الوقت - كان اليمنيون اليوم الجمعة على موعد مع مناسبة لها رمزيتها ودلالتها الخاصة في تنمية الوعي الجماهيري بالمخاطر التي تتعرّض لها الأمة الإسلامية ألا وهي ذكرى "الصرخة في وجه المستكبرين" التي أسس لها الشهيد القائد "حسين بدر الدين الحوثي" رحمه الله لمعرفته ما حمله هذا الشعار من قيم وتوجهات عظيمة.
وشاركت الجماهير في مناطق مختلفة ولاسيما محافظات صنعاء والحديدة وصعدة مشاركة واعية وواسعة في مسيرات وفعاليات خطابية وبرامج توعوية وغيرها من الأنشطة الجماهيرية واستنكر المشاركون الصمت الأممي على استمرار جرائم العدوان والحصار للعام الرابع على التوالي، ولقد حضر الوقفة عدد من الشخصيات الاجتماعية والمدنية والتربوية كما تزينت شوارع العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى بلافتات معبرة عن عظمة المناسبة وأهمية الوعي بالمخاطر التي تتعرض لها الأمة الإسلامية ومعرفة ما حمله شعار "الصرخة" من قيم وتوجهات عظيمة، ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات خاصة بالمناسبة، ولافتات الحرية وصور الشهيد القائد "حسين بدرالدين الحوثي" وقائد الثورة السيد "عبدالملك بدرالدين الحوثي"
إن الشعب اليمني يحيي للعام الرابع على التوالي في ظل العدوان والحصار الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين التي أطلقها الشهيد حسين بدر الدين الحوثي في الـ 3 من ذي القعدة 1422 هـ الموافق 17 يناير 2002م، ويرفع الشعار المعروف (الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / النصر للإسلام).
وتكمن أهمية ومفهوم هذا الشعار وهذه "الصرخة" بأنها مثّلت اللبنة الأولى في المشروع العملي نحو مواجهة أمريكا و"إسرائيل" بما تمثلاه من رأس للشر ومواجهتهما تتفق عليها كل الأمة وبالتالي يبرز الشعار كمشروع جامع لا طائفي في مواجهة حالة الصمت التي واكبت التحرك الأمريكي والإسرائيلي، واستنهاضاً للأمة وتصحيح وضعها بالعودة إلى القرآن الكريم والتثقف بثقافته والاهتداء به وهذه الصرخة اعتمدت كشعار لحركة أنصار الله، ولقد أصرّت الحركة عليه رغم الرفض الحكومي آنذاك، والحروب التي استمرت لسنوات حيث أدرك السيد حسين الحوثي (رحمه الله) المؤامرة على الأمة العربية والإسلامية، وخطواتها".
كانت البداية بعد أن قدّم الشهيد القائد عدداً من المحاضرات التي شخّصت واقع الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، والتي أمامها لم يترك طلابه عرضة للإحباط ليقولوا ماذا نعمل، وكل هذه المخاطر محدقة بنا من كل جانب حتى أنها دخلت إلى منازلنا فكل شيء يسبح بحمد أمريكا ويسير وفق ما رسمته أمريكا و"إسرائيل" رضينا أم أبينا، وأمام هذا هل نظل هكذا نستمع لمحاضرات ونتدارس العلم دون مشروع عملي، ماذا نعمل يا سيدي؟
تحدث السيد حسين قائلاً: أمام هذه الأحداث هل نحن مستعدون لنعمل شيئاً؟ إذا قلنا نحن مستعدون أن نعمل شيئاً، فما هو الجواب على من يقول: [ماذا نعمل؟]. أقول لكم أيها الأخوة اصرخوا، وستعرفون أنها صرخة مؤثّرة، وبإذن الله – ستطلقون هذه الصرخة ليس في هذا المكان وحده، بل في أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم – إن شاء الله – في مناطق أخرى.
وفي كلمة له اليوم ذكر السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله أن إحياء المناسبة يهزم العدو نفسياً، ويواجه كل من يحاول تثبيط الأمة لافتاً إلى أن الصرخة مرّغت أنوف المستكبرين في الأرض وأنارت سبل التحرير للمستضعفين، مشيراً إلى الدور الأمريكي في العدوان على اليمن وأكد حفظه الله أن هذه الصرخة موقف فعّال في إفشال الكثير من الخطوات المعادية التي كانت تسعى للسيطرة علينا إعلامياً عبر السيطرة على الإعلاميين وفرض سيطرة شاملة على كل جوانب حياتنا ومسارات أعمالنا وفي نهاية خطابه وجّه حفظه الله الشكر والعرفان لجميع أبطال الجيش واللجان الشعبية الصامدون في الساحل الغربي، وفي كل الجبهات ووجّه حفظه الله شكره للسيد حسن نصر الله لمواقفه الأخوية تجاه أبناء الشعب اليمني.
إن "ذكرى الصرخة تأتي في مرحلة مهمة جداً حيث يواجه الشعب اليمني عدواناً وغطرسة واستكباراً من قبل دول كأمريكا والكيان الإسرائيلي والسعودية وعملائهم"، وهذا ما تؤكده الهجمات البربرية والوحشية التي شنّتها طائرات العدوان السعودي قبل ساعات من انطلاق هذه المناسبة العظيمة على محافظات صعدة وصنعاء وتعز ما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من أبناء الشعب اليمني الأبي.
يذكر أن أبناء الشعب اليمني يحيون أسبوع الصرخة والذكرى السنوية لها، ويقيمون فعاليات عديدة من ندوات ومعارض توظف لتوعية الناس بالهدف من مقاومة الاستكبار العالمي وأهمية الشعار، وضرورة الوقوف ضد كيان الاحتلال الاسرائيلي، وتعزيز الوعي المجتمعي بمخططات وأبعاد العدوان وأطماعه في اليمن وأهمية مواصلة الصمود ورفد الجبهات حتى تحقيق النصر وتطهير البلاد من الغزاة المعتدين، معلنين النفير إلى الجبهات ومواصلة رفدها بالرجال وقوافل المساعدات.
وفي ختام هذه المسيرة أكدت الجماهير الغفيرة بأنهم سيظلون صامدون في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي وأنهم ماضون على نهج الشهيد القائد حسين الحوثي رحمه الله.