الوقت- وصفت مجلة إيكونوميست البریطانية في عددها الأخير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه دكتاتوري يفتقد لشرعية شعبه، ناصحة ولي العهد السعودي بالتحوّل إلى ملك عربي جديد يعامل شعبه كمواطنين لا رعايا قبل أن تعصف به الثورات لأن حكم الاستبداد هشّ وضعيف.
واعتبرت المجلة أن خطوات الإصلاح التي يزعم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تبنيها تتسم بالنزعة الديكتاتورية في الداخل والقرارات المتهورة في الخارج، والغرب ينظر له كفتى طائش ومتهور.
وتابعت المجلة إن الغربيين على تنوع طوائفهم وألوانهم لا يحبون النظام السعودي، فهم يشعرون بالخوف من قوانين الشريعة ومعاملة المرأة والنسخة الوهابية التي غذّت الجماعات الجهادية ومنها تنظيم الدولة. ويفضل رجال الأعمال الغربيين العمل في دبي على الرياض، وينظر العرب بسخرية للسعوديين على أنهم أثرياء، كسالى ومتعجرفون. ومع كل هذا فالعالم يهمّه مصير السعودية لأنها أكبر مصدر للنفط وفيها مكة والمدينة مركزا القداسة لدى المسلمين وهي مهمة لمنطقة الخليج الفارسي والعالم الإسلامي.
وأكدت المجلة أن فشل إصلاحات ابن سلمان سيجلب الاضطرابات إلى منطقة الخليج التي تجنبت ثورات "الربيع العربي" عام 2011، إلا أن المثير للخوف هو حجم التحديات الكبيرة التي تواجه السعودية والتي تعتمد مواردها بنسبة 80% على سوق النفط المتقلب، وحتى في ظل زيادة أسعار النفط الخام فالسعودية ستواجه عجزاً في الميزانية.
وأكدت المجلة أن الدول الأوروبية تنظر إلى ابن سلمان كمتهور وطائش فحربه في اليمن التي تتركز اليوم حول ميناء الحديدة، جلبت المرض والجوع لليمنيين والصواريخ الباليستية للمدن السعودية والإحراج للدول الغربية التي توفر له الدعم العسكري والمساعدات الأخرى. وفي العام الماضي لطّخت السعودية نفسها عندما احتجزت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ولم تفرج عنه إلا بعد ضغوط دولية.
وقادت مع حليفتها الرئيسية الإمارات الجهود لعزل دولة قطر جواً وبراَ وبحراً، ويخطط السعوديون لتحويل قطر إلى جزيرة من خلال حفر قناة بحرية، وقامت الدولتان بهذه الطريقة بتمزيق لحمة مجلس التعاون الخليجي، الذي يعدّ نادي الملكيات النفطية الخليجية، وفي داخل السعودية “طور الأمير محمد ذائقة للقمع″، فقد زادت حالات الإعدام وتم اعتقال عدد كبير من المعارضين ومن بينهم نساء طالبن برفع الحظر عن قيادة السيارات “وعلى ما يبدو يجب أن يكون كل شيء هدية من آل سعود: الذين يحمل البلد اسمهم، ويتحكمون بالنفط والآن حق سياقة السيارات”.
وأضافت مجلة ايكونوميست يخوض السعوديون والإماراتيون الثورة المضادة ضد "الربيع العربي" وآمال الديمقراطية، وللأسف فقد منحتهم واشنطن صكّاً أبيض لعمل ما يريدون، وتضيف المجلة إن جهود ولي العهد لتقوية ودفع القطاع الخاص تظل وبشكل غريب مركزية وحتى عملية الترويج للترفيه تدار من قبل الحكومة، كما أن تركيزه على المشاريع العملاقة “غيغا” خاصة الخطط لبناء مدينة المستقبل شمال- غرب البلاد التي تتمتع بقوانين خاصة تبدو في خطر عظيم “ميغا”، خاصة أن الخطط السابقة لتقليد دبي التي تعد مركز التجارة والسياحة في الإمارات لم تثمر إلا الخيبة، والدليل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية الخاوية الآن.
وتقول المجلة إن على الأمير بدلاً من بناء مدينة الحلم أن يقوم بجعل السعودية مثل دبي تقريباً – مفتوحة على العالم وصديقة لرجال الأعمال وتدار بفعالية وليبرالية من الناحية الاجتماعية ومتسامحة دينياً وفوق كل هذا تدار عبر قوانين واضحة، حيث كان قراره سجن مئات من رجال الأعمال والأمراء بطريقة تعسفية في سجن ذهبي العام الماضي مخيفاً للمستثمرين.