الوقت- في الوقت الذي تحقق فيه قوات الحشد الشعبي وقوات الجيش العراقي نجاحات في المعركة الكبيرة الجارية على أرض العراق ضد تنظيم داعش الارهابي تسلط الاضواء على ما يجري في محافظة الانبار حيث استطاعت هذه القوات تحرير مناطق الكرمة وناظم الثرثار الاستراتيجية ومنطقة الخمسة والثلاثين ومنطقتي العطاش والعنكور فيما يحاصر نحو 60 ألفا من قوات الحشد الشعبي بالاضافة الى قوات الجيش مدينة الانبار تمهيدا لتحريرها من يد تنظيم داعش الارهابي، وفيما تعتبر معركة الانبار معركة فاصلة مع داعش تتطلع العشائر العراقية المناهضة لداعش والارهابيين الى القيام بدور في هذه المواجهة المصيرية بالوحدة مع الحشد الشعبي وقوات الجيش العراقي، وفي هذا السياق اجرى موقع الوقت التحليلي الاخباري لقاءا مع شخصية قيادية في عشائر الانبار وهو رئيس مجلس العشائر المنتفضة ضد داعش والارهاب في محافظة الانبار الشيخ فيصل العساف للوقوف على حقيقة الموقف في هذه المحافظة وتوقعاته حول ما ستؤول اليه الاوضاع، وفيما يأتي نص هذه المقابلة:
الوقت: الشيخ فيصل العساف، ما هي آخر التطورات الميدانية في محافظة الانبار ؟
العساف: محافظة الانبار محاصرة من عدة جهات وبجهود القطاعات العسكرية المتواجدة في محافظة الانبار وعلى رأسها الحشد الشعبي في ناظم الثرثار قد تحررت منطقة الكرمة بكاملها على ايدي الحشد الشعبي وقيادة عمليات بغداد وبذلك يعتبر نصف الارض اليوم في ايدي ابناء عشائر المحافظة في الكرمة كما يعتبر ناظم الثرثار الطريق المؤدي الى 3 محافظات هي صلاح الدين والموصل والانبار وكانت تعزيزات المنظمات الارهابية وداعش تتحرك في هذا المحور باتجاه 3 محافظات لكن هذا المحور الرئيسي قد اصبح بأيدي الحشد الشعبي وقد سيطر عليه بالكامل وتم قطع الامدادات الرئيسية للارهابيين بين الموصل وصلاح الدين وسامراء والانبار واليوم اصبحت منطقة الخمسة والثلاثين ايضا بأيدي الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية وابناء العشائر كما تم تحرير منطقتي العطاش والعنكور وسيطر عليهما الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية وبعض ابناء العشائر المتواجدين في هذا المكان.
الوقت: ما هو دور الحشد الشعبي وابناء العشائر في محافظة الانبار ؟
العساف: نحن كأبناء العشائر طالبنا مرارا بدخول الحشد الشعبي الى محافظة الانبار من أجل تحرير المحافظة من عصابات داعش وعودتها الى احضان الدولة لتكون تابعة للحكومة المركزية كما تحررت صلاح الدين وجرف النصر، نحن طالبنا بدخول الحشد الشعبي ونحن كأبناء العشائر وابناء المحافظة الذين تقع على عاتقنا مسؤولية محافظة الانبار قد ضحينا بالغالي والنفيس من اجل وحدة العراق وعدم تجزئة العراق ونرفض رفضا قاطعا تجزئة العراق وندعو الى وحدته، عندما تبدأ العملية في محافظة الانبار ويدخل الحشد الشعبي الى المحافظة فنحن ايضا كأبناء المحافظة كلنا مقاتلون ومشاريع استشهاد من اجل الدفاع وتحرير محافظة الانبار بالكامل وسنقدم المقاتلين وسنقدم المعونة والاستشارة لاخواننا في الحشد الشعبي من اجل تحرير المحافظة بالكامل وكما تعلمون فان محافظة الانبار هي ثلث مساحة العراق وهي مؤدية الى 3 دول هي السعودية والاردن وسوريا.
ان امدادات الارهابيين من سوريا قد انقطعت لأن صقور القوات الجوية العراقية تبيد اي رتل يتحرك لداعش بضربات نوعية وهذا مؤكد حسب معلومات ابناء العشائر، ان الداعش يعاني الان من انهيار في محافظة الانبار واصبحوا يهربون من امام ابناء الحشد الشعبي لأن الحشد الشعبي هم ابناء محافظات العراق ولديهم العقيدة القتالية والمشروع الاستشهادي من اجل الدفاع عن العراق وقد عرف داعش بان مقاتلي الحشد الشعبي لديهم الخبرة في حرب الشوارع واصبحوا يهربون من امامهم.
نحن ايضا لدينا خبرة في حرب الشوارع ففي عام 2006 ايضا عندما دخل الارهابيون محافظة الانبار حاربناهم واصبحت محافظة الانبار مقبرة لتنظيم القاعدة كما قاوم ابناء هذه المحافظة من المقاومين احتلال الشيطان الاكبر امريكا للعراق وحاربوها في الفلوجة وغيرها فهم عندهم الخبرة في القتال وفي حرب الشوارع رغم ان داعش يحظى بالدعم الدولي.
الوقت: كيف يعامل داعش الطائفة السنية ؟
ان داعش لايفرق بين شيعي وسني وكردي ولا مسيحي ولا صابئي ولا كل اطياف الشعب العراقي وعندما دخل داعش الى محافظة الانبار ذبح ابناء المحافظة الذين لديهم شعور وطني ويرفضون التقسيم ويرفضون دخول مثل هذه المنظمة الارهابية لمحافظة الانبار فبدأ داعش يذبح الاطفال والنساء من ابناء عشيرتي وابناء جلدتي وقد ذبحوا الاطفال والنساء في منطقة الثيلة وبيت طلال محمد الناشد وأم علي واخوانه وعوائلهم واطفالهم وقد تعرضت كل العشائر التي وقفت في وجه داعش الى الذبح والقتل.
ان داعش منظمة ارهابية تتغذى من الدماء وتتغذى من المخدرات وليست لديها عقيدة دينية او اسلامية فعندما دخل داعش الى الموصل بدأ يتاجر بالنساء الايزديات اللاتي يحملن الهوية العراقية، ليس هناك مسلم في العراق يقبل بأن تأتي منظمة ارهابية وتبيح الارض والعرض وتقتل النساء والاطفال وتهجر العوائل الآمنة من بيوتها وان الذين يدافعون عن هذه المنظمة الارهابية على شاشات التلفزة هم ارهابيون وليسوا ابناء الطائفة السنية والمناطق الغربية ولهم مخططات غربية يهودية خبيثة لتضليل الناس من اجل تجزئة العراق.
الوقت: ما رأيكم بما يعلنه التحالف الدولي عن عمليات يقوم بها ضد داعش وحقيقة هذا الامر ؟
العساف: ان هذا التحالف هو "تحالف أكذوبة" ولم نر هجوما على ارتال داعش ولو كان هذا التحالف صادقا في غاراته لكان تنظيم داعش قد خرج وعاد من حيث أتى، ان ابناء المحافظات المغتصبة يعتبرون التحالف الدولي تحالف الاكذوبة ويقولون ان هذا التحالف هو لدعم داعش لتقسيم وتجزئة المنطقة وان هذا هو رأي الشيخ الكبير والرجال والنساء والاطفال، ان هذا التحالف هو الذي يدعم داعش.
الوقت: كيف ترون مستقبل محافظة الانبار ؟
ان كل ابناء محافظة الانبار من الكبار والصغار يرفضون داعش ويستعدون لقتاله وسوف لا يسمحون لداعش بان يكون له موطئ قدم في الانبار وان شاء الله سيخرجون وان شاء الله ستتحرر محافظة الانبار والموصل في هذا الشهر الكريم وتعودان الى احضان الدولة العراقية وستعود هذه العوائل المضطهدة الى مناطقها ولو سكنت في خيم، نحن قد عانينا من مخططات الدول الغربية والخليجية التي تقف خلف هذه المنظمات الارهابية واليوم نرى ان ابناء هذه المحافظات المستهدفة هي في الخيم في شهر رمضان المبارك لكن من تآمر على هذه المحافظات هم الآن في الفنادق ويعيشون في الدول التي هم عملاء لها، ان الخليجيين الذين تآمروا على العراق وتآمروا على سوريا وليبيا وان امريكا وحلفائها تآمروا علينا وابناءهم يعيشون الآن في راحة لكن ابناء العراق وسوريا وليبيا يعيشون في الجحيم وفي القتل ولاتوجد هناك مدارس فهل هذه هي الديمقراطية التي يتحدث عنها الغرب ؟