ولم تكن هذه الدعوات التي تؤكد على الحل السياسي لأزمات المنطقة الأولى من نوعها، بل تزايدت في الفترة الأخيرة من الجانبين المصري والأمريكي في الإعلام العالمي، لذلك سوف نستعرض في هذا التقرير آخر الدعوات لإعتماد الحل السياسي في كل من اليمن والعراق وسوريا.
الأزمة اليمنية:
أمريكياً، أكدت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس أن بلادها ترى أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن، موضحة أن بلادها تتخذ الموقف نفسه تجاه هجمات المتشددين في العراق وأوكرانيا وسوريا، وأن تلك الأزمات يجب حلها من خلال التفاوض والحلول السياسية.
وقالت رايس خلال كلمة لها في حفل توزيع جوائز جبران خليل جبران بالمعهد العربي الأمريكي مساء الأربعاء 1-5-2015: "لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن، وسيكون الوضع الإنساني أكثر سوءا إذا استمر النزاع".
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري (8 مايو/أيار 2015) أن الحل السياسي بين اليمنيين وحده هو ما سينهي الأزمة وينبغي استئناف المحادثات دون شروط. كذلك قال السفير الأمريكي في اليمن ماثيو تولر بعد اجتماع مع أعضاء غرفة التجارة العربية الأمريكية(24مارس/ آذار 2015) إن واشنطن وحلفاءها في حاجة لاتخاذ قرارات بسرعة للحفاظ على إمكانية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن. كما نقلت قناة الميادين يوم الثلاثاء (21 أبريل/ نيسان 2015) عن واشنطن قولها "نشجع الأطراف الساعية لإيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة".
أما الجانب المصري فقد أكد على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال تفقده للعملية التعليمية لطلبة الكلية الحربية (17 أبريل / نيسان 2015) أن بلاده حريصة على الحل السياسي للأزمة في اليمن.
من جانبه أكد السفير المصري لدى اليمن يوسف أحمد الشرقاوي أن القاهرة تعتبر المسار السياسي هو الحل الوحيد للأزمة اليمنية، معبّراً عن أمله في استقرار البلاد لتحقيق آمال الشعب اليمني في الرخاء والتنمية.
وجدّد السفير المصري تأكيد تمسك مصر بوحدة اليمن وسلامة أراضيه، وأهمية التزام جميع الأطراف السياسية اليمنية بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقّع في 21 سبتمبر 2014م في صنعاء برعاية الأمم المتحدة.
كذلك طالب حزب مصر القوية، بحل سياسي عاجل للأزمة في اليمن عبر وسائل الضغط السياسي والدبلوماسي الذي يجبر جميع الأطراف إلى الجلوس على مائدة الحوار.
وطالب الحزب في بيان له بتاريخ (8إبريل/ نيسان 2015)، كافة الأطراف اليمنية باللجوء إلى الحوار والحل السياسي عبر وسائل الضغط للجلوس على مائدة المفاوضات لحل تلك الأزمة بالطرق السلمية بعيداً عن الخيارات العسكرية.
الأزمة العراقية:
مصرياً، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال تلقيه اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، دعم مصر للحكومة العراقية ومؤسسات الدولة الوطنية، ومساندتها للعراق في مكافحته للإرهاب والتطرف. وأكد السيسي في الإتصال الهاتفي حينها(22مارس/ آذار2015) على أهمية دعم التوافق بين كل أطياف الشعب العراقي بما يضمن تحقيق أكبر قدر من التوافق الشعبي الضروري واستعادة السلم الأهلي لبناء مؤسسات الدولة العراقية. كما شدّد السيسي في وقت سابق خلال زيارة العبادي الأخيرة إلى القاهرة ( 13يناير/ كانون الثاني 2015) على ضرورة المضي بالحل السياسي لمواجهة التنظيمات الارهابية.
من جانبه أكد رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب خلال استقباله نظيره العراقي حيدر العبادي في القاهرة ( 13يناير/ كانون الثاني 2015 ) أن "أمن العراق ووحدة أراضيه هام لمصر، وندين بالكامل كافة أشكال الإرهاب"، مبيناً أن "مصر تؤكد على وحدة أراضي العراق وهو أمر هام لمصر".
أما أمريكياً، فقد قال مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، في بيان، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتمع بكبار مستشاريه للأمن القومي، أمس، للبحث في الشأن العراقي واستراتيجية التصدي لتنظيم “داعش”.
وقال البيت الأبيض في بيانه(۲۰ مايو/ أيار ۲۰۱۵)، إن أوباما “جدد التأكيد على الدعم الأمريكي القوي” لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والتزام أمريكا بمساندة حكومة العراق.
وحضر الاجتماع 25 مستشاراً، بينهم نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية جون كيري، ووزير الدفاع أشتون كارتر، وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال لويد أوستن.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي التابع للبيت الأبيض أليستير باسكي إن مستشاري أوباما للأمن يجتمعون بانتظام للبحث في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وتحديد “أفضل السبل لتعزيز الاستراتيجية وتنفيذها”. وأضاف باسكي: “لا توجد مراجعة رسمية للاستراتيجية”.
الأزمة السورية:
لطالما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة أن تكون معالجة الأزمة في سوريا سياسية بعيدةً عن الحل العسكري مع الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية.
وقد أوضح السيسي في مقابلة حصرية مع وكالة سبوتنيك الروسية (11فبراير/شباط2015) أنه "لا بد أن نعترف بوجود عناصر إرهابية ومتطرفة ضخمة في سوريا وفي حال لم يتم التعامل معها والسيطرة على الوضع فإن هذه العناصر لن تبقى محصورة داخل سوريا بل ستنتشر إلى خارجها وتمثل تهديدا خطرا للكثير من البلدان".
وأضاف السيسي: "نحن متمسكون بثوابت معينة وواضحة بهذا الشأن تتمثل بأهمية معالجة الأزمة سياسيا بعيدا عن الحل العسكري وضرورة المحافظة على وحدة الأراضي السورية والعمل بشكل حثيث على إيجاد مخرج للعناصر الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية الآن".
كذلك رفض الرئيس المصري في وقت سابق وصف موقف مصر من الأزمة السورية بالحياد. وقد أكد في حواره مع صحيفة "الشرق الأوسط" (3 مارس/ آذار 2015 ) ”نحن قلنا وجهة نظرنا منذ البداية وهي البحث عن حل سلمي سياسي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية. هذا عنوان الحل والذي يشتمل على المعالجة المتزنة، وحل الميليشيات والعناصر المسلحة”، وزاد “فهل هذا حياد؟” وعن موقف القاهرة من قضية بقاء الرئيس بشار الأسد قال: “هناك فرق بين البحث عن حلول أو البحث عن استمرار الأزمة لسنوات. ومعنى حل سياسي سلمي لن يكون الحل لمصلحة طرف واحد وإنما لمصلحة الجميع”.
من جانبه أكد رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب خلال إستقباله نظيره العراقي حيدر العبادي، أن القاهرة تقف مع الحل السياسي للأزمة السورية. وقال محلب في مؤتمر عقده في القاهرة مع نظيره العراقي حيدر العبادي، إنه "ناقش مع العبادي الملف السوري وتم التأكيد على أن الحل السلمي هو المطلوب في هذه المرحلة"، مؤكداً أن "القاهرة تقف مع الحل السياسي للأزمة السورية".
أمريكياً، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما في المؤتمر الصحفى الذي جمعه بالمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل في برلين منتصف العام 2013 إن دول الثماني "موحدة بشأن الاتفاق على التوصل الى تسوية سياسية للأزمة في سوريا" مضيفا "نريد أن نرى سوريا موحدة وديمقراطية وتنعم بالسلام".
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال لقائه رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة(1مايو/أيار2015) التزام أمريكا بالتوصل إلى حل سياسي عبر التفاوض لإنهاء الأزمة في سوريا. كذلك صرح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري (15 مارس/آذار 2015)، أن بلاده "ستضطر للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية المطاف، لتحقيق انتقال سياسي في سوريا".
كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء (12 مايو/أيار2015 ) في ختام محادثاته مع نظيره الأمريكي جون كيري في سوتشي عن تقارب المواقف بين موسكو وواشنطن حول سبل تسوية الأزمة السورية.
