الوقت- طالت عدوى انفصال كردستان المرفوض إقليميا ودوليا أكراد سوريا، حيث لوّح زعماء أكراد سوريين بأن الفرصة باتت كبيرة ليحصلوا على حكم ذاتي على غرار الاقليم العراقي المنفصل.
وفي هذا السياق زعم قادة أكراد سوريين، أن تصويت أكراد العراق بالموافقة على الانفصال في الاستفتاء الذي جرى مؤخرا قد يدعم أكراد سوريا إذا ضغطوا على الحكومة السورية للتفاوض من أجل الحصول على حكم ذاتي، منتهزين انشغال الجيش السوري بمحاربة تنظيم داعش الارهابي وتطهير كامل الاراضي السورية من الارهاب.
وجاءت المطامح الكردية على لسان السياسية الكردية البارزة "إلهام أحمد" التي كشفت لوكالة رويترز: إن مسؤولين من المناطق التي يقودها الأكراد في سوريا اجتمعوا بالفعل مع الحكومة السورية مرتين لكن الحوار الذي توسطت فيه روسيا لم يسفر عن شيء.
وتابعت السياسية الكردية المؤيدة للانفصال العنصري الكردي، أن الاستفتاء الذي أجري في كردستان العراق قد يدفع السلطات الكردية هناك إلى فتح طرق مع المناطق المستقلة التي أقامها أكراد سوريا وحلفاؤهم في شمال سوريا.
يشار الى أن القوات الكردية في سوريا تحتل حاليا ربع مساحة البلاد تقريبا، وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية الأساس العسكري لها. وتقول الأحزاب إنها تسعى للحصول على حكم ذاتي في إطار دولة سورية لا مركزية الأمر الذي رجّحت الحكومة السورية قبوله في حال ظلّ الاكراد تحت حكم الدولة السورية.
جدير بالذكر أن الدولة السورية تعارض بشدّة خطط الحكم الذاتي التي اكتسبت قوة زخم خلال الصراع السوري المستمر منذ أكثر من ستة أعوام.
إلا أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال هذا الأسبوع: إن الحكومة مستعدة للمحادثات مع الأكراد بعد أن تنتهي الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي.
والأسبوع الماضي أجرت السلطات التي يقودها الأكراد انتخابات في شمال سوريا، لاختيار قادة المجتمعات المحلية في إطار عملية ستبلغ ذروتها بانتخاب برلمان، الأمر الذي يشير الى وجود نوايا كامنة لأكراد سوريا بالمضي قدما على غرار أكراد العراق.
إنهاء الوجود الأمريكي الداعم للأكراد
ومن جانب آخر أعلن المعلم: إن دمشق ستحاول حل مشكلة الوجود الأمريكي في البلاد بشكل دبلوماسي، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة للنظر في أي خيارات أخرى في حال ثبت أن الدبلوماسية عاجزة.
ويأتي تصريح المعلم ضمن مساع لإنهاء الوجود الأمريكي في سوريا، لاسيما بعد تقديم البنتاغون دعما هائلا للأكراد في هذا البلد بذريعة محاربة تنظيم داعش الارهابي، في حين تشكك الدولة السورية بأن الاكراد سيستغلون هذا الدعم ليعلنوا انفصالهم على غرار كردستان العراق.
وفي مقابلة مع قناة "آر تي" الروسية أكد المعلم: أولا، سنطرق جميع الأبواب الدبلوماسية، لأن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا غير قانوني، ولم يحصل على موافقة الحكومة السورية، في حال عجزت الدبلوماسية سننظر في خيارات أخرى.
ومساء أمس الاربعاء رفض مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الزعم أن عملية إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سوريا تهدف إلى تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، مؤكدا أن أحاديث كهذه غير مقبولة.
في حين أكد المبعوث الدوليّ إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عزمه على عقد جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف نهاية تشرين الاول/ أكتوبر – بداية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
ودعا المبعوث الأممي الحكومة السورية والمعارضة التحضير لمفاوضات جنيف خلال شهر من دون شروط مسبّقة.
وردّا على مساعي أكراد سوريا للانفصال دعا دي ميستورا إلى عدم تقسيم سوريا من خلال مناطق التهدئة بشكل ناعم، قائلاً: الكل يرفض التقسيم كما أبلغوني، وأضاف: عملية أستانة ومباحثات عمان يجب أن يكونا الأساس للتسوية السياسية في سوريا.