وتزداد حيرة الرأي العام عندما حقق داعش تقدما في سوريا بالتزامن مع تقدمه في العراق حيث يقال ان اكثر من 50 بالمئة من الاراضي السورية باتت تحت سيطرة داعش.
وفي هذا السياق قال احد العناصر المتطوعين في القوات الشعبية العراقية الذي حارب في العراق وسوريا ضد تنظيم داعش والذي اراد عدم الافصاح عن اسمه بأن داعش قد امتلك امكانيات عجيبة وعناصره باتوا متدربين ومحترفين بشكل عالي المستوى ما لا يدع مجالا للشك بان هذه التدريبات هي من فعل الأجهزة الامنية الاسرائيلية، ويضيف هذا المصدر بأن الانفاق التي حفرت في محيط العاصمة السورية دمشق والتي ترجع الى ما قبل ظهور داعش تدل بانها من فعل مصممين ومخططين اسرائيليين.
وقال هذا المصدر الذي تكلم الى دبلوماسي ايراني انه فيما يتعلق بسقوط الرمادي فقد استخدم داعش اساليب جديدة وارسل جرافات مفخخة الى وسط خطوط الدفاع العراقية حيث عملت هذه الجرافات الى ازالة السواتر العراقية ومن ثم فجر الانتحاريون السائقون للجرافات جرافاتهم ما اوقع خسائر كبيرة في صفوف القوات العراقية.
واضاف المصدر ان سقوط الرمادي امر خطير جدا حيث بات بامكان داعش استخدام المدافع التابعة للجيش العراقي والتي استولى عليها التنظيم لاستهداف وسط بغداد اذا جلب داعش هذه المدافع الى الفلوجة ولذلك يعتبر دحر داعش من الرمادي امرا حيويا، وقال المصدر ان هناك عملية خيانة جرت في بعض القطاعات مكنت داعش من الاستيلاء على دبابات عراقية حديثة وامريكية الصنع قد يستخدمها داعش بدلا عن الدبابات السورية القديمة التي استولى عليها.
واكد هذا المصدر الذي يعتبر من الاشخاص المقربين من المسؤولين الكبار في المجلس الاعلى الاسلامي في العراق ان داعش لا يمكنه الوصول الى بغداد او الى دمشق لأن الحزام الامني لهاتين المدينتين قوي جدا الا اذا حصل داعش على امكانيات جديدة ليفكر بشن مثل هذا الهجوم على المناطق الشيعية في جنوبي العراق او على دمشق.
وفيما يتعلق بالشأن السوري قال هذا المصدر انه ورغم الخسائر الكبيرة التي تحملها الجيش السوري في الفترة الاخيرة فإن الاوضاع في دمشق آمنة حتى مسافة 40 كيلومترا من العاصمة.
اما فيما يتعلق باسباب تقدم تنظيم داعش في العراق قال هذا المصدر ان خروج المستشارين العسكريين الايرانيين من العراق هو من اسباب سقوط الرمادي فعندما انزعج الايرانيون من بعض تصرفات الحكومة العراقية وخرجوا من العراق بدأت هزائم الجيش العراقي لأن قوات الحشد الشعبي ايضا لم يسمح لها بالتدخل في المعارك ضد داعش وتولى الجيش العراقي الامر وهو جيش يعتبر سجله سيئا في المواجهة مع داعش رغم البطولات التي يسطرها قادة وعناصر مضحون في صفوف الجيش العراقي والذين يمكنهم صنع انتصارات كبيرة اذا توفرت لهم قيادة صحيحة.
وكانت عمليات تكريت جزءا من العمليات الكبيرة لتطهير محافظة صلاح الدين لكن الضغوط التي مورست على حكومة العبادي قد ادت الى انحصار العمليات في تكريت فقط وعدم التقدم نحو مناطق اخرى وحينها تقدم داعش مرة اخرى واحتل مصفاة بيجي من جديد كما احتل مناطق من جرف الصخر واحرق آبار النفط ما يعرقل عمليات الجيش العراقي بسبب الدخان الكثيف.
واضاف المصدر ان المستشارين العسكريين الايرانيين قد عادوا الى العراق بدعوة واصرار من الحكومة العراقية وسيقودون مجددا العمليات ضد داعش وهو ما سيتسبب بعودة الانتصارات الى الجانب العراقي وتحقيق انتصارات كبيرة على داعش.
هذا ويمكن الاشارة الى الدور الامريكي السلبي فيما يتعلق بنشاط قوات الحشد الشعبي العراقي الذي تدار تحت قيادة تميل الى ايران حيث هناك قلق امريكي من احتمال توجه قوات الحشد الشعبي العراقي بعد الانتصار على داعش نحو سوريا وهو ما سيغير الموازين السياسية في المنطقة وقد رأينا كيف هدد الرئيس الامريكي باراك اوباما بوقف الغارات على مواقع داعش اذا لم توقف قوات الحشد الشعبي عملياتها ضد داعش.
ويقول بعض المصادر العراقية ان امريكا لا تريد داعشا قويا يستطيع الوصول الى بغداد ولا داعشا ضعيفا لا يستطيع المساعدة على انجاح المشروع الامريكي في المنطقة لكن التدخل الامريكي في الحرب ضد داعش والسياسات الامريكية في العراق ميدانيا ودبلوماسيا هي التي اعطت داعش فرصة كبيرة لالتقاط الانفاس.