الوقت- ورحل الرجل الذي لطالما حلف رجاله ومقاتليه باسمه، نعم انه اسد الله الشهيد عصام زهير الدين الذي شاءت الاقدار أن ينزل اليوم عن صهوة جواده ليمضي وينضم الى درب من سبقوه من رفاق السلاح.
استشهد اليوم الاربعاء 18 من شهر اكتوبر 2017 العميد عصام زهر الدين قائد قوات الحرس الجمهوري بدير الزور بانفجار لغم أرضي بحويجة صكر، وهذا أثناء تقدّم القوات التي يقودها، وهو الذي كان له دور في التقدم الذي أحرزه الجيش السوري في الأيام الماضية في مدينة دير الزور، والمناطق المحيطة بها، والتي وصلت من خلالها إلى مدينة الميادين الاستراتيجية، حيث كان الجيش السوري بقيادة زهر الدين قد فك الحصار عن قواتها المحاصرة داخل مدينة دير الزور بعد معارك متسارعة على مدار الأيام الفائتة، إضافةً إلى فك الحصار عن مطار المحافظة العسكري.
ولد العميد زهر الدين عام 1961 في بلدة "الصورة الكبيرة" بريف السويداء الشمالي، وجده لأبيه هو الفريق عبد الكريم زهر الدين وزير الدفاع السوري السابق، كما أن معظم أفراد عائلته ملتحقين بصفوف الجيش السوري.
خدم زهر الدين كضابط في صفوف قوات الحرس الجمهوري السوري، ولمع اسمه خلال اشتعال الأحداث في سوريا عام 2011، وذلك بعد أن قاد عدداً من العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية سجل خلالها بطولات، من بينها عملية بابا عمرو في حمص حيث كان دائماً في الصفوف الاولى مع رجاله.
وذاع صيت الشهيد ابو يعرب ابن قرية الصورة الكبيرة في محافظة السويداء، بعد معارك بابا عمرو وريف دمشق ودير الزور، والذي كان وبشهادة رفاقه في السلاح في الصفوف الاولى للمعارك والتي كان غالبا مايكون ابنه وفلذه كبده يعرب امامه وفي صفوف المقاتلين.
وعلى مدى أشهرٍ طويلةٍ من قيادته للمعارك في دير الزور والشرق السوري تحققت إنجازاتٌ ووقعت إخفاقات، لكن لعل أهم ما في الأمر هو تثبيته الجيش السوري على تماسٍ مباشرٍ مع “داعش” في أحياء دير الزور التي يعتبرها التنظيم “ولايةً له”، وإدخال التنظيم في حرب إستنزاف طويلة كما في حي حويكة صكر، الثبات والمواجهة النارية التي كان لها الكثير من النجاحات في هذه المنطقة وضعت الجيش نداً قوياً مواجهاً لمشاريع التنظيم، حتى جنّ جنونه محاولاً بأي ثمن إبعاد الرجل ورجاله عن المنطقة.
العميد زهر الدين أخذ على عاتقه إسقاط “داعش” في عقرها، ولا يتوانى عن المشاركة شخصياً في المعارك إلى جانب جنوده، حيث ظهر في الأيام الماضية في ذروة المعارك بين الجيش وتنظيم “داعش” مشاركاً في القتال وفي قيادة مدرعة سورية على خطوط النار يقود منها المعارك، ما يدل على مدى أهمية المعركة بالنسبة إليه.
الشهيد ابو يعرب هو من توعد "داعش" بـ "سحق جنودها" على أسوار مطار دير الزور، وهذا ما كان في الهجوم الأول الذي اُفشل على أسوار المطار، مسقطاً عبر رجاله المئات من المقاتلين السعوديين، العراقيين، والفرنسيين قتلى، حيث وصف من شاهد جثث هؤلاء بـ "المقتلة" على أسوار المطار.