الوقت- بعد مرور سبع سنوات على الأزمة السورية، باتت تتوضح أهمية المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة على أراضيها، والتي حوّلتها إلى قواعد عسكرية تحت ذريعة حماية الأكراد. ويبدو أنها مليئة بمخزون من النفط والغاز.
وفي البحر الأبيض المتوسط أيضا، يبدو أن مياه البحر تخبّئ ثروات طبيعية هائلة، ولذلك سعى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تلرسون إلى الضغط على لبنان خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، وعمل على توجيه الدولة اللبنانية ضد حزب الله، وإقناعها بالتنازل عن جزء من حدودها البرية لصالح كيان الاحتلال، كي يتسنّى للكيان الغاصب التنعم بخيراتها من نفط وغاز.
وقبل سوريا كانت الولايات المتحدة قد أحدثت قواعد في البحرين، قطر، الكويت والسعودية بغية تأمين مصادر طاقة لنفسها وحماية لكيان الاحتلال، وبعد احتلال العراق أيضا أنشأت قواعد لها فيه، فباتت في الواقع تسيطر على نفط المناطق الخليجية.
النفط الصخري
وبعد اكتشاف النفط الصخري، ظن الكثيرون أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى نفط الشرق الأوسط، ورأى محللون حينها أن ذلك كان سببا في تغيير الوجهة الأمريكية نحو شرق آسيا. لكن ورغم تركيزها على المنطقة الشرقية، لم تترك الشرق الأوسط بل وتسعى إلى تمكين نفسها أكثر وأكثر على أطراف البحر الأبيض المتوسّط.
السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تعمل الولايات المتحدة للسيطرة على خيرات الأبيض المتوسّط رغم الإمكانات والخيرات التي تملكها؟
بالنظر إلى وثائق الأمن القومي الأمريكي وما تحويه من تهديدات تواجه البلاد، يمكن الإجابة على هذا السؤال.
من الواضح أن هذه الوثائق تكشف، أن الولايات المتحدة ترى من الصين واحدة من البلدان التي تشكل تهديدا رئيسيا لها ويجب السيطرة عليها.
باختصار شديد، نرى أن الصين حاليا باتت على مستوى اقتصادي مرتفع وتشكل منافسا للولايات المتحدة، الأمر الذي جعلها تتّخذ خطوات نحو تنميتها العسكرية.
ومن الطبيعي أن السياسة التي تتبعها الصين اليوم جعلت منها لاعبا عالميا أساسيا، مما يهدد نفوذ أمريكا الإحتكاري في العالم، وأمنها القومي.
وفي الوقت الذي وصلت فيه الولايات المتحدة إلى الإكتفاء الذاتي، في مجال النفط، وصارت على حافة تصديره إلى الخارج، ترى أن الصين عالميا هي المستورد الأول له، ومعظم وارداتها من منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي إن إحدى الطرق للسيطرة على الصين هي السيطرة على مصادر الطاقة. من هنا يتّضح السبب وراء تعطّش الولايات المتحدة لمنابع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة تدرك خطر الصين جيّدا، ومنذ أيام قليلة كتبت وول ستريت جورنال أن البنتاغون يدرس خطط عديدة تهدف إلى لجم الصين، منها نشر وحدات بحرية في شرق آسيا.
وفى الوقت نفسه، كتبت صحيفة الغارديان يوم الجمعة أن الاميرال هاري هاريس، الذي تم تعيينه سفيرا جديدا لدى استراليا، أبلغ الكونغرس بأن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة للحرب مع الصين.
وقال هاريس في انتقاد حاد لقوة الصين المتنامية في شرق اسيا "إن نوايا بكين للسيطرة على بحر الصين الجنوبي واضحة جدا وإن قواتها العسكرية ستصبح قريبا منافسا للقوة الأمريكية في جميع المناطق تقريبا".
ومن هنا، يتأكد كلام الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الذي بات على قناعة بأن المنطقة برمتها دخلت على ما يبدو معركة النفط والغاز.
حيث أكد السيد نصر الله أن تقارير عديدة أعلنت أن ما في سوريا من ثروة نفطية امر هائل وكبير، ورأى في ذلك أحد أهم اسباب الصراع هناك، وهدف للاحتلال الامريكي شرق سوريا وذكّر بادعاءاتهم بالمغادرة بعد انتهاء داعش. إلا أنهم لم يغادروا بل يعملون على حماية من تبقى من التنظيم الإرهابي، وتابع السيد نصرالله أن ترامب يرى العراق حقول نفطية وعلى الشعب العراقي الانتباه جيدا بوجود مثل هذا الرجل وهو ينفذ وعوده الإنتخابية.
في ظل هذه الظروف، ليس هناك شك في أن الأكراد العراقيين والسوريين الذين سقطوا في فخ شعارات الديمقراطية الأمريكية قد وقعوا ضحية نوايا هذا البلد الخبيثة، والدول التي أيدت وتؤيد التواجد الأمريكي في المنطقة، وقعت في المصيدة أيضا، وستكون شريكة في الجرائم الأمريكية رغما عنها.