الوقت- شهد قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية تطوّرات عديدة، فقد دوّت أصوات انفجارات شمال شرق خان يونس في وسط القطاع، قبيل ظهر يوم الاثنين. في البداية أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها نابعة عن تدريبات عسكرية، ثم عاد ليعلن أنه قصف نفقا للمقاومة الفلسطينية ودمره. وقالت تقارير إن الجيش الإسرائيلي نشر "القبة الحديدية" تحسبا من إطلاق صواريخ من القطاع. أدى الإعتداء إلى استشهاد ثمانية مجاهدين منهم قياديين في حركات المقاومة الفلسطينية. وقبل أيام تعرّض مدير قوى الأمن العام في قطاع غزة، اللواء توفيق أبو نعيم، لمحاولة اغتيال، توجّهت أصابع الإتهام بعدها نحو العدو الإسرائيلي. للوقوف عند هذه التطوّرات وتوقيتها في أعقاب المصالحة الفلسطينية أجرى موقع الوقت الإخباري اتصالا هاتفيا مع د.محمود الزهار القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكد خلاله علی استمرار النهج المقاوم. جاء في تفاصيله:
الوقت: برأيكم ما هو النهج الذي يسير عليه العدوّ الصهيوني حاليًّا، وما الرسالة التي أراد توجيهها في الضربة الأخيرة، وما هي تداعياتها برأيكم؟
الزهّار: "العدو الصهيوني يعمل على عدم تطبيق الفلسطينيين لما تمّ الاتفاق عليه في الـ2011. فهو يرى أن تطبيق ذلك سيعود بالنفع على المقاومة، بفتح المعابر التي تشكّل فرصة لنموّ وازدهار برنامجها، وتفاصيل أخرى. لذلك يحاول ان يقوم بضربات هنا وهناك ليأخذنا إلى اتجاهات مغايرة تماما عن الإتجاه الذي يعلم أنه لصالح المقاومة. ومحاولات الإغتيال لتوفيق أو غيره، أو محاولة ضرب الأنفاق التي وصلت إلى حدود الأراضي المحتلّة عام 48 ودخلت بأعماقها، والتي تشكّل خطرا حقيقيا على القيادة الإسرائيلية، هي في السياق نفسه، فالإحتلال يريد أن يأخذنا في اتجاهات المواجهة حتى يصرف الناس عن تطبيق الإتفاق."
وتابع القيادي في حركة حماس: "هناك جهات دوليّة تدخّلت وأعتقد أن وفدا مصريا سيأتي لفتح سفارته الموجودة في غزة، وسيكون هناك غدا استلام رسمي للمعابر من قبل السلطة الفلسطينية، وهذا سيؤدي إلى فتح المعبر بصورة مستمرة، وهذا أمر لا يريده كيان الإحتلال، فهو يعمل على تضييق الخناق علينا، والمقاومة ستفوّت عليه هذه الفرصة وستحتفظ بحق الردّ إلى الوقت المناسب، وهي بالطبع عندما تقول ذلك ستفعل، والأمثلة على ذلك كثيرة."
الوقت: أعلن محمود عباس يوم الأحد في لقائه وفدا من كيان الإحتلال أنه لن يعيّن في الحكومة المزمع تشكيلها في أعقاب اتفاق المصالحة "وزراءا من حماس لا يعترفون بوجود إسرائيل"، ما تعليقكم على ذلك؟
الزهّار: "من قال أننا نريد أن نكون وزراءًا! في الفترة الفائتة أعطيناهم كل الحكومة، ولم يدخل منّا أحد في حكومة الوفاق الوطني. لا يوجد فينا من يرغب بأن يكون في وزارة يرأسها عباس، من ينسّق أمنيّا مع الإحتلال الإسرائيلي. بالتالي إن هذا هو شرط هوائيّ ليس له على أرض الواقع شيئًا، لأنه يدرك مئة بالمئة (محمود عباس) أن احدًا لن يشارك في حكومة تعترف بالكيان الإسرائيلي ولا تعتمد برنامج المقاومة."
وفي الختام قال الزهّار: "من الواضح أن برنامج المقاومة مستمرّ، وما حدث في هذا الأسبوع هو أكبر دليل على أن البرنامج يحقق اهدافه، لأن هذا النفق اخترق الحدود القائمة بيننا وبين الإحتلال الإسرائيلي، وهذا يشكّل عليهم خطرا، فإننا إذا دخلنا عليهم الباب سنكون منتصرين، وكما يقول الله تعالى "ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون". برنامجنا هو المقاومة لا غيرها."