الوقت- حول التطورات التي تجري في فلسطين المحتلة وبعد الخطوة الاستفزازية التي قام بها كيان الاحتلال وعقده جلسة الحكومة يوم الاحد داخل انفاق حائط البراق، تحدث موقع الوقت الاخباري مع عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل، فاعتبر الأخير ان الاجتماع يندرج في سياق السياسة "الاسرائيلية" المتطرفة التي نهج عليها نتنياهو وتحالفه اليميني منذ زمن والذي يسعى بكل الوسائل لتهويد مدينة القدس وتصفية المعالم التي تمسّ صلب مكانتها الدينية والوطنية وايضا لحسم مصيرها باتجاه تهجير اهلها وتوسيع الاستيطان وتوسيع دائرة الهجرة اليها بهدف اجراء انقلاب ديمغرافي على المستوى السكاني بحيث تصبح هناك اغلبية سكانية من اليهود في العام 2020 وتصبح عاصمة لكيانهم.
وأضاف: "هذا ما يتعاكس مع ارادة المجتمع الدولي ومؤسساته وخاصة منظمة اليونسكو التي اتخذت اكثر من قرار بهذا الشأن كان آخرها أن اسرائيل هي دولة احتلال للقدس، وللأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م، واعتبرت سابقا ان لا علاقة لليهودية بالمسجد الأقصى وبمدينة القدس ولا بحائط البراق الذي يسمونه حائط المبكى، وبالتالي إن السياسة الاسرائيلية هذه باتت مكشوفة وتتحدى كل القوانين والقرارات الدولية، وتتحدى ارادة الشعب الفلسطيني وابناء مدينة القدس، وهذه السياسة ايضا مدعومة من الرئيس الامريكي ترامب الذي اعطى وعدا خلال العملية الانتخابية في الولايات المتحدة الامريكية، بنقل سفارة امريكا من تل ابيب الى مدينة القدس وهذا يؤشر الى منحى تطرّفي اكثر يؤسّس لعملية ضم لكتل كبرى من الضفة الفلسطينية، خاصة القدس ومناطق المستوطنات والجدار، ما يفوق 60 بالمئة من اراضي الضفة، وليقطع الطريق على قيام دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس، ويقطع الطريق ايضا على حق عودة اللاجئين الى ديارهم."
وتابع فيصل: "هو ايضا (ترامب) يستفيد من الوضع العربي الذي ينشغل بذاته وبالحروب على بعضه البعض ويُغرق الشعوب بالدماء، ويلهث جزء كبير منه الى التطبيع مع اسرائيل بضغط من الولايات المتحدة للحفاظ على مصالحهم وعلى انظمتهم، وبالتالي هو يستثمر هذه الحالة الدولية، وخاصة السياسة الرسمية العربية المندفعة باتجاه التطبيع، وهو يحاول ايضا ان يستفيد من حال الانقسام الفلسطيني."
وتعليقا على ذهاب ترامب الى حائط البراق بدون مرافقة رسمية خلال زيارته الأخيرة قال: "هو ذهب بمفرده وحاول ان يظهر ان هناك تباينا امريكيا اسرائيليا، لكن السفير الامريكي يمارس مهماته من القنصلية الامريكية في قلب القدس، وعند لقائه بنتنياهو قال ترامب ايضا انه يدعم كل ما تريده اسرائيل، وهو يدفع نحو تسوية اقليمية تشارك بها السلطة الفلسطينية واسرائيل وعدد من الدول العربية ايضا ليستخدم هذه المفاوضات كضغط على السلطة الفلسطينية للتراجع عن الكثير من المواقف التي يجمع عليها الفلسطينيون. اذن لا مجال للعيش مع الاحتلال ولا مجال لأقل من دولة على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس، وايضا لا مجال للتراجع عن حق العودة، والملابسات كانت شكلية وليست سياسية او جوهرية في هذا الشأن".
واكد فیصل ان "ترامب يغطي كل السياسة الاسرائيلية، فيكفي القول ان هناك 11 صهيوني في الادارة الامريكية في البيت الابيض، وصهره كبير الموظفين الذي تلاحقه المحاكمات، وايضا إن السفير الامريكي في اسرائيل كان يشارك ويدعم الاستيطان، والمبعوث الخاص للرئيس الامريكي للشرق الاوسط وضع 9 شروط على السلطة الفلسطينية اولها ان تعود الى المفاوضات بدون شروط وان لا تشترط وقف الاستيطان ولا اطلاق سراح المعتقلين، وان توافق على تسوية اقليمية بينها وبين اسرائيل، وان توقف كل الدعم للأسرى والمعتقلين وذوي الشهداء وشروط اخرى.هذه هي السياسة الامريكية في الشرق الاوسط، الداعمة للسياسة الاسرائيلية بشكل كامل بل متطابق كليا."
ورأى" فیصل" ان ذلك يجب ان "يلقى ردا موحدا فلسطينيا قائم على وقف اي رهان على الموقف الامريكي وعلى العودة الى المفاوضات بالشروط الامريكية والاسرائيلية، والإلتزام بقرارات الاجماع الوطني التي تقول بأن لا نعود الى المفاوضات إلا على اساس قرارات شرعية ومرجعية دولية، وايضا برعاية دولية وليس رعاية امريكا وبأن الشعب الفلسطيني لديه قرارات تسمح له بالمقاومة والانتفاضة في مواجهة الاحتلال وهذا ما يجب ان تسلكه السلطة والقيادة الرسمية في منظمة التحرير الفلسطينية، وننهي الانقسام ونستعيد الوحدة ونبني على ما حققه الاسرى والمعتقلون في اضرابهم الكبير الذي عُلّق بمكاسب كبيرة، لنفتح المجال امام انتفاضة شعبية عارمة ومقاومة فلسطينية موحدة، ولنفتح المجال ايضا لمعركة سياسية ودبلوماسية وقانونية نعاقب فيها اسرائيل على جرائم الحرب ونعزلها لتجري مقاطعتها اقتصاديا لأنها ارتكبت جرائم حرب، ولأنها دولة تمييز عنصري، وبالتالي نحبط السياسة الامريكية - الاسرائيلية التي تهدف الى شطب حقوق الشعب الفلسطيني، وتدمير كل الطاقات العربية ايضا."
وحول توقيت الجلسة التي عقدت بعد تظاهرات ضخمة في تل ابيب طالبت بحل الدولتين قال فيصل: "هذا بالتأكيد جزء من الصراع الداخلي بين قوى التطرف اليميني ومن يطلق على نفسه اليسار، وهي تجاذبات لها علاقة بالمعركة الانتخابية القادمة، وبالخارطة الحزبية السياسية، وداخل الائتلاف الحكومي ايضا هناك صراع بين نتنياهو ونفتالي بينيت وهو يحاول ان يستوعب حزب العمل في الائتلاف الجديد حتى يواجهه في المعركة الانتخابية القادمة".
واكد "فیصل" على ضرورة عدم الرهان على التناقضات الحالية، "كما تفعل السلطة الفلسطينية"، لأنها تبقى محدودة وداخل البيت الواحد، فجميعهم متفقون ان لا دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس، وان القدس عاصمة للدولة اليهودية، والجميع مجمعون على جدار الفصل العنصري وعلى منع حق عودة اللاجئين الى ديارهم."
وختم قوله: "يجب ان لا نغرق في هذه التباينات القائمة، فلنبن خطتنا واستراتيجيتنا على اساس وحدة شعبنا، و وحدة مقاومتنا، و وحدة انتفاضتنا، وحدة الحركة الأسيرة، ولنسعى الى معركة سياسية ودبلوماسية في الأمم المتحدة، ويجب ان لا تخدعنا هذه الاضاليل."