الوقت- بعد زوبعة القتل التي عصفت بأمريكا الأسبوع الفائت والتي خلفت 17 قتيلا في مدرسة ثانوية بولاية فلوريدا الأمريكية، قالت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية إن تعداد مبيع الأسلحة الأمريكية ازداد بشكل مضاعف منذ العام 2010 حتى 2016.
وتأتي هذه الإحصائيات بعد فوضى السلاح التي عمت أرجاء أمريكا، حيث ذكرت القناة الأمريكية أن تعداد الأسلحة المصنعة ازداد بشكل مضاعف، فمن 5.4 قطع أسلحة في العام 2010 إلى 11.4 مليون قطعة في 2016 وهذا ما ينذر بفوضى عارمة اجتاحت أمريكا بحسب الإحصائيات المذكورة.
فوضى السلاح
يعد هجوم المدرسة الذي جرى الأسبوع الفائت الأسوأ والأكثر دموية بعد حادث مماثل في مدرسة في عام 2012.
وعلى ضوء المجزرة الدموية وتنديدا لها خرجت احتجاجات في المدن الأمريكية يوم السبت، اعتراضا على عدم التحرك لمواجهة أزمة الأسلحة. وردد المحتجون شعارات ضد ترامب وأعضاء الكونغرس الأمريكي وقالوا "ما حدث عار عليكم" في خطوة منهم لإيقاف قرارات الحكومة الامريكية التي سمحت بحمل وتجارة السلاح.
وكان ترامب قد تعهد العام الماضي بعدم تقييد حق المواطنين في حمل أسلحة نارية "أبدا"، وهي القضية التي تثير نزاعا وجدلا ممتدا في الولايات المتحدة، فمنهم من يؤيد حمل السلاح والبعض الآخر يطالب بالحد من اقتناء الأسلحة تحت أي عنوان كان.
وفي أول تعليق له على المذبحة الأخيرة، اتهم الرئيس الجمهوري معارضيه الديمقراطيين بعدم تمرير تشريع للسيطرة على حمل السلاح عندما كانوا يسيطرون على الكونغرس إبان حكم الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.
وفي سياق متصل أعلن الطلاب الناجون من الهجوم عبر شبكة تليفزيون أمريكية، صباح الأحد عن تنظيم مسيرة ستكون من أجل حملة "أرواحنا".
ويخططون لأن تكون المسيرة في واشنطن، يوم 24 مارس/ آذار المقبل، للمطالبة بأن يكون الأطفال وعائلاتهم "على رأس أولويات" المشرعين الأمريكيين. ويريدون تنظيم احتجاجات مشابهة في مدن أخرى في اليوم نفسه.
وفي ذات السياق قال كاميرون كاسكي، أحد الناجين من الهجوم إنه "في الوقت الذي نفقد أرواحنا، نجد المسؤولين يلهون حولنا".
وكانت هناك حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لحشد المؤيدين للمشاركة في الاحتجاجات في أعقاب هجوم المدرسة.
ونظم الطلاب وعائلاتهم مسيرة مشحونة عاطفيا شارك فيها سياسيون، يوم السبت، في فورت لودرديل بالقرب من باركلاند، مقر المدرسة التي وقعت فيها المذبحة.
الشعب الأمريكي يدين ترامب
كما هاجمت إحدى الطالبات ترامب والسياسيين الآخرين لقبولهم تبرعات وأموال من لوبي تجارة الأسلحة القوي والمعروف باسم رابطة الأسلحة الوطنية (NRA).
وقالت الطالبة إيما غونزاليز، 18 عاما، أمام المشاركين "لقد حصل الرئيس على 30 مليون دولار"، في إشارة إلى التبرعات التي حصل عليها ترامب من رابطة الأسلحة إبان حملته الانتخابية الرئاسية ووجهت حديثها لجميع السياسيين الذين يحصلون على تبرعات شركات الأسلحة وقالت لهم "هذا عار عليكم".
وبحسب مركز الاستجابة السياسية، والمتخصص في أبحاث متعلقة بتأثير اللوبيات وجماعات الضغط على السياسة والانتخابات الأمريكية، فقد أنفقت رابطة الأسلحة الوطنية 11.4 مليون دولار لدعم حملة ترامب الرئاسية 2016، بينما تبرعت بحوالي 19.7 مليون دولار لمنافسته هيلاري كلينتون.
تجدر الإشارة إلى أن أمريكا سلحت العديد من التنظيمات الإرهابية في سوريا وكانت الداعمة الرئيسة لما تسميه بالمعارضة المعتدلة حسب قولها مع أنها ارتدت ثوب الإرهاب ومارست شتى أنواعه. ولا يخفى عن العالم أجمع ما فعله السلاح الامريكي من قتل للأبرياء حول العالم ولكن هذه المرة ازدادت الأمور سوءا ليدق ناقوس الخطر عنق الأمريكيين الذين ضاقوا ذرعا بالسياسة الهوجاء التي تعتمدها حكومتهم فيما يخص موضوع الأسلحة..فإلى أين ستؤول الأمور يا ترى؟!!
وأخيرا يجدر القول إن أمريكا غرقت وما زالت تغرق في بحر الدم والمجزرة تلو الاخرى والآتي أعظم.. فالسحر انقلب على الساحر في ظل غضب الشعب الأمريكي الكبير الذي لم يعد يحتمل تجارة حكومته على حسابه. وهذا ما بدا واضحا على ترامب الذي لم يعط أهمية للمجزرة التي قتل ضحيتها 17 طالبا، بل على العكس تماما ازدادت مبيعات الشركات المنتجة للسلاح.. وعلى حساب من؟؟ الطلاب والشعب الذي لم يكترث ترامب وأمثاله له. بل تقاضى ثمنه عبر الصفقات التي مررت من تحت الطاولة، لتكون هذه اللعبة فصلا آخر من فصول فساد ترامب وحكومته.. فهل سيدفع الشعب الأمريكي الثمن؟