الوقت-"شخصية لا يمكن التنبؤ بقراراتها ولا يمكن لأحد أن يثق بأفعالها وسياساتها"، عبارةٌ قالها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ربما تصف الطريقة المثلى التي يُفكر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خصوصاً بعد التعديلات الوزارية والاستخباراتية الأخيرة التي كان أحدها مساء يوم 31 أذار/ مارس، فبينما كان وزير الخارجية الأمريكي ريكس ترلسون يقوم بجولةٍ إفريقية؛ أتى قرار إقالته من على تويتر بتغريدةٍ أطلقها ترامب، ليُعيّن محلّه مدير وكالة الاستخبارات (CIA) مايك بومبيو، و"جينا هاسبل" مديرةً للـ (CIA)، فمن هي هاسبل ومن هو بومبيو؟.
مايك بومبيو
مايك بومبيو؛ أو الصقر الموالي لترامب، شغل منصب مدير CIA منذ 23 من كانون الأول/ يناير عام 2017، وكان عضواً في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، ولعب دوراً كبيراً في لجنة التحقيق في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي سنة 2012، حيث أصدر تقريراً اتهم فيه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بالتضليل المتعمد للأمريكيين حول طبيعة الهجوم للمساعدة على إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما.
أما سيرة الرجل الذاتية البالغ 55 عاماً فتعود إلى العام 1986، بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية، حيث عمل ضابطاً في الجيش الأمريكي، كما درس في جامعة هارفارد بعد تقاعده من الجيش، انتخب أول مرة عضواً في مجلس النواب عام 2010، عن دائرة ويشيتا في ولاية كنساس، ومعروف عنه انتماؤه للجيل الأول من تيار حزب الشاي داخل الحزب الجمهوري، وعمل محامياً في العاصمة الأمريكية واشنطن، وأسس شركة للطيران وترأس شركة أخرى لتصنيع معدات حقول النفط.
وبومبيو معروف بمعارضته الشديدة للاتفاق النووي مع إيران، وقد وصفها سابقاً بأنها "أكبر داعم للإرهاب في العالم"، أما عن موقفه من كوريا الشمالية، يرى بومبيو أن واشنطن لا يجب أن تقدم أي تنازلات لبيونغ يانغ خلال لقاء الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وأن كوريا الشمالية يجب أن تتحاور بشأن نزع سلاحها النووي.
الوزير الأمريكي الجديد متهم أيضاً بتشجيع الإسلاموفوبيا (معاداة المسلمين) وذلك من خلال تصريحاته بعد هجمات ماراثون بوسطن عام 2013، قال حينها: "عندما تكون أغلب الهجمات الإرهابية المدمرة التي تعرّضت لها أمريكا في الـ20 عاماً الأخيرة من أناس يعتنقون ديناً معيناً، وقاموا بالهجمات باسم ذلك الدين، فإن هناك التزاماً خاصاً يقع على عاتق الزعماء الروحيين لذلك الدين، وبدلاً من أن يردوا على تلك الأفعال التزموا الصمت، وإن إعراض تلك الجماعات الدينية عن أي ردة فعل في أنحاء أمريكا يجعلهم متواطئين ضمناً مع ما جرى".
جينا هاسبل
ارتبط اسم هاسبل بالسجون السرية التي أدارتها الوكالة في مختلف أنحاء العالم وتعرض فيها المعتقلون بشبهة الإرهاب لعمليات تعذيب منظّمة، وأُطلق على هذه السجون السرية اسم "الحفر السوداء"، ويتهمها الكثير بالمسؤولية عن إدارة برنامج الاستجواب "المكثف" للمتهمين بالإرهاب وهو ما يرقى إلى درجة التعذيب حسب تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي.
جينا هاسبل المولودة في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 1956، انضمت إلى وكالة المخابرات المركزية عام 1985م، واُختيرت في فبراير عام 2017 كنائبة مدير وكالة الاستخبارات المركزية من قبل الرئيس دونالد ترامب.
وكانت هاسبل نائب مدير الخدمة السرية الوطنية، والخدمة السرية الوطنية للاستخبارات الأجنبية والعمل السري، وأدارت "عين القطة" وهو السجن السري في تايلاند، كما ورد اسمها في البرقية التي أصدرتها وكالة الـ (CIA) وطلبت فيها إتلاف التسجيلات المصورة لعمليات الاستجواب التي جرت في تايلند.
ويُعتقد أنّ هاسبل أول امرأة تشغل منصب ضابط في وكالة الاستخبارات المركزية، كما حازت هاسبل على جائزة التميز في مكافحة الإرهاب من قبل الرئيس جورج دبليو بوش، وجائزة دونوفان وهي عبارة عن ميدالية الاستحقاق في الاستخبارات وجائزة الرتبة الرئاسية.
مستقبل مجهول
مراقبون رأوا أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنذ وصوله إلى سُدّة الرئاسة سعى وبشكلٍ حثيث إلى استقدام الوجوه التي تتناسب مع توجهاته من الراديكاليين المتشددين، وأشار خبراء إلى أنّ قرارات ترامب الجديدة تتجه بالحكومة الأمريكية نحو المزيد من التطرف والراديكالية، الأمر الذي يجعل التعامل معها أمراً صعباً للغاية.
وبخصوص الاتفاق النووي يؤكد المراقبون على أنّ مستقبل ذلك الاتفاق في ضوء التغييرات الجديد في حكومة ترامب يتبلور في وجهتي نظر، تقوم الأولى على أنّه بإمكان أمريكا الحصول على مزيد من الامتيازات من إيران، ويُمثل هذا التوجه كلّاً من الرئيس ترامب ووزير الخارجية الجديد بومبيو، أما وجهة النظر الأخرى فتقوم على أنّه من غير المعروف هل ستتمكن أمريكا من أخذ المزيد من الميّزات؟، وهل الميّزات الحاليّة من الممكن أن تكون في خطر إذا مورست ضغوطات أكثر على طهران؟، هذا من وجهة نظر وزير الخارجية الأسبق تيرلسون.
تجدر الإشارة إلى أنّ قرار إقالة تريلسون وبحسب ترامب يعود لاختلافهما بشأن الاتفاق النووي مع إيران، ومن جهةٍ أخرى أكد مسؤول في البيت الأبيض على أنّ القرارات الجديدة لترامب تعود لرغبة الأخير بتشكيل فريق جديد قُبيل المحادثات مع كوريا الشمالية، بالإضافة لخوض المفاوضات التجارية المتعددة، كما أنّ ترشيحات ترامب الجديدة لمنصبي وزير الخارجية ومديرة سي أي أيه ستبقى مُعطلة حتى مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي عليها.