الوقت- تتكشف الاقنعة شيئا فشيئا عن المملكة السعودية التي اعتبرت بنظر البعض راعية للسلام في المنطقة. فبعد الزوبعة الكبيرة التي أحاطت بالسعودية من حملة الاعتقالات الى الاقامة الجبرية واجبار رئيس الوزراء اللبناني على تقديم استقالته وفشل الاخيرة بحربها على اليمن تتزايد نبرة التصعيد والتهويلات ضد ايران وحزب الله، لتقابل برفض غربي وعربي وتؤكد ان التهويل السعودي فارغ المضمون وما هو الا دعاية ضعيفة هشة.
ونظرا لتصاعد وتيرة التهديدات السعودية ضد ايران وحزب الله في الاونة الاخيرة ذكرت صحيفة "برافدا" التى تتخذ من موسكو مقرا لها ان الوضع فى منطقة الخليج الفارسي قد يتدهور بسبب الاضطرابات فى العلاقات بين السعودية والجمهورية الاسلامية في ايران. و خاصة بعد الهجوم الصاروخي الاخير الذي شنه انصار الله في اليمن الذي استهدف مطار خالد في الرياض حيث سارع السعوديون بتوجيه الاتهامات الى ايران وحزب الله.
إذا قررت الحرب، سوف تجف الموارد العسكرية السعودية
توقفت العلاقات السعودية مع إيران في يناير 2016 بعد إعدام الشيخ النمر وفي نهاية المطاف توقفت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ولكن بعد بعض الوقت كان الوضع في العلاقات بين الرياض وطهران بطيئا نسبيا حتى الموجة الجديدة حيث برزت التصريحات المتعجرفة والعدائية للمسؤولين السعوديين ضد إيران، وأن المزاعم ضد طهران لم تعد مخفية من قبل أي شخص. يذكر ان الهجوم الصاروخى لقوات انصار الله اليمنية الذي استهدف مطار الملك خالد في الرياض جاء ردا على العدوان السعودي الغاشم الذي استهدف الابرياء من الشعب اليمني وقد هددت السلطات في الرياض بالرد العسكري على ايران وحزب الله باعتباره حسب مزاعمهم ان الصاروخ الذي اطلق ايراني الصنع.
وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى ان الامين العام لحزب الله "السيد حسن نصر الله" أكد في خطابه الاخير إن الاتهام السعودي لحزب الله باطلاق الصاروخ على الرياض يدل على مشكلة" مشيرا الى ان "السعوديين يستخفون بالعقول اليمنية ولذلك لا يريدون ان يصدقوا ان اليمنيين يصنعون الصواريخ والطائرات المسيرة".
كما اكد ان "السعودية خسرت الحرب لانها تستخف باليمنيين، مضيفا "لانها فشلت في اليمن تريد تحميل المسؤولية لايران ولحزب الله".
وتابع قائلا: اليمنيون خلال هذه السنوات الاخيرة بات لديهم قدرة عالية على تصنيع الصواريخ والسيد عبدالملك الحوثي القائد الشجاع والشريف عندما يتكلم انه نحن نصنع الطائرات المسيرة في اليمن وسندخل هذه الطائرات ضمن الخيارات المقبلة في الحرب لا يصدقوا ويستهينوا به. وخاطب السعودية "لا صدقوا صدقوا وابنوا حساباتكن هيك اليمنيون يصنعون الطيارات المسيرة ".
وفي سياق متصل يرى العديد من الخبراء أنه إذا كانت المملكة العربية السعودية تريد حقا أن تبدأ حربا ضد إيران، فعليها أن تدخل نفسها في جدل كبير، إضافة إلى ان العمليات العسكرية في اليمن، التي كلفتها الكثير حتى الآن الكثير لم تنجح مع صمود اليمنيين.
يجب على السعوديين ألا يكرروا خطأ نظام صدام حسين
وبالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة:" ينبغي ألا ننسى درسا تاريخيا أيضا. فرضت العراق في عهد صدام حسين حربا ضد إيران في استمرت من عام 1980 حتى 1988 ، وأظهرت أنه ليس من السهولة المتوقعة خوض حرب ضد إيران، مما يجعل الامر صعبا في ما يخص التعامل مع القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية الايرانية في حال نشوب حرب مستقبلية، مما يكبد السعوديين خسائر فادحة.
و أشارت الصحيفة ان ايران عززت مواقعها في سوريا والعراق ولبنان واليمن وفي الوقت نفسه، تمكنت، على عكس المملكة العربية السعودية، من تعزيز مواقعها بشكل كامل في المنطقة وحول المملكة العربية السعودية. كما اشارت على مدى تأثير إيران على الوضع في سوريا والعراق ولبنان واليمن حيث قالت:"في الواقع، يمكن القول إن إيران قادرة تماما على استخدام منشآتها في هذه الدول الأربعة لمواجهة أي عمل عسكري من قبل المملكة العربية السعودية ضد ايران".
وفي سياق متصل قال الرئيس اللبناني السابق إميل لحود في حوار مع قناة الميادين أن "إسرائيل" وهي "أقوى من السعودية مئة مرة، عجزت عن مهاجمة حزب الله"، مضيفاً أن "السعودية أضعف من أن تهاجم إيران".
ومن جهتها أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية، بثينة شعبان، أن جبهة المقاومة التي تضم سورية و"حزب الله" وإيران "قوية ومتماسكة"، وأن سوريا لن تسمح بالاستفراد بـ"حزب الله".
وأوضحت شعبان في مقابلة مع قناة "الميادين"، أن سورية ستكون معنية في حال شنت إسرائيل حرباً ضد لبنان لأن سورية عندما تعرضت لعدوان، فإن "حزب الله" "لم يقصر"، وقالت: "لا نسمح بالاستفراد بحزب الله". كما ذكرت صحيفة "الوطن" السورية.
وخلاصة يجدر القول بحسب المعطيات الاقليمية ان التصعيد السعودي ضد ايران وحزب الله ما هو الا حملة دعائية لعملية تسلم مقاليد الحكم الجديدة بقيادة الابن المتهور للملك سلمان، فالسعودية فشلت مرارا وتكرارا في المواجهة مع ايران اقليميا واعمالها لا تدل الا الى زعزعة امن المنطقة اعتماداً على عدوان اسرائيلي بدعم أمريكي.