الوقت- أكدت صحيفة "تاكس شبيغل" الألمانية أن الكيان الإسرائيلي مقبل على مرحلة حرجة وخطيرة جداً، بالتزامن مع قرار الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والمتوقّع تنفيذه خلال شهر أيار الحالي، والذي سيشكل إضافة جديدة إلى قائمة المخاطر التي تلاحق قادة هذه الكيان.
وأشارت الصحيفة الألمانية، في مقالها إلى أن الكيان الإسرائيلي سيواجه كثيراً من المشكلات والأخطار خلال الأيام المقبلة بالتزامن مع احتفال إسرائيل بعيد تأسيسها السبعين والذي تسعى القيادة في تل أبيب من خلاله إلى إرسال رسائل قوة لجيرانها في المنطقة، وأشارت الصحيفة الألمانية في المقال الذي حمل عنوان " إسرائيل تمرّ هذه الأيام بظروف حرجة للغاية" إلى أن التطورات التي قد تحدث في الأيام المقبلة بعد نقل السفارة الأمريكية إلى إسرائيل قد تلبك قادة الاحتلال، فرغم رسائل القوة التي تسعى تل أبيب إرسالها الى جيرانها، إلا أنه يبدو أن "إسرائيل" متوترة للغاية وتشعر بالقلق في هذه الأيام وتخشى كثيراً من الأيام القادمة، ومن المحتمل أن تكون هناك عواصف عديدة في المنطقة ستصيب "إسرائيل" بلا شك، فهناك الكثير من الأمور المثيرة للجدل قد تهدد باندلاع العنف ضد هذا الكيان، وعليه فإن الشهر القادم سيكون شهراً قابلاً للانفجار بشدة ويعتبره البعض من الأشهر الحاسمة جداً.
وبعبارات بسيطة يمكن القول إن الخوف من الحرب يتزايد يوماً بعد يوم داخل المجتمع الإسرائيلي، فهناك العديد من سيناريوهات المواجهة تلعب إيران دوراً مركزياً ومهماً فيها، ومن بين إحدى القضايا ذات الأهمية الخاصة قضية الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 بين مجموعة الـ5+1 وإيران، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هل سيلتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذا الاتفاق أم سيقوم بإعادة العقوبات ضد طهران؟ وعلى كل حال فإنه حتى يوم 12 مايو الحالي، يجب على ترامب وإدارته اتخاذ قرار بهذا الاتفاق الذي وصفه ترامب في أكثر من مناسبة بأنه أسوأ صفقة في التاريخ.
فالكثير من المراقبين يعتقدون أن واشنطن ستنسحب من هذا الاتفاق، وإيران هددت أكثر من مرة بإعادة استئناف برنامجها النووي على نطاق واسع إذا انسحبت أمريكا منه، وهذا ما تعتبره "إسرائيل" تهديداً حقيقياً لوجودها، باعتبار أن القيادة الإيرانية لم توفّر أي شكل للتهديد بإبادة الكيان الإسرائيلي، تهديدات تأخذها القيادة العسكرية والسياسية في تل أبيب على محمل الجد.
وترى صحيفة "تاكس شبيغل" أن احتمال اندلاع صراع عسكري كبير بين إيران والكيان الإسرائيلي خلال المرحلة المقبلة أمر مستعبد، ولكن الحرب بالوكالة المندلعة بين الطرفين في سوريا ستستمر خاصة أن إيران تواصل تعزيز نفوذها في الأراضي السورية.
ويتابع كاتب المقال استعراض التهديدات الجدية التي تواجه الكيان الإسرائيلي ويضف يوجد مشكلة لا تقل أهمية تواجه القادة في تل أبيب، وهي مشكلة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والمتوقع أن تتم خلال الـ14 من الشهر الحالي بحضور أمريكي على أعلى المستويات ومن المحتمل أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصياً بافتتاح هذه السفارة.
ورغم أن قادة الكيان الإسرائيلي يعتبرون هذا اليوم يوماً تاريخياً لكيانهم كون أمريكا التي تعدّ قوة عالمية كبرى اعترفت رسمياً باحتلالهم للقدس وجعلها عاصمة ليكانهم، إلى أن الاضطرابات والتهديدات سوف تكون بانتظار إسرائيل بعد هذا اليوم، وتوقعت الصحيفة تفجر موجة غضب أكثر حدة في العالمين العربي والإسلامي.
وترى الصحيفة في مقالها أن الفلسطينيين لن يسمحوا للحدث أن يمر مرور الكرام، ويعتبرون أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الإسرائيلي يشكل إهانة كبيرة لهم ولحلم الدولة، وحتى الفلسطينيين الأكثر تقبلاً للسلام مع إسرائيل يرون في القدس الشرقية عاصمة لهم، ما يساعد في فتح جراح النكبة الفلسطينية عام 1948 (يوم تأسيسي الكيان الإسرائيلي ) وأوجاعها من جديد، لذلك فإن هذا التاريخ يعد شديد الأهمية والحساسية لجميع الفلسطينيين على اختلاف انتمائهم السياسة، وعليه فإن الأوضاع في المنطقة مرشّحة لمزيد من التصعيد والتفجر.
ولفتت الصحيفة الألمانية إلى أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أعلن العام الماضي في ذكرى إحياء النكبة عزمه العودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، متوقعة أن تكون الأيام القادمة قاسية وخطيرة على الكيان الإسرائيلي.
واعترف ترامب نهاية العام الماضي (الـ6 ديسمبر/كانون الأول) بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي وأوعز إلى وزارة الخارجية البدء بالعمل على نقل السفارة الأمريكية إليها، في خطوة مخالفة لجميع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالصفة القانونية للقدس، وتسبب قرار الرئيس الأمريكي بموجة غضب في العالمين العربي والإسلامي، ولاسيما في الأراضي الفلسطينية، حيث أعلن رئيس فلسطين محمود عباس، أن أمريكا أنهت بقرارها لعب دور الوسيط في مفاوضات السلام، كما لقيت هذه الخطوة رفض معظم الدول الغربية.
ومنذ 30 آذار/ مارس الماضي، بدأ الفلسطينيون في قطاع غزة حركة احتجاجية أطلق عليها "مسيرات العودة" بالتزامن مع ذكرى "يوم الأرض"، أدت إلى سقوط 45 شهيداً فلسطينياً في حين أصيب نحو 5 آلاف بجروح متفاوتة، وستكون ذروة هذه المسيرات في ذكرى النكبة في 15 أيار/ مايو؛ للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.