الوقت - نساء فلسطين لسن كسائر نساء العالم، فالكثير من هذه النسوة شهدت إما إستشهاد زوجهن او أبنائهن أو أحد من اقرب الناس الیهن، خلال ما يقارب السبعين عاما مضت علی إحتلال الأراضي الفلسطينية علی يد الکيان الإسرائيلي. المرأة الفلسطينية تضطر للعمل لتوفير لقمة العيش عندما يستشهد زوجها أم يعتقل في سجون الإحتلال دون أن تكون هنالك منظمات تعينها علی ذلك، وما توفر لها من معونة من المنظمات الدولية او الفلسطينية في مثل هذه الظروف فهو لا يكفي لسد ابسط حاجاتها.
وهنالك من النساء ما اطلق علیهن لقب «خنساء فلسطين»، أم نضال فرحات او «مريم محمد يوسف محيسن» التي قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء لفلسطين هي إحدى هذه النساء التي لقبها الشعب الفلسطيني بـ «خنساء فلسطين» وهنالك الكثير من هذه النساء التي قدمت أحبائها في هذا الطريق. ونظرا لدور المرأة الفلسطينية المناضلة للدفاع عن القضية الفلسطينية اجرى موقع «الوقت» حوارا مع زوجة الأسير الشیخ خضر عدنان المعتقل في سجون الکيان الإسرائيلي والذي أنهی اضرابه عن الطعام للتو بعد 55 يوما. حيث اكدت زوجة الاسير الشیخ خضر عدنان خلال هذا الحوار أن الشعب الفلسطيني يستمر بنضاله بالرغم من الضغوطات التي يواجهها من السلطة والكيان الإسرائيلي. كما اشارت الی أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه القبول بأي دولة يعيش فيها الی جانب المحتلين الإسرائيليين. وفي هذا السياق أكدت زوجة الاسير الشیخ خضر عدنان أن ارادة زوجها هي التي هزمت الإحتلال وأجبرته علی الموافقة لاطلاق سراحه.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه موقع الوقت مع أم عبدالرحمن زوجة الاسير الفلسطيني الشيخ خضر عدنان:
الوقت: متی سوف يتم اطلاق سراح الشيخ خضر عدنان وكيف هي الاجواء في فلسطين للمشاركة بفعالیات يوم القدس العالمي؟
زوجة الشيخ خضر عدنان: سوف يتم اطلاق سراح الشيخ يوم الاحد القادم (12/7) وهو لحد الآن في المستشفی وتعرض الی وعكة صحية شديدة داخل المستشفی ومازال لحد الآن في وضع صحي حرج. حیث تضامنت الجالیات الفلسطینیة والعربیة مع الشيخ خضر عدنان وكان التضامن أشد من المرة الاولی. وحول يوم القدس هنالك استعدادات مختلفة في العديد من المناطق لكن نحن في الضفة وبسبب المشاكل التي أوجدها لنا الإحتلال الإسرائيلي فنجد صعوبة بالغة للمشاركة بفعالیات هذا الیوم، لكن رغم هذه القضايا نسعی للمشاركة بكثافة، ولكن الفلسطينيون في سائر نقاط فلسطين التي لم تخضع للإحتلال خاصة في غزة يتهيئون للمشاركة بأوسع شكل ممكن، للتاكيد علی أهمية يوم القدس العالمي لإنقاذ مدينة القدس من الاحتلال الإسرائيلي وتهويد هذه المدينة.
الوقت: كيف يستمر الشعب الفلسطيني بمشروع المقاومة؟
زوجة الاسير الشيخ خضر عدنان: هنا في فلسطين الجميع يحاول المقاومة سواء الذين هم في السجون والذين هم خارج السجون، وليست المقاومة كلها حمل السلاح ضد الإحتلال، صبرنا علی المعاناة وتربية الاجيال في أشد الظروف صعوبة هو نوع من المقاومة التي تقوم بها نساء المعتقلين في السجون الإسرائيلية. الیوم الشعب الفلسطيني وصل الی قناعة تامة أنه ليس ممكنا العيش مع الاحتلال ولاسبیل إلا المقاومة.
الوقت: ما هو موقف الشعب الفلسطيني من الذين يدعون الی وقف المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي؟
زوجة الشيخ خضر عدنان: بعض الجهات الفلسطينية وكذلك الكيان الإسرائيلي تحاول اقناع الشعب الفلسطيني أنه يمكن أن يعيش الی جنب المحتلين الإسرائيليين، لكن شعبنا رغم جميع هذه المؤامرات والضغوطات التي تمارس علیه لإجباره علی قبول مثل هذا الخيار، يرفض مثل هذه القضايا ويصر علی تحقيق حريته وتحرير ارضه بشكل كامل.
الوقت: كيف يتعامل الكيان الإسرائيلي مع الفلسطينيين فيما يخص المسجد الأقصى المبارك؟
زوجة الأسير الشيخ خضر عدنان: الاحتلال الإسرائيلي يمنع المئات من الآلاف من سكان القدس والضفة الغربية من الوصول الی المسجد الاقصی المبارك لأداء صلاة الجمعة والتعبد في هذا المكان المقدس، لكن الفلسطينيين وبمجرد دخول المسجد الاقصی أو الاقتراب منه يشعرون أنهم يستمدون القوة وكسب الإرادة والعزم لسنوات طويلة ومن حقنا أن ندافع عن القدس لأن القدس لنا وهي ليست لأي شخص آخر ولا احد يشاركنا فيها، القدس لنا نحن الفلسطينيين وليست للإحتلال.
الوقت: ما هي معاناة الشعب الفلسطيني في شهر رمضان المبارك وكيف تقاومون هذه المعاناة؟
زوجة الشيخ خضر عدنان: اضافة الی الصعوبات الإقتصادية يعاني الفلسطينيون من إعتقال أبنائهم ليس فقط من قبل الكيان الإسرائيلي بل حتی من قبل السلطة الفلسطينية لكل فرد يقاوم ويرفض الاحتلال، وبالرغم من أن الكثير من الناس محرومون من آبائهم الذين استشهدوا أم متواجدين في سجون الإحتلال، تمارس علینا هذه الضغوطات من قبل السلطة، لكن رغم جميع هذه المشاکل يبقی إعتقادنا بنصر الله سبحانه وتعالی قويا وأن هذا كله يؤدي الی كسب الأجر والثواب من قبل رب العالمين.