الوقت-تعد غرب اسيا اكثر منطقة في العالم تعرضاً للازمات، فالتدخل الاجنبي الذي ضاعف هذه الازمات ادى ايضا الى نشوء الحكومات الديكتاتورية في المنطقة. والى جانب هذا التدخل الاجنبي فالتعريف السياسي للعنف والارهاب ادى الى تردي الوضع الامني واتساع دائرة هذه الظاهرة المشؤومة من خلال تأسيس المجاميع الارهابية المتعددة.
بعد حادثة 11 سبتمبر 2001 وضعت السلطات الامريكية موضوع محاربة الارهاب في مقدمة لائحة اعمالها لكن اليوم وبعد الاحتلال الامريكي لدول افغانستان والعراق لم نلمس أي تحسن أمني ولم يتم القضاء على الارهاب بل على العكس نشاهد اليوم تضاعف العنف والتطرف.
تردي الاوضاع الامنية، نتاج الحضور المخرب للقوات الاجنبية في افغانستان
بعد حادثة 11 سبتمبر 2001 قادت الولايات المتحدة الامريكية هجوما عسكريا على افغانستان بهدف القضاء على طالبان وتنظيم القاعدة، لكن لم تكن النهاية مفرحة فطالبان لم تهزم والاوضاع الامنية والسياسية في افغانستان تراجعت مقارنة بـ 16 عاما الماضية. فالجيش الامريكي لايزال متواجدا في افغانستان وفي ظل هذا التواجد العسكري اعلن تنظيم داعش التكفيري عن امارته المزعومة في هذا البلد. لذا يعتبر تردي الاوضاع الامنية والاضطرابات السياسية نتاج التواجد المخرب للقوات الاجنبية في افغانستان.
وبالرغم من هذه الاوضاع تسعى حكومة ترامب الجديدة الى زيادة التواجد العسكري الامريكي في افغانستان. لكن استمرار التدخل العسكري في افغانستان لن يساعد مطلقاً على استقرار السلام والامن في هذا البلد وظهور داعش في افغانستان خير مثال على ذلك.
وفي هذا الصدد قال الخبير في شؤون افغانستان "وحيد مجده" في حديث له مع راديو بشتو: "لم تستطع امريكا خلال 16 عام الماضية حل مشكلة افغانستان او القضاء على طالبان، او انها لم ترغب بتحقيق ذلك مما تسبب بوصول الحرب في افغانستان الى طريق مسدود." فبحسب قول "وحيد مجده" امريكا لاترغب بإنهاء الحرب وارسال الآلاف من القوات المسلحة الى افغانستان ستزيد من حدة هذه الحرب في هذا البلد.
انتشار الارهاب في العراق؛ نتاج الحرب الامريكية
تكررت هذه العملية في الحرب الامريكية على العراق عام 2003. وبعد تصريح الرئيس الامريكي "جورج دبليو بوش" حول امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل واعتباره خطرا يهدد كل العالم، لقد كانت هذه الذريعة كافية لتقوم امريكا وبالتعاون مع بريطانيا بهجوم عسكري على العراق. لقد دامت الحرب الامريكية على العراق 9 اعوام نتج عنها كما حصل في افغانستان من انتشار الارهاب وكان في مقدمته تنظيم القاعدة وثم ظهور تنظيم داعش التكفيري عام 2014.
اما المسؤولين في حكومة الرئيس الامريكي السابق "باراك اوباما" صرحوا عدة مرات بدورهم في تأسيس تنظيم داعش التكفيري في حين يدعي التحالف الامريكي ضد داعش اليوم بمحاربته لهذا التنظيم لكن في الوقت نفسه يتولى هذا التحالف ادارة هذه المجاميع الارهابية ويشرف على تنقل قادتها من "الرقة" الى " ديرالزور".
اذن فتجربة حروب افغانستان والعراق توضح لنا ان السياسة الامريكية في محاربة الارهاب والتعريف الذي تصف به هذه الظاهرة المشؤومة يصب في خدمة المصالح الاستعمارية لامريكا. وفي هذا الصدد قال الخبير وعالم الاجتماع الامريكي البرفسور "بو كروسكاب" خلال مشاركته في المؤتمر الدولي "الولايات المتحدة، حقوق الانسان وخطاب السلطة" الاسبوع الماضي في طهران: "لطالما هناك ليبرالية ديمقراطية، فمفهوم الارهاب سيكون له تعريف سياسي والسياسة الامريكية في محاربة الارهاب يتم تعريفها في هذا الاطار."