الوقت- يبحث الكيان الصهيوني هذه الأيام عن ذريعة لإنهاء وقف إطلاق النار في غزة، وذلك الهجمات الصهيونية الواضحة في غزة، وانتهاكاتهم المتكررة لوقف إطلاق النار، والتي أصبحت روتينًا يوميًا، أعلنت حركة حماس، إدراكًا منها لحساسية الوضع الراهن لوقف إطلاق النار في غزة، أنها، رغم "الانتهاكات المتكررة" من جانب الكيان الصهيوني، لا تزال ملتزمة بتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في هذا الصدد، صرّح حازم قاسم، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، بأن الحركة على أتم الاستعداد للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، مع ذلك، وفيما يتعلق بمسألة نشر قوة دولية في غزة، أوضح مسؤول في حماس أن الحركة لا تعارض هذا الأمر، شريطة استيفاء شرطين أساسيين: أولهما، حماية المدنيين من هجمات الكيان الصهيوني، وثانيهما، ضمان الاستقرار والهدوء في قطاع غزة، ووفقًا له، فإن هذين الشرطين ضروريان لمنع استمرار الأزمة الإنسانية وتعزيز العمليات السياسية لترسيخ وقف إطلاق النار.
في الواقع، قامت حركة حماس بنزع ذرائع تل أبيب لوقف وقف إطلاق النار، وذلك بإعطاء الضوء الأخضر لنشر قوات دولية في غزة، ومن المتوقع أن تتعاون حماس مع المجلس الدولي المتمركز في غزة في إطار مجلس السلام.
من هم أعضاء مجلس السلام؟
في المرحلة الأولى، أُعلن أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، إلى جانب ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لدونالد ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، من بين الأعضاء الرئيسيين في المجلس التنفيذي لإدارة غزة بعد الحرب.
يُقال إن المجلس، برئاسة ترامب، يُشرف على لجنة تضم ما بين 12 و15 خبيرًا فلسطينيًا لا تربطهم أي صلة بحماس أو فتح، كما سيضم مجلس السلام قادة عربًا وأوروبيين، من بينهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
شطب اسم بلير
أفادت صحيفة فايننشال تايمز، يوم الاثنين، باستبعاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير من قائمة المرشحين للانضمام إلى "مجلس السلام" في غزة، والذي يُعد جزءًا من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطموحة لما بعد الحرب.
وأضافت الصحيفة إن هذا القرار جاء بعد معارضة عدد من الدول العربية والإسلامية لمشاركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق في هذا الهيكل.
ويُذكر أن بلير عضو في لجنة تنفيذية أصغر تابعة للهيكل الذي ترعاه الولايات المتحدة لإدارة غزة.
سبق أن ذكر ترامب اسم بلير بصفته عضوًا في "لجنة السلام" ووصفه بأنه "رجلٌ كفؤ"، لكن دول المنطقة أشارت إلى دور بلير في حرب العراق عام 2003 كسبب رئيسي لرفضه، وحذرت من تهميش الفلسطينيين في الهيكل الجديد.
ردًا على إقالة توني بلير، صرّح طاهر النونو، القيادي في حماس، لقناة الجزيرة بأنه إذا صحّ نبأ إقالة بلير من مجلس السلام في غزة، فسيكون ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح، وأضاف: "طلبنا من الأطراف الوسيطة إقالة بلير من مجلس السلام في غزة لأنه يدعم الاحتلال بقوة، ونحن الآن مستعدون لسلام طويل الأمد بشرط التزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار".
حماس لا تزال في السلطة
على الرغم من إعلان حماس تعاونها المشروط مع الوفد الدولي المتمركز في غزة، إلا أنها لا تزال ترفض قبول نزع السلاح كشرط أساسي للكيان الصهيوني، والذي أكد أنه لن يغادر القطاع إلا بعد نزع سلاح الحركة.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤول سابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، أن حماس، خلافاً للمزاعم الرسمية، لم تُهزم في غزة، وأنها لا تزال كياناً عسكرياً وتنظيمياً نشطاً.
وأكد المسؤول الأمني أن القدرة القتالية لحماس ما زالت سليمة إلى حد كبير، ويُقدّر عدد مقاتليها بنحو 20 ألف مقاتل.
صهر ترامب يسعى وراء مصالحه الشخصية
كوشنر، الذي ذُكر اسمه كعضو في وفد السلام إلى غزة، لا يشغل أي منصب رسمي في الإدارة الأمريكية الحالية، وقد جمع ثروة طائلة من استثماراته في الشرق الأوسط منذ أن كان مستشاراً لإدارة ترامب الأولى.
يقود صهر الرئيس الأمريكي، البالغ من العمر 44 عاماً، حالياً جهوداً لتخطيط ما يُسمى "المجتمعات الآمنة البديلة". تتضمن الخطة بناء قرى صغيرة مؤقتة، لكنها فعّالة، في المنطقة المعروفة حالياً باسم "المنطقة الخضراء". وتخضع المنطقة الخضراء، التي تشمل شرق وجنوب غزة، للسيطرة العسكرية الإسرائيلية لتشجيع الفلسطينيين على مغادرة غرب غزة الخاضع لسيطرة حماس.
ذكرت صحيفة التلغراف أن خطط كوشنر لما بعد الحرب في غزة تركز على إعادة تطوير المنطقة الخضراء، حيث يكاد يخلو القطاع من سكان غزة.
وصرح مسؤول أوروبي مشارك في العملية لصحيفة التلغراف قائلاً: "ينصبّ التركيز حالياً على المنطقة الخضراء، لا أحد يعلم كيف سيتم طرد حماس من المنطقة الغربية".
ورغم موافقة المسؤولين الإسرائيليين على خطة السلام العشرين لغزة ودعمهم لها، إلا أنهم يعتقدون سراً أن عليهم استئناف الحرب عام ٢٠٢٦ وهزيمة حماس نهائياً، لذا يبدو أن خطة ترامب الحالية لا أمل لها في النجاح.
