الوقت - في ذكرى مرور عامين على حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، أعلنت "المكتبة الوطنية الفلسطينية"، أمس الثلاثاء، أنّ "التراث الثقافي في قطاع غزة يواجه خطراً شديداً نتيجة الحرب والتدمير والإبادة الثقافية الممنهجة.
وقالت المكتبة في تقرير إنّ الاحتلال "استهدف البنية التحتية الثقافية في القطاع من مراكز ثقافية ومتاحف ومسارح ومعارض ومعالم تاريخية وأثرية، ومكتبات عامّة وخاصة وجامعية ومكتبات المدارس والمساجد والكنائس ودور نشر ومطابع ووزارات".
وأضافت أنّ الدمار "لحق بثروة من الكتب النادرة والمخطوطات والوثائق التاريخية والأرشيفات الخاصة والإدارية والمواد السمعية والبصرية والتجهيزات ووسائل الحفظ اليدوي والإلكتروني وسجلات الطابو والسجلات المدنية والمقتنيات والقطع الأثرية التاريخية".
المكتبة أوضحت أيضاً أنّ "الدمار امتد إلى مئات المباني التاريخية وتضرّر ما لا يقلّ عن 226 موقعاً أثرياً، منها بيت السقا التاريخي وهو من الفترة العثمانية، وبيت سباط العلمي، الذي يعود إلى القرن الــ 17، والمدرسة الكاميلية، وحمّام السمرة الذي كان آخر الحمّامات العثمانية، وقصف المشفى المعمداني وهو بناء تاريخي شيّد عام 1882 وغيرها من المواقع".
ومن بين ما دمّرته "إسرائيل" أيضاً المتحف الوطني في "قصر الباشا" وهو أثر مملوكي تمّ تحويله إلى متحف في عام 2010، وكان يضمّ عشرات آلاف القطع الأثرية، ومتحف دير البلح، ومتحف رفح وغيرها من المتاحف التي دمّرت مقتنياتها أو سرقها جنود الاحتلال وقاموا بتصويرها عقب نقلها إلى متاحف الاحتلال الإسرائيلي.
التقرير الصادر عن "المكتبة الوطنية الفلسطينية" في رام الله أضاف أيضاً أنّ الاحتلال "دمّر المطابع ودور النشر ومكتبات، من أبرزها مكتبة المسجد العمري الكبير التي تضم 230 مخطوطة تاريخية نادرة تعرّضت للقصف والحرق، وبقي منها 38 مخطوطة فقط".
كما أسفر قصف الاحتلال عن تضرّر 4 كنائس قديمة تعتبر رموزاً حضارية مهمة في فلسطين من بينها كنيسة القديس برفيريوس، أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، وكنيسة المعمداني ومشفاها، فضلاً عن قصف وتدمير ما لا يقلّ عن 1000 مسجد تدميراً كلياً أو جزئياً من بينها المسجد العمري في غزة، وهو أحد أهم وأقدم المساجد في فلسطين التاريخية.
وطالبت المكتبة الوطنية في بيان المجتمع الدولي "بضرورة توفير الحماية للتراث الثقافي الفلسطيني الموجود في قطاع غزة، انطلاقاً من مبدأ ملكية الممتلكات والأعيان الثقافية للإنسانية جمعاء وأنّ الاعتداء عليها يشكّل اعتداء على كلّ شعوب العالم".