الوقت- تشهد عواصم العالم التي تضم من مجتمع الشعب اليهودي بين الحين والآخر تظاهرات واحتجاجات على السياسات التعسفية المتبعة من قبل الكيان الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، فقد شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم الثلاثاء احتجاجا نظمه أعضاء من المنظمتين اليهوديتين "كود بينك" و "الصوت اليهودي من أجل السلام"، أمام مركز المؤترات في العاصمة واشنطن والذي ينظم فيه مؤتمر "مسيحيون موحدون من أجل اسرائيل" من كل عام. وخلال التظاهرة حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "فلسطين حرة" وعبارات "أنهوا احتلال فلسطين" و"نتانياهو مجرم حرب". التظاهرة شهدت دقيقة صمت على أرواح الضحايا الفلسطينيين نتيجة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة صيف العام الماضي، والقيت كلمات خلال التظاهرة أكد فيها المتظاهرون على ضرورة رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة ووضع حد لإجرام الآلة الاسرائيلية.
ولا شك أن هذا الإحتجاج الأخير وما قبله يشير بدلالاته إلى عدم رضا الشعب اليهودي عن السياسات المنتهجة من قبل الكيان الاسرائيلي والدول الداعمة له، وفي عرض موجز لبعض هذه الدلالات يمكن الإشارة إلى النقاط التالية:
- من أهم دلالات هذه الإحتجاجات التي ينظمها الشعب اليهودي في أنحاء العالم ضد الكيان الاسرائيلي هي أن الظلم والهمجية التي يمارسها الكيان بحق الفلسطينيين بلغت حدا لا يمكن السكوت عنه، وأن المجتمع الدولي الصامت عن هذه الجرائم لا بد أن يتحرك في هذا الخصوص لوضع حد لهذا التعسف الممارس.
- ان الاعتداءات الاسرائيلية والتي عمل الكيان على مر السنوات على إخفائها عن شعوب العالم الغربي من خلال وسائل اعلامه المنتشرة في كل انحاء العالم والتي كانت تصور ان الكيان الاسرائيلي هو كيان مظلوم وبان اجراءاته بحق الشعب الفلسطيني هي في سبيل الدفاع عن النفس، كل هذه الإدعاءات سقطت وبان الوجه الحقيقي للكيان الإسرائيلي، واليوم يدرك الشعب اليهودي في كل انحاء العالم كما الشعوب الغربية والاوروبية أن لا حقيقة لوجود هذا الكيان على الأراضي الفلسطينية إلا في سياق المخطط الرامي إلى تدمير المنطقة وإضعاف شعوبها ودولها.
- كل ما تقدم ذكره يؤدي إلى ما مفهومه نفور الأغلبية من الشعب اليهودي المنتشر في العالم من سياسة الكيان الاسرائيلي المتبعة ومن سياسات الدول الداعمة لها وبالتالي حقيقة أن هذا الكيان هو كيان فاقد للشرعية والإعتبار بنظر أغلبية الشعب اليهودي فضلا عن غيرهم من شعوب العالم، وعليه فإن المطالب متجهة نحو مزيد من المطالبات بضرورة كف الكيان الاسرائيلي عن اعتداءاته بحق الفلسطينيين أولا، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية قوامها الإعتراف بأن فلسطين هي أرض محتلة ويجب إرجاعها إلى أهلها الفلسطينيين الحقيقيين.
- هذه التظاهرات ايضا تشير إلى أن الشعوب العربية والإسلامية وحركات التحرر والمقاومة في المنطقة وبفضل جهودها وحكمتها في مواجهة الصراع مع الكيان الاسرائيلي تمكنت وبعد مضي السنين من أن توصل كلمتها الحق ورسالتها إلى شعوب العالم أجمع أحقية القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني، وبأن لا مشروعية للكيان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.
لا شك أن الأيام والسنين القادمة ستشهد مزيدا من الإحتجاجات سواء تلك التي ينظمها اليهود أو غيرهم من شعوب العالم الغربي والأوروبي فضلا عن الشعوب الإسلامية والعربية، فسياسات الكيان الإسرائيلي الهمجية لا زالت على حالها وبوتيرة تصاعدية، والشعب الفلسطيني وحركات التحرر والمقاومة أيضا ماضية في الدفاع عن أرضها وكرامتها وعزة شعبها، والدول الداعمة للشعب الفلسطيني المظلوم أيضا لن تتخلى عن دعمها وثباتها في وجه المعتدين والغاصبين للأرض، وعليه فإن رسالة وأحقية الشعب الفلسطيني وقضيته ستصل فيه إلى يوم تصبح عنوانا للصراع بين قوى الحق والباطل في كافة أرجاء العالم.