الوقت- كتبت صحيفة "هافينغتون بوست" بنسختها الفرنسية تقريرا أشارت فيه الى سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتي ستعصف بالمملكة السعودية الى المجهول ان فكرت بأي حرب مستقبلية ضد ايران.
الصحيفة نشرت نقريرا عن تهور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نظر للأحداث الاخيرة التي حصلت في المملكة السعودية حيث قالت:"ما يفعله العاهل السعودي محمد بن سلمان حاليا، والصراع الذي يريد الشروع فيه علی إيران يشبه ما فعله صدام حسين خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980 - 1988). كما ان "المملكة العربية السعودية يجب ان تتعلم من مصير صدام الديكتاتور الذي اباد شعب العراق".
وأضافت قائلة:" صدام حسين استخدم الحجة الطائفية في ذلك الوقت و وقفت كحامل معياري من السنة حرضهم ضد الشيعة. وليس من قبيل المصادفة أنه أعطى هذه الحرب اسم "القادسية " بالإشارة إلى المعركة الشهيرة بين العرب والايرانيين. فمحمد بن سلمان يحاول أن يعيد المسألة نفسها بعد بضعة عقود من الزمن، وذلك باستخدام الحجة الطائفية واستخدامها كذريعة للمواجهة مع إيران. ولكن الى أين يتجه؟!
وفي ذات السياق قالت الصحيفة:" كان صدام يدفعه ويشجعه الأمريكيون لشن حرب على الجمهورية الإسلامية في ايران(كان ذلك بعد سنة فقط من الثورة الإسلامية بعد ان تسلم الامام الخميني(قدس) قيادة الثورة) وكانت إدارة ريغان - مع جورج بوش (الأب) نائبا للرئيس - الذي كان مسؤولا في ذلك الوقت، كما عمل الملوك الخليجيين على تمويل هذه "الحرب الطائفية". فاليوم، يعيد التاريخ نفسه حيث يعمل ترامب والإسرائيليون على دفع ولي العهد المتهور محمد بن سلمان إلى المواجهة مع إيران وهذا ما سينهي حكم ال سعود ويضع مصيرهم في المجهول.
وأردفت قائلة:" لكن الامير السعودي ينسى أو أنه لا يعرف حتى، أو أنه یتجاهل بما حدث، فصدام كان قد طرد من قبل نفس الناس الذين شجعوه مرة واحدة ودفعوه لتلك الحرب من رامسفيلد، ديك تشيني، وولفويتز وجميع تلك العصابة. ففي الوقت الذي دفعوه الى الحرب، كانوا في إدارة ريغان وفي الوقت الذي فصلوه، كانوا في إدارة جورج دبليو بوش (الابن).
تجدر الاشارة الى ان محمد بن سلمان لا يعرف ان بلاده من المرجح ان يكون لها نفس مصير العراق اذا استمر في سياسته الهوجاء.
وفي سياق متصل يجب ان لا ننسى كلام اللواء قاسم سليماني "قائد قوة القدس قبل بضع سنوات عندما قال :"إن أعظم هدية تلقيناها هي إزالة صدام، قدم لنا الأمريكيون العراق على طبق من ذهب ". وهذا ما يشير الى السياسة الامريكية في المنطقة التي جعلت من بعض الانظمة لعبة في يدها تحركها متى تشاء في سبيل مصلحتها العدوانية، لكن الفشل يتكرر في كل مرة.
كما أضافت الصحيفة قائلة:"لا يعرف ولي العهد السعودي أن الحرب ضد إيران يمكن أن تؤدي إلى الفوضى في الشرق الأوسط التي ستنتهي في اختفاء المملكة العربية السعودية، وأن الأمريكيين الذين يدفعونها لشن الحرب اليوم سيفقدون السيطرة على الوضع كما هو الحال في العراق، وعندها ستقدم المملكة السعودية على طبق من ذهب الى ايران ان استمر طيش ولي العهد الذي سيقود بلاده الى المجهول".
فلسوء الحظ بعض الدول العربية لا تحتفظ بدروس التاريخ لتأخذ منه العبر وتتعلم أن الامريكيين والصهاينة يلعبون بهم في سبيل مصالحهم الشخصية ويبثون الفتن الطائفية أينما حلوا. فأينما حلوا حل الخراب والدمار والقتل والتهجير الذي شهدناه على مر السنين. كما أن التاريخ لن يرحم أحد وسيدين جرائم أذناب اليهود وأطفال المخطط الصهيو- أمريكي الذي يكتب فشله في كل مرة.
ولا يخفى تاريخ المملكة الشنيع الملئ بالاجرام والدموية، فمن يتجه للتطبيع مع العدو الصهيوني لا تستغرب تصرفاته الخبيثة، ومن الواضح ان ولي العهد الطموح أعمي على بصره ولم يتسنى له فرصة لقراءة التاريخ جيدا وأخذ العبر منه، فصدام حسين الذي أخطأ بحربه على الجمهورية الاسلامية في ايران أطاح به هذا الخطأ الفادح حتى بات وحيدا، فحتى داعميه في حربه التي لم تأتي بأي نتيجة تخلوا عنه بعد أن سقطت أوراقه عند الامريكيين الذين أيدوه في بادئ الامر وأيضا أنهوا أوراقه في الوقت ذاته. التاريخ يتكرر، فصدام هذا العهد هو ذاته ولي عهد المملكة السعودية المتهور محمد بن سلمان الذي سينهي تاريخه الاسود بخطأ قد يرتكبه وينقلب السحر على الساحر.