الوقت- أكد معهد "تشاثام هاوس" البريطاني، أن ورطة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان لم تأت بعد، مشيراً الى أن تغيير طريقة التفكير، التي اعتاد عليها المواطن السعودي يعد برميل بارود على وشك الانفجار بوجه بن سلمان.
وكتبت نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد البريطاني، جين كينينمونت، إن سياسات ولي العهد السعودي المرتقبة تتحدث عن الإصلاحات في كافة قطاعات المملكة إلا المجال السياسي، مشيرة إلى أن بن سلمان لن يستطيع إسكات المعارضة في بلاده إلى الأبد بتلك الاستراتيجية التي يتبعها.
وأوضحت كينينمونت، بحسب وكالة سبوتنيك، أن ولي العهد السعودي الشاب، 31 عاما، يقدم نفسه بأنه "مناصرا للحداثة"، فيما يعتبره مؤيدوه أنه يكسر التقاليد المتبعة، التي جعلت من يحكمهم دوما رجال في الثمانينات من عمرهم، ولكنه يواجه بمعارضة كبيرة تعتبره مجرد "فتى طائش".
وتابعت الكاتبة قائلة "بن سلمان حاليا يربك النموذج التقليدي للحكم في السعودية، خاصة بعدما نظر إليه البعض أنه يورط المملكة خارجيا بصورة كبيرة، بدءا من حرب اليمن، وحتى الانضمام إلى دول المقاطعة الثلاث ضد قطر الإمارات ومصر والبحرين".
وأضافت "بن سلمان يتجاهل عمدا إجراء إصلاحات سياسية في البلاد تستوعب التغير المنشود الذي يأمل به في المملكة، وتجاهل هذا الأمر ستكون عواقبه وخيمة"، وأضافت "لعقود طويلة اعتاد المواطن والحكومة على صرف الأرباح دون الحاجة إلى فرض ضرائب على الدخل، وتغيير هذا الأمر بمثابة برميل بارود على وشك الانفجار".
وأضافت كينيمونت بقولها "على بن سلمان من الآن توقع موجة ارتدادية هائلة للقرارات الاقتصادية التي اتخذها أو ينوي اتخاذها، وعدم استعداده لها سيكون بمثابة خطر كبير قد يهدد حكمه للسعودية".
وكان وزير الدفاع السعودي الذي اطاح بابن عمه محمد بن نايف من ولاية العهد، أطلق ما اسماه برنامج إصلاح اقتصادي تحت اسم "رؤية 2030"، لخروج المملكة من عباءة الاعتماد على النفط فقط، وفرضت السعودية للمرة الأولى في تاريخها ضرائب على المواطنين في يونيو/ حزيران الماضي.
واستطردت كينينمونت بقولها "على بن سلمان أن يدخل التغييرات بصورة تدريجية، وأن يتم توضيحها للعامة بصورة أفضل، والعمل على تأسيس شبكات أمان اجتماعي قبل البدء ببرامج التقشف، حتى لا يؤدي الخفض الحكومي لتزايد مخاطر فقدان الوظائف والتمييز والإقصاء الاجتماعي".
وأشارت إلى أن تجاهل هذا الأمر سينمي من قوة ودور المعارضة في السعودية، التي ربما لن يفلح بن سلمان من السيطرة عليها بعد فترة من بدء الإصلاحات المنشودة.
واختتمت الباحثة تقريرها قائلة، "لن تخضع المعارضة السعودية للقهر إلى الأبد، وينبغي على بن سلمان ألا يفوت الفرصة الخاصة بالإصلاحات الاقتصادية، وأن يدعمها بإصلاحات سياسية تستوعب المعارضة بصورة أكبر".