الوقت- لا أحد يستطيع أن ينكر "إنجازات" السعودية خاصة خلال الثلاث السنوات الأخيرة بعد استلام محمد بن سلمان ولياً للعهد، الذي قام بإنجازات على كل المستويات الداخلية والإقليمية والدولية.
فعلى المستوى الداخلي:
نجح ابن سلمان بإبعاد ولي العهد محمد بن نايف وحلّ مكانه، وإبعاد متعب بن عبد الله ومعظم الأمراء المناوئين له وأصبح الحاكم المطلق بعد أن أخذ معظم صلاحيات والده الملك سلمان، وأحدث تعديلات جذرية في صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأحدث صالات سينما ومسارح وسمح للمرأة بدخول الملاعب، ومحاسبة "الفساد" وتبذير الأموال ووضع خطة رؤية2030، وحدد راتب الملك الشهري بحدود 800 مليون دولار تقريباً.
وعلى المستوى العربي والإقليمي:
1- شنّ حرباً لتدمير اليمن أعادته 100 سنة للوراء وقد نجح تحالفه "العربي" في استمرار الحرب المجنونة على أفقر بلد عربي، كما نجح في إبراز العلاقة "التاريخية مع التاريخية" وتمريرها من تحت الطاولة لمرحلة التنسيق مع "إسرائيل" للتهيئة لصفقة القرن فيما يخصّ قضية فلسطين والاعتراف بحق الصهاينة في فلسطين مطالباً الفلسطينيين بتقبّل الأمر الواقع أو فليخرسوا، لأن العدو الأساسي ليس "اليهود الصهاينة" بل "إيران ومحور المقاومة"!
2- ونجح ابن سلمان في جرّ دولٍ عربية كبرى لتكون تابعة في سياساتها لسياسية السعودية كمصر والمغرب والسودان وغيرهم، والهدف معاداة إيران لدرجة قطع العلاقات معها، لأنه يرى أن إيران "تتدخل بهدف عدم الاستقرار في المنطقة "ونجح في جعل الجامعة العربية تدور في فلك مجلس التعاون الخليجي وتصبح بنظرهم المقاومة ضد "إسرائيل" عملاً إرهابياً يجب محاربته.
3- ونجح بتحويل الصراع العربي نحو "إسرائيل" إلى صراع مع "دولة جارة" هي إيران.
أما على المستوى الدولي فكان "النجاح أخطر" إذ تمكّن ابن سلمان من "إنجاز الكثير" نذكر منها:
1- جمع 55 زعيماً عربياً وإسلامياً في أيار2017 مع ترامب واتفقوا على اعتبار أن الجهود يجب أن تنصبّ في مواجهة إيران، بالإضافة إلى اعتبار حزب الله جماعة "إرهابية" وحركة حماس وكل مقاومة تقف في وجه "إسرائيل".
2- نجح ابن سلمان في التملّص (مؤقتاً) من تهمة الإرهاب الموجهة للسعودية من خلال إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب في الرياض بحضور ترامب و55 زعيم دولة في أيار2017
3- نجح ابن سلمان في نفي التهمة الموجهة لبلاده بأنها تتبنى الفكر الوهابي الظلامي، وكان التمويل "للجهاديين" لتنفيذ أوامر أمريكية وبالتنسيق مع الغرب لإخراج السوفييت من أفغانستان والكلام ينطبق على دعم الجماعات المسلّحة في سورية والعراق وغير منطقة من خلال المؤسسات الدينية في بقاع شتى من العالم.
4- نجح ابن سلمان في الهيمنة على مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والتي باتت قراراتها في آخر 7 قمم عربية تصبّ في خدمة الكيان الصهيوني ودعم ما سمي بـ "الربيع العربي" والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وهذا ما يتنافى مع ميثاق جامعة الدول العربية.
5- نجح ابن سلمان في الاعتراف بحق اليهود الصهاينة في فلسطين مطالباً الفلسطينيين بقبول الأمر الواقع "صفقة القرن" أو فليخرسوا كما ذكر في لقاءاته مع وسائل إعلام مقربّة من "الصهيونية".
نجاحات كثيرة لم تظهر نتائجها بعد، فقد قام بـ 3 زيارات دامت نحو شهر إلى أمريكا وانكلترا وفرنسا أنفق خلالها مئات المليارات مقابل تجميد أو إلغاء أو انسحاب أو تعديل الملف النووي الإيراني، والسؤال هل سنرى خادم الحرمين الجديد (بنس) يمهّد لحروب جديدة وقودها العرب والمسلمون بمالهم وأرضهم ودمائهم ...نتمنى ألّا يستمر "النجاح" لأنهم سيندمون حيث لن ينفع الندم.
بقلم الباحث في الشأن السياسي طالب زيفا
من المفيد ذكره أن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي "الوقت" وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً.