الوقت- ليلة يوم الخميس الماضي تمكنت الدفاعات الجوية السورية من إسقاط طائرة بدون طيار صهيونية، استهدفت هذه المرّة مطار المزة العسكري جنوب غرب العاصمة السورية دمشق بثلاثة صواريخ.
وهذا الإعتداء لم يكن الأول من نوعه، حيث تعرض المطار العسكري السوري المذكور آنفا للقصف الصاروخي من قبل طائرات الاحتلال عدّة مرات على مر السنوات الماضية. فقد هاجمته إسرائيل في 7 ديسمبر/كانون الأول 2016 و13 يناير/كانون الثاني 2017 وصت صمت دولي فاضح.
والهجوم الصهيوني الأخير يؤكد أن تل أبيب مصرّة على مواصلة عدوانها على الجيش السوري.
إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، هو "لماذا تواصل تل أبيب اعتداءاتها على الجيش السوري لاسيما بعد انتصاراته الاخيرة وتحرير غالبية البلاد من تنظيم داعش الارهابي؟
وللإجابة على هذا السؤال سنتطرق لما أوضحه المحلل السياسي الروسي "ألكسندر سوتنيتشينكو"، حيث أرجع السبب الرئيسي الى حرص إسرائيل على إدامة الصراع في سوريا وغيرها من البلدان العربية المجاورة لإضعاف هذه البلدان قدر الإمكان.
ويؤكد المحلل الروسي البارز أن كيان الاحتلال يرى له مصلحة كبيرة في استمرار الحروب داخل الدول العربية التي تعتبرها إسرائيل معادية. ولكي تتواصل الحرب يجب ألا يحرز فريق من الفرقاء المتنازعين الانتصار على الآخر حتى ولو استمر القتل والدمار.
الأمر الذي يؤكد رفض تل أبيب القاطع والمشؤوم لانتصارات الجيش السوري الأخيرة على المجموعات الارهابية واستعادة معظم الأراضي.
يشار الى أن الخارجية السورية أكدت عدّة مرات أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، أصبحت سلوكاً ممنهجاً بهدف حماية الإرهابيين على غرار جبهة النصرة وتنظيم داعش. واعتبرت الوزارة السورية أنه من غير المقبول عدم اتخاذ مجلس الأمن الدولي حتى الآن أي إجراء لوضع حد لهذه الاعتداءات السافرة، بحيث أصبحت حماية إسرئيل للإرهابيين في مأمن من المساءلة على الصعيد الدولي.
ومنذ حوالي أسبوعين استشهد عنصرين من الجيش السوري ووقعت خسائر مادية، جرّاء اعتداء إسرائيلي على موقع عسكري بالقرب من مدينة مصياف التي تتوسط غرب سوريا.
وشاركت حوالي 4 طائرات حربية إسرائيلية في تنفيذ الاعتداء التي تعد الأولى من هذا القبيل منذ بدء سريان الهدنة في جنوب سوريا في تموز الماضي.
جدير بالذكر أن الجيش السوري أجاب على تساؤلات بشأن إمكانية الرد بالمستقبل على الاعتداءات الإسرائيلية، قائلا: إن أي رد على مثل هذه الغارات الداعمة للإرهاب في سوريا متعلق بقرارات القيادة السياسية العسكرية للجيش.
وكان قد أكد خبراء عسكريون سوريون أن هجوم الطائرات الإسرائيلية، على مواقع الجيش السوري ليس له إلا دلالة واحدة، وهي أن الإسرائليين يقدمون دعماً لتنظيم "داعش" الإرهابي لمنع سقوطه.