الوقت- أجرى موقع الوقت التحليلي الاخباري لقاء صحفيا مع الاستاذ محمود شحرور مسؤول ملف دول شرق افريقيا والعلاقات العربية في حزب الله اللبناني حيث تناول اللقاء تأثير استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على وحدة الصف اللبناني واثار المخطط السعودي على لبنان والمنطقة.
وفيما يلي أبرز نقاط هذا اللقاء:
مراسل الوقت: كيف يرى الشعب اللبناني بشقيه الشارع والنخب السعودية والتدخل السعودي في شأنهم الداخلي الخاص؟
الاستاذ شحرور: صراحة إن الشعب اللبناني لطالما عاش الجزء الاكبر في وهم أن السعودية تخدم لبنان والشعب اللبناني وعندما أصبح في لبنان مستويات لبنانية نخبوية متعلمة لم تعد تنطلي عليها هذه الخزعبلات السعودية التي تقوم بها في الاعلام بأنها تحب لبنان والشعب اللبناني وانها تريد الخير للشعب اللبناني وفي الواقع إن الانقسامات التي تقوم بها السعودية في لبنان هي انقسامات شبه تاريخية لأن لبنان قائم على الطوائف، ففي لبنان 18 طائفة وكل طائفة تحاول ان تحكم لبنان بطريقتها فالجو العام يؤكد انه اصبح هناك وعي كبير والجزء الاكبر من الشعب اللبناني فهم ألاعيب واكاذيب السعودية تجاه لبنان والشعب اللبناني.
مراسل الوقت: ما هي برايك الاسباب التي دفعت بالسعودية الى اللجوء الى هكذا أسلوب في هذا التوقيت بالذات؟
الاستاذ شحرور: لو عدنا الى تاريخ آل سعود لوجدنا ان الذي جعلهم يحكمون هذا البلد "المملكة العربية السعودية" هو المستعمر البريطاني ومن بعده امريكا والان اسرائيل فهذا النظام لا يمكن ان يستمر الا اذا ارضى اسرائيل ورضخ وسلم كل الاوراق للاسرائيلي الصهيوني فعندما شعر ان كل مشاريعه ضد حزب الله وضد لبنان وضد ايران وضد الشعب اللبناني الذي يقاوم اسرائيل وخسر في المقابل عند سقوط "داعش" التي كانت آخر ورقة موجودة لدى السعودية واسرائيل في منطقة الشرق الاوسط فمن الطبيعي ان يكون هناك هجوم جديد على لبنان لانهم خسروا بشكل كبير.
مراسل الوقت: كيف ترى الطائفة السنية الكريمة هذا المخطط السعودي الذي بات اليوم مكشوفا للجميع؟
الاستاذ شحرور: النخب السنية الموجودة اصبحت نخبا واعية بالفعل واصبحت تدرك المخاطر التي تحيط بلبنان والشعب اللبناني وبالامن القومي اللبناني، وبما يخص السعودية كانت التجربة واضحة امام كل النخب السنية في لبنان عندما تم القاء القبض على الامراء السعوديين وهذا اكبر دليل على ان حكام وملوك هذه المملكة لا يمكن ان يؤتمن بهم، لا على الاعراض، ولا على الاموال، ولا العلاقات، ولا حتى الاخوة والذي حصل مع سعد الحريري كان درسا لكل النخب السنية في لبنان.
مراسل الوقت: ما هي اسباب التدخل الفرنسي في حل الازمة اللبنانية؟ وهل هو سعي فرنسي بغية الحفاظ على ماء وجه السعودية وتسوية هذا الملف بطريقة او بأخرى بعد الفشل السعودي؟
الاستاذ شحرور: إن السعودية فشلت في لبنان كما فشلت بالسابق في اليمن فهي اليوم تريد ان تخرج من الحرب في اليمن وتبدأ بمشاريع عن طريق الامم المتحدة وفرنسا وغيرها من البلدان وفيما يخص لبنان بالتاكيد هي محاولة سعودية او قد يكون الامريكي وترامب تحديدا اشار الى محمد بن سلمان بأن يستخدم الفرنسيون هذه الورقة وقد يكون للفرنسي مصالح خاصة مستقبلية واستراتيجية ليلعب بهذه الورقة عندما يعود لبنان الى امنه وامانه، فهناك اقتصاد واعمار واعمال ومشاريع البترول الموجودة اصلا في المياه الاقليمية فنستطيع ان نقول ان هذين الوجهين يحتملان في السياسة.
مراسل الوقت: هل الازمة السياسية الاخيرة التي عصفت بلبنان مؤخرا ستعزز صفوف ابناء الشعب اللبناني ام العكس صحيح؟
الاستاذ شحرور: لكي اكون صادقا ومنطقيا معك، ان كل ما يحدث الان في لبنان نحن نعبتره زوبعة في فنجان ولكن هذا لا يعني انه بالمطلق قد لا يحدث شيء، لا بالتاكيد قد يحدث شيء لكنه صغير وفي اماكن صغيرة ولن يؤثر على وحدة ابناء الشعب اللبناني ما بين سني او شيعي او ما بين مسلم ومسيحي فهذه الورقة احترقت منذ زمن.
مراسل الوقت: ما هو موقف الشعب اللبناني من تعاون حزب الله ومحور المقاومة في المنطقة؟
الاستاذ شحرور: من المشاريع السعودية ارسال داعش لنا كي يكرهنا العالم وتحاربنا في عقر دارنا وعندما اسقطنا المشروع السعودي اضيف شعبية كبيرة لحزب الله والمقاومة واثبت هذا الانتصار ان ايران لطالما كانت تساعد لبنان والشعب اللبناني بالدعم الاقتصادي والمالي وحتى سلاح المقاومة من اجل الثبات في هذا الوطن لكي يبقى في امن وامان.