الوقت- أظهر شريط فيديو نشرته منظمة حقوقية، زيف رواية الجيش الاسرائيلي حول استشهاد شاب فلسطيني، على يد ضابط اسرائيلي، بينما كان يحاول مع مجموعة من الشبان الوصول إلى مدينة القدس، لأداء صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك.
وأقدم العقيد في الشرطة الاسرائیلية، إسرائيل شومير، في مطلع الشهر الحالي، على قتل الشاب محمد علي الكسبة (17 عاما) إثر إلقائه الحجارة على مركبته العسكرية، بالقرب من حاجز قلنديا جنوب رام الله في الضفة الغربية المحتلة، حيث أصيب بثلاث رصاصات في الرأس والكتف والظهر.
وقد شيع مئات المواطنين الجمعة الماضية جثمان الشهيد محمد الكسبة إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بمخيم قلنديا شمال القدس. وانطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي نحو منزل عائلة الشهيد في مخيم قلنديا لإلقاء نظرة الوداع على جثمانه قبل ان ينقل على الاكتاف الى مسجد المخيم الكبير لأداء صلاة الجمعة والجنازة على جثمانه. وجاب المشيعون شوارع المخيم، رافعين العلم الفلسطيني، وصور الشهيد، ورددوا الهتافات الغاضبة والمنددة بالجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال.
وكان الجيش الاسرائيلي قد ادعى أن شومير وجندياً آخر قاما بفتح النيران عندما تم تخريب سيارتهما و "ردا على خطر وشيك". ولكن بحسب شريط الفيديو الذي وزعته منظمة "بيتسيلم الحقوقية" باستخدام لقطات من كاميرا المراقبة التي كانت موجودة في محطة وقود قريبة، يظهر شخص يركض باتجاه مركبة عسكرية ثم يقوم بإلقاء الحجارة عليه، وبعدها تتوقف السيارة ويخرج منها رجلان ويركضان خارج كادر الصورة ليلحقا الشاب الذي ألقى الحجارة.
ونقلت المنظمة عن شهود عيان قولهم إن شومير أطلق النار على الشهيد الكسبة "من مسافة نحو عشرة أمتار" وبعدها غادر الموقع من دون استدعاء المساعدة الطبية للشاب الذي توفي بعدها. وقالت المنظمة في بيان إن "الادعاء أن (الكسبة) شكل خطراً داهماً على الجنود وقت إطلاق النار بعدما هرب من الموقع أمر غير معقول".
من جهتها أعلنت وزيرة العدل أييليت شاكيد دعمها للضابط الذي قتل الشهيد الكسبة. وقالت بأن إلقاء الحجارة الكبيرة على سيارة قائد اللواء كان بمثابة الشروع بالقتل وأكّدت أن الشريط الذي نشرته بتسيلم لوقائع الحادث لا يعرض الصورة الكاملة.
وأدان منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيقولاي ملادينوف، قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي الفتى الفلسطيني محمد كسبة خلال حادث مزعوم للرشق بالحجارة، داعيا إلى "وضع حد فوري للعنف".
يُذكر أن للشهيد شقيقين استشهدا عام 2002 وهما ياسر (14 عاما) وسامر (15 عاما).
ومنذ بداية رمضان في 18 حزيران/يونيو، وقعت عدة هجمات ضد اسرائيليين في الضفة الغربية والقدس، على خلفية منع المصلين للوصول للمسجد الأقصى.
وردت اسرائيل بالغاء تصاريح كانت منحتها لفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة لزيارة اقاربهم في قطاع غزة، وحدت من وصول الفلسطينيين الى المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة.