الوقت- الموهبة والإبداع، كلمات تدغدغ مسامعنا عندما يقولها أحد الأشخاص أمامنا، الجميع يشعر بأنه يملك شيء من هذه الكلمات ولكن هناك من يعمل على إخراجها وتطويرها وصقلها بالعلم والمعرفة وهناك من يستسلم للعقبات التي تقف أمامه خلال مسيرة حياته.
في تقريرنا هذا سنتكلم عن المرحلة الأولى لظهور الموهبة والتي تتعلق بشكل تلقائي بمرحلة الطفولة، وكيف يمكن للأهل أن يعلموا إن كان طفلهم موهوب أم لا، وفي هذا السياق يقول الرسام العالمي الشهير، بابلو بيكاسو "كل طفل فنان، المشكلة هي كيف تظل فنانا عندما تكبر".
وانطلاقا من عبارة بيكاسو يمكننا أن نقول أن الظروف التي ينشأ فيها الطفل تلعب دورا كبيرا في صقل شخصيته وتضعه أمام مجموعة من التحديات، يلعب الأهل فيها دورا مؤثرا إلى جانب مجموعة من الصفات يقال أنها فطرية وليست مكتسبة، هذه الصفات تميز طفلا عن آخر وتجعلنا نقول عنه أنه موهوب في حال تم تدعيمها بالعلم والمعرفة والدراسة الأكاديمية.
لذلك يتحمل الأهل جانبا كبيرا في تسريع وصول الطفل إلى تلمس أطراف المجال الذي يستطيع فيه إبراز موهبته سواء كانت علمية، فنية أو اجتماعية، وهناك مجموعة من الأبعاد يمكن لها أن تساعدنا في تحديد الطفل الموهوب وتتضمن هذه الأبعاد القدرة العقلية، والقدرة الإبداعية، والقدرة التحصيلية، والمهارات والمواهب الخاصة، والسمات الشخصية والعقلية.
وبناءا على هذه الأبعاد سنذكر مجموعة من السمات التي تستطيع من خلالها معرفة إن كان طفلك موهوب ومتفوق على أقرانه أم لا:
1- امتلاكه قدرات ذهنية تجعله سريع التعلم
إذا كان طفلك سريع التعلم ويستطيع فهم واستيعاب ما يجري حوله من أحداث بدقة وسرعة أكثر من أقرانه من نفس الفئة العمرية، فذلك أولى العلامات الإيجابية، وهنا يأتي دور الأهل ومعلميه في المدرسة لمساعدته وإشراكه في احدى النشاطات المدرسية.
2- التحدث بلغة الكبار
كثيرا ما نسمع بعض الناس يقولون أن هذا الطفل يتكلم بطريقة تشعرك بأنه ناضج وأكبر من عمره، تأتي هذه العبارة عندما يستخدم الطفل كلمات وعبارات كبيرة بالنسبة لعمره، لو كان طفلك يستخدم المصطلحات الناضجة، التي تبدو أكبر من عمره؛ فهذا المؤشر إيجابي بالطبع. راقب مصطلحاته، ولاحظ معدل نمو قاموس كلماته. إذا كان المعدل مرتفعا، وثابت النمو؛ فأنت والد طفل موهوب.
3- دقة الملاحظة والوعي
يستطيع الطفل الموهوب التواصل مع الأخرين بسهولة كبيرة، حيث أن إدراكه ووعيه بالمحيط الذي يعيش فيه يساعده على ذلك، ويكون هذا الطفل على دراية تامة بكل متغير جديد يطرأ على المحيط الخاص فيه ، فعندما تقومي بلمس ألعابه أو ملابسه أو حتي عند تغير مفارش السرير الخاص به يشعر بذلك على الفور. الطفل العبقري يتأقلم بسرعة مع المحيط الجديد و ليس لديه أي مشكلة في التكيف و التعامل مع المواقف الجديدة و الأشخاص الغرباء.
يتميز الطفل الموهوب بقدرته الكبيرة على التأمل بالإضافة إلى امتلاكه خيالا واسعا يساعده على فهم الأشياء بشكل أسرع، كما انه يتذكر أشياء أغلب الأطفال في عمره لا يستطيعون تذكرها. ربما تجده يلاحظ التفاصيل الدقيقة كمثل ما يرتديه ضيف زائر مثلا، أو يتذكر شكل أيقونة ما على شاشة حاسوبك، أو حتى لون حذاء ترتديه في عجالة. تلك المهارة في التقاط التفاصيل هي علامة ساطعة على موهبة الطفل.
5- الألعاب الذهنية
يستمتع الطفل الموهوب بجميع الألعاب الذهنية التي تحتاج إلى التفكير بهدف حل اللغز الذي تنطوي عليه، وفور حله للغز يترك اللعبة ويمل منها، التحديات الذهنية هي أسرع وسيلة لاختبار قدرات الطفل الذهنية، والتي هي العمود الأساسي لأي نوع من أنواع المواهب بشكل عام.
6- سرعة البديهة وإنهاء الواجبات المدرسية بسرعة كبيرة
بعض الأطفال يستطيعون إنهاء واجباتهم المدرسية خلال فترة قصيرة جدا مقارنة مع أقرانهم من نفس الفئة العمرية، وهذه علامة صحية على ثبات معدل تفكيره ومهاراته العقلية، وذلك يتطلب التشجيع أولا، ثم الاهتمام بتثبيت هذا المعدل من الأداء بشكل صحي.
7- فهم التعامل مع المال
أول ما يتردد على مسامع الطفل داخل المنزل هي الامور المالية والحسابية وكيفية ربط العملات المختلفة ببعضها بسرعة، وسهولة؛ وفي حال قام بهذه العمليات بسرعة وسهولة فهذه إحدى العلامات القوية التي تخبرك بأن طفلك يظهر بوادر موهبة حسابية.
