاً للخبراء الأمريكيين، من غير المحتمل أن تصبح هذه الخطة مشروعاً قانونياً وإنما تم تقديمه لكسب أصوات الناخبين الأمريكيين المشاركين في انتخابات الكونغرس النصفية.
وحسب تقرير كتبته وكالة "رويترز"، فإن بعض خبراء الضرائب يعتقدون بأنه من غير المحتمل أن تصبح تلك الخطة قانوناً دستورياً، وأن الهدف من عرضه هو كسب المزيد من أصوات الناخبين لمصلحة أعضاء الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية القادمة وجاء في هذا التقرير أيضاً: "حتى ولو فشلت هذه الخطة، فمن الممكن أن يقوم أعضاء الحزب الديمقراطي بمعارضة هذه الخطة الجديدة المتعلقة بالتخفيضات الضريبية وإعطاء أعضاء الحزب الجمهوري العديد من الفرص للاستفادة من ذلك الموقف والفوز في انتخابات 6 نوفمبر".
ولقد أشارت وكالة "رويترز" بأنه إذا تمت الموافقة على هذه الخطة المقترحة، فإن التخفيضات الضريبية ستكون دائمة في أمريكا ولفتت إلى أن هذه الخطة جاءت عقب تولي "دونالد ترامب" سدة الحكم في البيت الأبيض، عندما كانت الأغلبية في الكونغرس الأمريكي في أيدي أعضاء الحزب الجمهوري.
وفي سياق متصل أعربت وكالة "رويترز"، بأن "كيفين برادي" عضو الحزب الجمهوري ورئيس لجنة الميزانية بالكونغرس الأمريكي، أعلن بأن اللجنة قامت بالتصويت يوم الخميس الماضي على هذه الخطة، وأنهم ينتظرون أن يقوم مجلس الشيوخ الأمريكي بالتصويت عليها في الأول من أكتوبر القادم.
ولطالما كانت التخفيضات الضريبية واحدة من سياسات أعضاء الحزب الجمهوري الذين يرون بأن هذه التخفيضات ستحقق نمواً اقتصادياً في أمريكا، لكن أعضاء الحزب الديمقراطي يعتقدون بأن الأثرياء والشركات الكبيرة فقط هم الذين سيستفيدون من هذه التخفيضات الضريبية وهنا وجّهت زعيمة الحزب الديمقراطي "نانسي بيلوسي" في الكونغرس الأمريكي الكثير من الانتقادات لهذه الخطة، معلنة أن "أعضاء الحزب الجمهوري يريدون أن يزيدوا من حالة العجز التجاري الحاصل في الميزانية العامة لأمريكا، ويريدون أن يضعوا المزيد من الأموال في الحسابات المصرفية للطبقة الغنية التي لا يتجاوز حجمها واحداً في المئة من السكان الأمريكيين".
وتُظهر التحليلات الأخيرة التي قامت بها بعض الوكالات الإخبارية بأن الكونغرس الأمريكي سيشهد منافسة حامية الوطيس على 64 مقعداً من إجمالي 435، منها 29 مقعداً حساساً للغاية لها التأثير الأكبر على تلك المنافسة بين كلا الجانبين وفيما يخصّ مجلس الشيوخ الامريكي، فإن الفرصة متاحة أمام أعضاء الحزب الجمهوري لهزيمة العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين في الولايات المحافظة، بما في ذلك السيناتور "جو مانشين" من ولاية "فرجينيا الغربية"، والسيناتور "هيدي هيكوب" من ولاية "نورث داكوتا"، والسيناتور "كلير ماكاسكل" من ولاية "ميسوري"، وفي النهاية السناتور "جو دونلي" من ولاية "إنديانا".
ومن ناحية أخرى، يبحث الديمقراطيون عن فرصة كبيرة للفوز، ولكن السيناتور "دين هيلر" من ولاية "نيفادا"، الولاية الوحيدة التي صوتت لمصلحة "كلينتون" في الانتخابات الرئاسية السابقة، يعتبر هو العضو الجمهوري الوحيد الذي فاز بمقعد في مجلس الشيوخ عن هذه الولاية ويتمتع الديمقراطيون أيضاً بفرصتين جيدتين في الولايات ذات التوجه الجمهوري، حيث نرى بأن بعضاً من أعضاء الحزب الديمقراطي استطاعوا الحصول على مقعد السيناتور "جيف فليك"، الذي لم يشارك في هذه الانتخابات عن ولاية "أريزونا" ومقعد السيناتور "بوب كوريكر"، الذي لم يشارك هو الآخر في هذه الانتخابات عن ولاية "تينيسي"، حيث نجح أولئك المرشحون عن الحزب الديمقراطي في الفوز بأصوات سكان تلك الولايتين الأمريكيتين.